رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فضح الصهاينة.. ناجي العلي عبر عن معاناة الفلسطينيين برسوماته

الفلسطيني ناجي العلي
الفلسطيني ناجي العلي

تحل اليوم، الذكرى الثالثة والثلاثين لوفاة رسام الكاريكتير الفلسطيني ناجي العلي، الذي رحل عن عالمنا في 29 أغسطس لعام 1987، عن عمر ناهز الـ50 عاما، بلندن.

استطاع ناجي العلي تدوين اسمه كأحد أهم الفنانين، الذين حولوا فنهم إلى صورة نابضة حية عن واقعهم، يقول كلمته من دون موارية أو مهادنة، يفضح كل الممارسات البشعة التي يتعرض لها الفلسطينيون، فكيف فعل ذلك؟

في مقال بعنوان "حنظلة ما زال يبكي ناجي العلي" بجريدة الفنون، بعددها رقم 19، والصادر بتاريخ 1 يوليو 2002، أوضح المؤلف: أن ناجي العلي استطاع أن يعبر بالرسم عن معاناة شعبه في لوحات الكاريكاتير، فكان طموحا يريد أن يجعل من رسوماته فضائح لجرائم الصهاينة.

إن نفس الفنان ناجي العلي الأبية كانت تأبى الخضوع لأي سطوة، انتماؤه الوحيد هو إلى القضية والوطن والإنسان، يرفض الاستكانة والذل، بل يحاربهما على الدوام، ومن هنا كان موقفه، يقول: "الأنظمة تحب أن يكون الفنان والمثقف والصحفي من أدواتها فتعلق لهم النياشين والأوسمة، ولكن في تقديري أن على الفنان أن يكون مخلصا لجماهيره".

كان "العلي" مدركا لمدى الحقد الدفين في نفوس الصهاينة والمستعمرين الذين عاشوا فسادا في دياره، وطردوا أهلها ونهلوا من خبراتها، ودنسوا ترابها الطاهر، وكشف: "كان الإسرائيليون قد حرقوا المخيمات والأطفال والنساء وسقط مئات الضحايا، وكفلسطيني اعتاد على مشاهد الذبح على أيدي الغزاة، فإنه لم يرهب الموت الذي كان يهدده، لأن الموت بالنسبة إلى أي مناضل مدرك لذاته ضريبة لا يدفعها بكل تأكيد".

وتابع: "الإسرائيليون أوصلونا إلى حالة نفسية من هذا النوع، كنا قد تجاوزنا مرحلة الخوف والهلع، وكان الخط الفاصل بين الحياة والموت قد سقط".

وقال عنه الأديب نمر حجاب: إن ناجي العلي كان سهلا ممتعا في فنه وشخصيته، سريع الاستجابة للحدث، يلتقط رأي الجماهير البسيطة ويصوغه في لوحة كاريكاتورية، رسوماته أصبحت من الشعب وإلى الشعب، حتى أن المثقف الذي يقرأ الجريدة التي يرسم فيها الراحل كاريكاتيره يبدأ من صفحتها الأخيرة التي فيها كاريكاتير ناجي.

وعن مهمة الكاريكاتور عند ناجي العلي، أوضحها بنفسها قائلا: "ليست إعلامية مجردة، بل مهمة تحريضية وتبشيرية تبشر بالأمل والمستقبل، وعليها واجب كسر حاجز الخوف بين السلطة والناس، إن على الرسام أن يحك عقل القارئ، إذ اعتادت على الرسم عن نفس الأفكار والمبادئ، وفلسطين بالنسبة لي ليست رفخ والنافورة فقط، إنها تمتد من المحيط إلى الخليج".