رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معجزة «حقل أردوغان» لن تحل مشاكل تركيا الاقتصادية

أردوغان
أردوغان

كشف المحللون عن أن اكتشاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «حقل غاز» في البحر الأسود، لن يؤمن احتياجات الطاقة لتركيا في الوقت الحالي، كما أنهم مقتنعين بأن الاكتشاف لن يجني الثمار التي وعد بها أردوغان، الذي توقع أن تصبح البلاد قريبًا مصدرًا صافيًا للطاقة.

وقوبلت توقعات أردوغان الطموحة بالسخرية من قبل العديد من المطلعين على الصناعة حيث تعتمد البلاد حاليًا على روسيا وإيران وأذربيجان لما يصل إلى ثلاثة أرباع احتياجاتها من الطاقة، وفقًا لتقرير لإذاعة "دويتشه فيله" الألمانية.

من جهته، قال آشلي شيرمان، المحلل الرئيسي «بحر قزوين وأوروبا» في دار أبحاث الطاقة وود ماكينزي: «تركيا لديها فاتورة استيراد طاقة معطلة، في عام 2019، كلفت هذه الواردات البلاد 41 مليار دولار، وكانت سترتفع لولا أسعار النفط المواتية».

من جهتها، أشادت أنقرة بحقل غاز ساكاريا الجديد ووصفته بأنه «معجزة»، وأصرت على أنه قادر على تغطية ثلث احتياجات تركيا من الغاز الطبيعي.

وأوضح شيرمان أن هذا الاكتشاف يترك العديد من الأسئلة دون إجابة حول ما إذا كان يمكن استخراج 320 مليار متر مكعب "11.3 تريليون قدم مكعب" من الغاز الطبيعي بالكامل أو ما إذا كان الإعلان يتعلق بمساعدة أردوغان في استعادة الدعم الشعبي.

وفي السياق نفسه، قال نيت شينكان مدير الأبحاث الخاصة في مركز الأبحاث فريدوم هاوس الأمريكي: «تم الإعلان عن الاكتشاف على عجل بعد هذه الفترة المحدودة من الاستكشاف».

وأضاف: «إذا قلت أن هذه معجزة اقتصادية وسيكون لها هذا التأثير الهائل، يجب أن تكون قادرًا على شرح الديناميات الكامنة وراءها، نريد معرفة سعر الاستخراج، والسعر الذي ستتمكن من بيعه به، ومعدل الاستخراج».

كما قوبل وعد إردغان بأن يصل الغاز الأول إلى المستهلكين الأتراك بحلول عام 2023 بالشكوك بسبب الطبيعة المعقدة لاستخراج الغاز من مياه البحر الأسود العميقة.

ويعتقد محللون آخرون أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى عقد من الزمان لبدء استخراج الغاز وأن شركة «TPAO» التي تديرها الدولة ستحتاج إلى تشكيل مشروع مشترك مع شركة طاقة أجنبية عملاقة لتحقيق المشروع بالكامل، إلا أن تركيا تصر على أنها ستمضي في ذلك بمفردها، لكن قد يتم طرح مناقصة دولية لبناء خط أنابيب لجلب الغاز الطبيعي إلى الشاطئ.