رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون: كاراباخ اختبار للعلاقة الوثيقة بين بوتين وأردوغان

بوتين وأردوغان
بوتين وأردوغان

على الرغم من صمودها أثناء الخلافات فى كل من سوريا وليبيا، فإن العلاقة بين الرئيس الروسي ونظيره التركي تشهد مؤخرًا توترًا بسبب النشاط التركي حول كاراباخ.

ومع عودة الاشتباكات الأكثر دموية منذ عقود إلى منطقة ناغورني كاراباخ "قرة باغ" الأرمينية الانفصالية في أذربيجان، يجري اختبار العلاقة بين الزعيمين وفق محللين.

وفى الوقت الذى ينظر فيها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى منطقة القوقاز المضطربة على أنها جزء من الخارج القريب لروسيا، يريد أن تدفن أذربيجان المسلمة وأرمينيا المسيحية عداوتهما التاريخية لكي يحل السلام.

فيما لا يريد أردوغان الأمر نفسه، فهو يحض أذربيجان على مواصلة حملتها إلى أن ينسحب الانفصاليون الأرمن من كل شبر من الأراضي الأذربيجانية، وفقًا للشرق الأوسط.

وقال أوزغور أونليسارشيكيلي مدير مكتب أنقرة في صندوق مارشال الألماني الأمريكي، "إن تركيا وروسيا منخرطتان في علاقة يمكن وصفها على أفضل وجه بأنها تعاون تنافسي، مشيرًا إلى أن منطقة جنوب القوقاز من بين المناطق التي يشتد فيها هذا التنافس، وفقًا لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتقوم موسكو بإمداد كل من أذربيجان وأرمينيا بالأسلحة، علمًا بأن الأخيرة، رغم أنها أفقر وأصغر من جارتها الشرقية الغنية بالموارد، هي أيضًا جزء من تحالف دفاعي تسيطر عليه موسكو وتستضيف قاعدة روسية.

وفي غضون ذلك، تنظر تركيا إلى أذربيجان كدولة شقيقة من واجبها الدفاع عن مصالحها على الساحة العالمية.

وقال محللون إن الوضع محفوف بالأخطار بين كل من روسيا وتركيا.

وأشار المحللون إلى أن أردوغان يعرف حدود صبر بوتين، إذ توقف عن دعم باكو عسكريًا والتزم الصمت حيال التقارير التي تفيد بأن تركيا ترسل مرتزقة ليبيين وسوريين إلى القوقاز.

وأظهر الكرملين دعمًا فاترًا لأرمينيا التي أثار رئيس وزرائها الحالي نيكول باشينيان غضب موسكو في السابق.

وقال أونليسارشيكيلي "إن دعم تركيا لأذربيجان ليس بالأمر الجديد لكن تردد روسيا في دعم أرمينيا هو كذلك لذا، لا أعتقد أن أردوغان قد أثار غضب بوتين، حتى الآن".

وتابع شيكيلى "لكن إذا شعرت روسيا بالتهديد إلى حد يستحق تفكيك العلاقة التي كانت تطورها مع تركيا، فيمكنها الانتقام في ليبيا وعلى الأرجح في سوريا.

ورغم كونها تاريخية، فإن العداء التركي الأرميني أصبح الآن محددًا بواحدة من أحلك فترات زوال الإمبراطورية العثمانية بحيث ما زال البلدان غير قادرين على التصالح جراء الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915.

وبدأت مغازلة أردوغان غير المتوقعة لبوتين بعدما نجا من محاولة انقلاب فاشلة في عام 2016، فيما كانت روسيا تواجه عزلة دولية عقب ضمها شبه جزيرة القرم.

وبدأ أردوغان وبوتين التعاون بشكل أوثق في سوريا، حيث تدعم روسيا نظام الرئيس بشار الأسد وتدعم تركيا المتمردين الذين يحاولون إطاحته.

وأوضح المحلل المقيم في أنقرة علي باكير أن العلاقات التركية الروسية معقدة للغاية بسبب سوريا وليبيا، والصراع الأذربيجاني الأرميني سيزيد تعقيدها.

وقال باكير إن تركيا تعتبر سوريا جزءًا من حديقتها الخلفية التي تتدخل فيها روسيا، متابعًا "أن الخلاف الأخير في شمال غربي سوريا يظهر أن موسكو ليست مستعدة لتسهيل الأمور على أنقرة".

ووافق أليكسي خليبنيكوف، وهو محلل في شئون الشرق الأوسط في مجلس الشئون الدولية الروسي على أن الموقف الدبلوماسي التركي في ناغورنو كاراباخ قد يؤثر على علاقاتها مع روسيا في مناطق ساخنة أخرى، لا سيما سوريا.

وقال خليبنيكوف "ليس بشكل كبير لكن سيكون هناك بعض التأثير نعلم أنه في السنوات الماضية، مرت روسيا وتركيا بعدد من الأزمات لم تتمكن من إحداث شرخ بين البلدين"، مؤكدًا أن روسيا وتركيا ستحاولان إيجاد لغة مشتركة، لكن ليست هناك ضمانات.