رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تنجح رحلة العلاج ببلازما المتعافين من كورونا في مصر؟

بلازما المتعافين
بلازما المتعافين من كورونا

إبريل الماضي هو بداية تاريخ مصر في عصر تجارب بلازما المتعافين، كأحد الطرق التي يُوصى بها لعلاج فيروس «كورونا» المستجد الذي أعلن عن هبوطه إلى مصر في مارس من العام الجاري، حيث هلّت علينا الدكتورة هالة زايد وزير الصحة والسكان، عبر شاشات الفضائيات للإعلان عن بدء تجربة حقن المصابين بفيروس «كورونا» ببلازما المتعافين لعلاج الحالات الحرجة، معتمدة على الخبرة الكافية التي تمتلكها مصر في نقل البلازما.

جاء هذا الإعلان عقب إجازة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، في مارس الماضي، استخدام هذه الطريقة في علاج الحالات الحرجة، بعد إثبات نجاح التجربة في عدد من دول العالم، وهذه الطريقة تعني تحويل مكونات البلازما خارج الجسم عن طريق تبرع بالدم باستخراج البلازما فقط وترك خلايا الدم الحمراء والصفيحات من خلال إبرة أو قسطرة وريدية مزروعة سابقًا، وبهذه الطريقة يتم استخراج الأجسام المضادة للفيروس فتزيد احتمالية تعافي المرضى.

بداية وزارة الصحة المصرية في هذه التجارب كانت باستخلاص بلازما من 6 مرضى متعافين؛ 3 منهم جاءت صالحة من الذين كوّنوا تركيزًا عاليًا من الأجسام المضادة للفيروس، التي تمت بإشراف فريق بحثي من وزارة الصحة وبعض الفرق البحثية والجهات الدولية بالاشتراك مع أكثر من دولة تعمل على هذا الأمر-كما تم التصريح سابقًا-

وشرح الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، أن البلازما التي سيتم استخدامها ستوضع في المريض بعد التأكد من خلوها من أي فيروسات أو أمراض أخرى، وهذه التجارب لن تسير إلا من خلال بروتوكول معين، ولصالح الحالات الحرجة دون حدوث آثار جانبية للمريض.

في 5 يونيو الماضي، بدأت وزارة الصحة الاعتماد الفعلي على تلك الوسيلة لعلاج الحالات الحرجة، حيث تم اعتماد 5 مراكز لنقل بلازما المتعافين من كورونا وحقن الحالات الحرجة بها، إضافة إلى عدد آخر من المراكز الإقليمية لنقل الدم بمحافظات الأسكندرية والمنيا والأقصر وطنطا، مع وضع ضوابط للتبرع لأن ليس كل أنواع البلازما متاح التبرع بها والاعتماد عليها في العلاج.

في 11 يونيو الماضي، كانت أولى التجارب الناجحة لهذه الوسيلة في المحافظات، فتم استقبال أول متعافِ في بنوك الدم الإقليمية بمحافظة الأقصر، وتم الإعلان وقتها أيضًا عن تعاون الوزارة مع موقع "فيسبوك"، فسيكون متاح لأي شخص يتراوح عمره ما بين 18 و65 عامًا إمكانية التسجيل على "فيسبوك" كمتبرع، من خلال خاصية "تبرّع بالدم" الموجودة على الملف الشخصي، وسوف يصله رسائل من مراكز التبرع بالدم القريبة منه لاستقباله كمتبرع، كما يمكن أيضًا دعوة الأصدقاء على موقع (فيسبوك) للتبرع.

الدكتور أشرف عقبة رئيس قسم الباطنة والمناعة بطب عين شمس، أن هذه الطريقة مازالت فى مرحلة التجارب ولم يتأكد فعالياتها فى علاج المرضى حتى الآن.

في 24 أغسطس الجاري، أعلن مصدر بوزارة الصحة أنه بعد نجاح تجربة "البلازما" في مصر، ستقوم الوزارة بنشر دراسة عن استخدامها تلك الوسيلة في دورية عالمية، واصفًا نتائج التجربة بـ"المبشرة للغاية".

الدكتور أشرف عقبة رئيس قسم الباطنة والمناعة بطب عين شمس، أكد أن هذه الطريقة لا تزال في طور التجربة ولم يتم التأكيد على الفاعلية الأكيدة لها في علاج المرضى، مشيرًا إلى أن هناك مؤشرات إيجابية بنجاح هذه التجربة التي كانت نتائجها تحسن الأعراض وشكل الأشعة وتحسن العلامات المعملية لهؤلاء المرضى من الحالات الحرجة.

يذكر أن مصر لم تكن الدولة الوحيدة التي أثبتت نجاح هذا العلاج، فقد سبقها إلى ذلك الصين أواخر شهر فبراير الماضي على 245 مريض تحسنت 91 حالة منهم، وتم السيطرة على الأعراض، أيضا استخدمته اليابان حيث أعلنت إحدى شركات الأدوية بها عن استخدام أجزاء من الجهاز المناعي المشتق من بلازما الأشخاص المتعافين من فيروس كورونا، أيضًا في إيطاليا أعلن رئيس المعهد العالي للصحة الإيطالية، في مارس الماضي، أنه يتم إجراء أبحاث على بلازما المتعافين من خلال فحص كمية الأجسام المضادة الموجودة في بلازما المرضى المتعافين.