رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: بلطجية الإخوان.. نكشف تنظيم الجماعة الإرهابية الذى يقف وراء أحداث العنف

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز

فى حركة خبيثة حاولت جماعة الإخوان الإرهابية أن توحى للجميع بأنها بعيدة عن الأحداث الأخيرة فى مصر، عمدت إلى نشر بيان، موقّع من مكتب الإرشاد، يطالب الإخوان بألا ينزلوا إلى الشوارع ليدعموا محمد على، لأنها لا تريد صدامًا مع الشرطة، ولأنها فى أمس الحاجة إلى لملمة شتات نفسها.

مَن يعرفون الجماعة عن قرب وعلى حق أدركوا منذ البداية أن هذا البيان ليس أكثر من خدعة، مناورة سياسية وإعلامية، فهى تعلن أنها لن تقف مع المقاول الفاشل محمد على، لأنها على ثقة من فشله، وساعتها تقول إنها لم تشارك، وبالتالى لم تفشل، وفى الوقت نفسه لا تمنح أحدًا فرصة لإدانتها بارتكاب العنف، وهو ما خططت له مبكرًا، مقتنعة بأنها لن تحقق شيئًا إلا باستعمال العنف بعد أن انصرف عنها الناس، وأدركوا كذبها وتضليلها.
لا ينسى المصريون للجماعة الإرهابية ما فعلته على مدار تاريخها الطويل، وهو تاريخ عنوانه الدم والقتل والاغتيالات والحرق والتدمير واستباحة كل شىء حتى تحقق أهدافها، التى هى بعيدة كل البعد عن الشعارات البراقة، التى ترفعها وتتغنى بها صباح مساء، ويعرف المصريون أيضًا الآن أن كل حدث فيه عنف تقف وراءه الجماعة بالتحريض والمشاركة على الأرض.. لأن الشعب الطيب الذى نعرفه جميعًا لا يمكنه أن يقدم على مثل هذه الأعمال التى لن تقود إلّا إلى الخراب والدمار.
يمكنك أن تقرأ عن حرق سيارة هنا، أو تحطيم مبنى هناك.
يمكن أن ترى عددًا لا يتجاوز العشرين مواطنًا يسير فى أحد الشوارع هنا.. أو تجمعًا يهتف بعض الهتافات هناك.
وساعتها يمكنك أن تسأل: مَن يقف وراء كل هذا؟ هل وصل الشعب المصرى إلى مرحلة الغضب والثورة؟
لن أرهقك فى البحث عن إجابة.. فما يحدث مكشوف تمامًا.
لقد وصلت الجماعة الإرهابية إلى مرحلة اليأس التام والكامل والشامل، بعد أن وجدت كل ما قامت به خلال السنوات السبع الماضية بلا قيمة ولا فائدة.
كانت جماعة الإخوان فى القلب من التنظيمات الإرهابية التى ارتكبت عمليات اغتيال عديدة فى كل مكان فى مصر، لكنها لم تنتصر بالعمليات الإرهابية المباشرة، بعد أن تصدى لها ولغيرها أبناء الجيش المخلصين فى الجيش والشرطة.
وكانت وراء تأسيس تنظيمات مسلحة جديدة أطلقت عليها أسماء اعتقدت أنها يمكن أن تجذب الشباب، فخرجت «حسم ولواء الثورة»، وأعلنت مسئوليتها عن عمليات إرهابية عديدة، لكن بددت يقظة الأجهزة الأمنية هذه التنظيمات، وأصبح من انتموا إليها لا يخرجون عن كونهم قتلى فى مواجهات، أو مسجونين يحاكمون الآن على ما اقترفته أيديهم.
وكانت «الإرهابية» فى قلب عمليات الاستنزاف الإعلامية والنفسية، التى قادت خلالها معارك التشكيك والكذب والتضليل وترويج الشائعات والأخبار الكاذبة لخلق حالة من الإحباط، وشق جدار الثقة بين الشعب وقيادته، لكن بارت تجارتها، ففى كل مرة كان الشعب يلتف حول قيادته، ويناصر مشروعه الذى اختاره فى ٣٠ يونيو.
كشف الشعب المصرى عورة الجماعة، التى كانت تخفيها بقنوات إعلامية تبث من قطر وتركيا، وتأكد الناس أن ما يسمعونه ليس إلّا من قبيل الفتنة الكاملة التى تريد أن تنقض على الأخضر واليابس، فنظروا إلى مَن يعملون فى هذه القنوات على أنهم مجموعة من الأُجراء والخونة والمتآمرين، فانصرفوا عنهم تمامًا.
ما نكشفه الآن هو آخر محطة وصلت إليها «الإخوان» فى حربها ضد الشعب المصرى.
لا أفارق الواقع ولا الحقيقة عندما أضع «الإخوان» فى مواجهة الشعب المصرى، فما مر علينا طوال ما يقرب من مائة عام- الجماعة الآن عمرها ٩٢ سنة- يؤكد أن هؤلاء ليسوا مصريين، لا ينتمون إلى هذه الأرض، ولا يعملون من أجل استقلال وكرامة هذا الوطن.
فى الأحداث التى بدأت منذ ٢٠ سبتمبر، والتى خذل المصريون فيها الجماعة الإرهابية، وتعمدوا ألا يلتفتوا إلى دعواتها التحريضية عبر القنوات المعادية وشبكات التواصل الاجتماعى، سلكت جماعة الإخوان طريقًا فى المواجهة، وهو الطريق الذى يمكن أن نحدده فى الآتى:
أولًا: دفعت الجماعة بعدد من أعضائها وشبابها ليثيروا أكبر قدر من الضجيج، والتصدى لعدد من سيارات الشرطة وإضرام النيران فيها، والسير فى مسيرات محددة فى مناطق تم اختيارها بعناية، وتصوير هذه الأحداث وتصديرها إلى القنوات المعادية التى تذيعها وتمعن فى تكرارها، ليبدوا الأمر وأن هناك حالة ثورة عامة فى مصر.
حرصت الجماعة على شحن أعضائها المشاركين على الأرض، وكانت التوصية الأساسية هى اللجوء إلى العنف المباشر، لكن فى صورة غير منظمة، تبدو لمن يتابع ما يجرى على الأرض أنها أعمال بلطجة، حتى لا تنسب إليها، وتكون لديها الحجة التى ترفعها دائمًا بأن من قاموا بهذه الأحداث بلطجية لا تعرفهم.
ثانيًا: عمدت الجماعة كذلك إلى الدفع بعدد من البلطجية فى بعض القرى والمناطق الشعبية، ليشاركوا فى الأحداث وتصعيدها إلى أقصى درجات العنف والمواجهة.
ثالثًا: لم يكن غريبًا على الجماعة أن تستغل الأطفال فى مواجهتها الجديدة مع الشعب المصرى، فعندما تتأمل بعض الصور والفيديوهات التى تبثها القنوات المعادية، وبعضها صحيح، ستجد أن معظم من يتواجدون فى هذه التجمعات أطفال صغار، يتحركون بعشوائية شديدة، ويرددون الهتافات التى يقودها عدد من أعضاء الجماعة.
استغلال الجماعة للأطفال ليس جديدًا على الإطلاق، فعلت ذلك أكثر من مرة، وأعتقد أنك ما زلت تذكر الأطفال الذين ألبستهم أكفانًا ونظمت لهم مسيرة فى اعتصام رابعة العدوية، فى محاولة لجلب التعاطف ودغدغة مشاعر المصريين.
لقد حاولت الجماعة خداعنا جميعًا فى مواجهتها الأخيرة مع الشعب المصرى.. حاولت أن تقول إنها ليست موجودة رغم أنها فاعلة بالتخطيط والتمويل والتحريض والعنف المباشر على الأرض، وهو ما يشير إلى أننا مقدمون على مرحلة جديدة من مراحل تحدى الجماعة الإرهابية للشعب المصرى، مرحلة عنوانها اليأس التام الذى يدفع الجماعة إلى الانتقام من الجميع وممارسة العنف فى أبشع وأعتى صوره.
لا يمكننا أن نقلق أبدًا.. فكما سقطت الجماعة قبل ذلك ستسقط هذه المرة.. لأن الشعب المصرى قرر ألا يتنازل عن بلده أو يتركها لجماعة إرهابية تبيعها على أنها حفنة من تراب عفن.