رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حارب «القردة والعجوز والنحس».. كيف انتصر أحمد شوقي للمرأة؟

أحمد شوقي
أحمد شوقي

تحل غدا ذكرى ميلاد أمير الشعراء أحمد شوقي الـ150، الذي تناولت أعماله جميع الجوانب الإنسانية الموجودة في عصره، وكانت أهم قضية بالنسبة له هي قضية المرأة، فأحمد شوقي الذي تعلم في الدول الغربية وشاهد حياة النساء الأوروبية اعتنى بتلك القضية في العالم العربي، ودعا لتحرير المرأة العربية من العادات والتقاليد المميتة، مثل عدم اختيارهن ازواجهن وعدم الإجازة لهن في المعاملات العامة خارج البيوت والجرائم من قبل الأزواج على زوجاتهم وعدم تعليمهم.

ونقد شوقي خلال أعماله الظلمات والجرائم التي ارتكبها الرجال العرب على نسائهم في ذلك الحين كما أنه وضع أمامهم صورة نموذجية لنساء مستقلة مع اختيار أمورهن وحرية في معاملاتهن مثل أميرة الأندلس وليلى في مسرحية مجنون ليلى وكليوباترا وغيرهن لكي تقتديهن النساء العرب في مظاهراتهن للمطالبة بحقوقهن وقدم خلال أشعاره وأعماله الأخرى معظم المشاكل التي واجهتها المرأة العربية في ذلك الوقت، ونصح الرجال بحل تلك القضايا.

كتب أحمد شوقي ديوان "الشوقيات" الذي طبع في 4 أجزاء واحتوى على الكثير من القصائد المتعلقة بحياة المرأة، ومن خلال أشعاره تناول مختلف القضايا النسائية الموجودة في المجتمع المصري والعربي وكانت قضية تعليم المرأة واحدة من أبرز تلك القضايا لأن المرأة في عهد شوقي لم يسمح لها بالتعليم وما كان لها حق إلا لتعلم القراءة والكتابة حتى تقدر لتلاوة القرآن وقراءة بعض الكتب الدينية أما الأدب والعلوم الفلكية والعلوم الهندسية وغيرها من العلوم العصرية كانت محرومة لنساء العرب.

ورأى شوقي أنه يجب إزالة تلك القيود الباطلة من على المرأة لأن السبب الرئيسي لانحطاط العالم العربي في ذلك الوقت هو الأمية الشائعة بين النساء لأنهن يربين جيل المستقبل فإذا أزيلت أميتهن ستزال أمية جيل جديد وبالتالي أمية مجتمع قادم ومن ثم أمية دولة كاملة وأشار إلى ذلك في قصيدته "العلم والتعليم".

أما القضية النسائية الأخرى التي تناولها شوقي في أعماله هي الزواج ففي عهد شوقي لم يكن للمرأة حق اختيار الزوج واعتبر شوقي هذه القضية مفسدة عظيمة تؤدي إلى هلاك الأمة، ورأى أنها أمر خطير لابد أن يعالجه، فأبرز الأعمال التي تناول شوقي هذه القضية هو مسرحيته "الست هدى" التي قص فيها حياة امرأة ثرية تسمى الست هدى التي تزوجت عشرة من الرجال واحد تلو الآخر ومعظمهم إنما تزوجوها قصد لثروتها ما عدا زوجها الأول الذي لم تختاره وزوجها التاسع الذي يطلب منها مالها ويضربها بيده وبعصاه حتى تختفي منه في غرفة النوم خوفا من جرائمه يسبها هذا الزوج بأسماء لا تحب أن تسمعها مثل القردة والعجوز والنحس والضلال وما إلى ذلك فشوقي يعاتب خلال هذه المسرحية ذلك الفساد الموجود في المجتمع حيث يتزوج الرجل امرأة بسبب مالها وعدم اختيارها زوجها.