رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يتدخل أردوغان في صراع أذربيجان وأرمينيا؟

أردوغان
أردوغان

تصاعدت التوترات خلال الساعات القليلة الماضية، حيث شهدت منطقة القوقاز توترًا جديدًا إثر تطور الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان، وتجدد العمليات العسكرية في إقليم "ناجورنو كراباخ"، وسقوط قتلى في المعارك.

وتعد الأعمال العسكرية التي حدثت في الساعات الماضية أعنف اشتباكات بين البلدين منذ العام 2016، ما أثار من جديد مخاوف بشأن الاستقرار في جنوب القوقاز الذي يعد ممرًا لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، وفقًا لما أوردته فضائية «العربية».

من جانبه، أوضح بيرج ترزيان رئيس الجمعية الأرمينية السابق في مصر، أنه خلال السنوات التي كان الإقليم خاضعًا فيها لسلطة الاتحاد السوفيتي القديم، حدثت تغييرات في التركيبة السكانية لكن ظلت الأغلبية للأرمن، وعقب تفكك الاتحاد السوفيتي في العام 1991 ورغبة كل الدول الخاضعة له في إعلان استقلالها، أعلنت أرمينيا استقلالها وكذلك أذربيجان، فيما ظل الإقليم يمثل مشكلة حيث استقل ذاتيا دون اعتراف دولي.

وقال ترزيان: "في بداية 1992، أعلن الانفصاليون في الإقليم الاستقلال عن أذربيجان، وتم إجراء استفتاء بالفعل انتهى بإعلان الاستقلال، إلا أنه لم يلق الاعتراف الدولي، ما أدى لتدخل عسكري من أذربيجان لإخضاع الإقليم لسلطتها وولايتها، وقابلته أرمينيا بالتدخل لمساندة السكان الأرمن".

وأضاف: في مايو 1994، قبلت جميع الأطراف الاتفاق على هدنة عرفت باسم هدنة "منسك" بعد مفاوضات في عاصمة بيلاروسيا بمشاركة أميركا وفرنسا وروسيا.

وتابع: ظل إقليم ناجورنو كراباخ منطقة انفصالية تتمتع بالحكم الذاتي تعيش فيها أغلبية أرمينية ترفض سلطة أذربيجان، كما شهدت المنطقة بسببه نزاعات وتوترات وحروبا بين البلدين، مضيفا أنه في نوفمبر من العام 2008 وقّع البلدان إعلانا يدعو إلى تسوية سلمية للنزاع، إلا أن المعارك تواصلت، حيث شهد عاما 2014 و2016 اشتباكات وصدامات عسكرية، كان آخرها ما حدث خلال اليومين الماضيين.

وأرجع ترزيان تدخل تركيا في الصراع إلى سببين، هما: الأول هو نكاية في أرمينيا التي ما زالت تؤرق تركيا بقضية الإبادة الشهيرة للأرمن، والثاني أن تركيا تراودها من جديد أحلام العودة للإمبراطورية العثمانية، وتريد السيطرة على الإقليم ليكون امتدادا لها نحو الصين، ويصبح لها تواجد في أكثر مناطق العالم من حيث الأهمية الاستراتيجية، لكونها مناطق نقل الغاز والنفط العالمية.