رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلم «حرزاوي» من صناعة الملابس الجاهزة إلى أصغر رجل أعمال بالإسكندرية

حرزاوي
حرزاوي

لم يكن يعلم أي الطرق سيكون بداية مستقبله، ولكن أحيانا بدايات النجاح تكون من قمة لحظات الإحباط، هكذا بدأ إصرار أصغر رجل أعمال كما يلقب نفسه، وبتهكم أحد أساتذته في مرحلة الثانوية العامة والتي أحبطت تفكيره ولوثت مسامعه بعبارة: "إنت مش هتنجح وحياتك هتكون بلا هدف" لن تؤثر عليه سوى لفترة محدودة ولكنها كانت دافع لـ"جابر أحمد" الشهير بجابر الحرزاوي أثناء إجازته الصيفية في مرحلة ما قبل الانتقال للجامعة أن يعيد تفكيره مع نفسه، هل سيكون مستقبلي بلا هدف؟، هل سيكون مثل باقي الشباب المتواكلين؟.

نقطة وضوح وضعها جابر الحرزاوي صاحب الـ 21 عاما، الطالب بكلية الفنون التطبيقية قسم الفنون توَجها برؤيته في كونه سيصبح أصغر رجل أعمال في مصر والوطن العربي، لكنه لم يكن يعلم من أين سيبدأ فلديه مهارة وإرادة لابد من استغلالها للوصول لتحقيق حلمه ولكي تصبح رؤيته واقع ملموس.

وجاءت مساعدة والده أحد أصحاب الخبرات في مجال صناعة الملابس الجاهزة "دليل إرشادي لمستقبل الطالب الجامعي، ليدمج ما بين الموهبة والمهارة وخبره سوق العمل، في استغلال مهارة الرسم لديه بدخول عالم تصميم الأزياء والاستفادة من خبرات والده التسويقية لفتح مجال عمل جديد له.

احتلت الفكرة مكانتها في التفكير مدة 3 أشهر ليستجيب لها ويبدأ في رسم ملامحها الأولى، ولتبدأ خطوات إنجازاته بالمشاركة في معرض بكليته بلوحات احتوت رسومات لتصميم الملابس، ولأن طريق التعلم مستمر واكتساب مزيد من الخبرات واجب، التحق حرزاوي بأحد الدورات التدريبية في مجال التسويق من خلال جهاز تنمية المشروعات لريادة الأعمال بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لدعم الطلاب لفهم السوق التجاري بشكل أوسع وكيفية الوصول إلى شرائح مجتمعية مختلفة.

لم يكتف "جابر" بهذا الحد ولكن لتحقيق رؤيته لابد من معرفة المزيد عن مجال صناعة الملابس الجاهزة، ففي إجازته الصيفية وأوقاته المتاحة تلقى المزيد من التدريب سواء من خبرة والده أو بالتدريب في عدد من مصانع الملابس الجاهزة، وبمتابعة الجديد في عالم تصميم الأزياء ليتعلم كيفية قص الباترون والتفصيل ومعرفة نوعية ماكينات الخياطة ليصل بالمنتج النهائي من التصميم على الورق إلى يد العميل.

داخل ورشة صغيرة بمنطقة سموحة وبمساعدة عدد من السيدات العاملات، وسع "جابر" دائرة علاقاته ليكون أول إنتاج يشهد الماركة التجارية باسم "حرزاوي" تصميم وتفصيل الملابس الرياضية لفريق كرة السلة بنادي سموحة، لتكون هذه البداية التي دعمت جابر وجعلته أكثر تشجيعا.

لكن رغب "جابر" أن يكون مختلفًا عن غيره ممن يعملون بالمجال ذاته، فأصبح هدفه الوصول بمنتجاته إلى الطبقات المجتمعية البسيطة، وذلك سيحققه من خلال ورشته الثانية بمنطقة العوايد، ليحقق توازن المعادلة في فتح فرص عمل جديدة للشباب والسيدات الراغبين في إيجاد عمل يناسبهم وكذلك لتكون الملابس الجاهزة المصنعه في متناول ماديات الأسر البسيطة المتواجدة بالمنطقة والمناطق المجاورة.

أحلام جابر وأهدافه كثيرة ولكن الطريق لم يكن باليسير فالصعوبات واجبة في طريق تحقيق الأحلام، ليعلق جابر: "في أيام كان الشغل بيقف والفلوس بتخلص فكنت بروح اشتغل في أي مكان لفترة لحد ما الأمور تتحسن وأرجع أكمل من تاني"، من شيال في محل قماش، لبيع معروضاته على أرصفة منطقة وسط البلد بالإسكندرية، يبذل "جابر" المزيد من المجهود وتكبر في مخيلته إصرار تحقيق رؤيته لكونه سيكون أصغر رجل أعمال في الوطن العربي.

لحظات إحباط يتلوها لحظات انتصار بتكريمه عدة مرات منهم تكريم محافظ الإسكندرية الأسبق، وأيضا تكريم حرس القوات المسلحة بفندق ألماظة في احتفالية تكريم شباب مصر أصحاب الأحلام، ليكون رأس ماله في سبيل اهتمامه بالطبقة البسيطة لتنفيذ أفكار مشروعة لتصنيع الملابس الجاهزة ليحقق رؤيته في سبيل إسعاد البسطاء.