رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أراب ويكلي: التوغل التركي في ليبيا زاد من التقارب الفرنسي الجزائري

التوغل التركي في
التوغل التركي في ليبيا

قالت صحيفة أراب ويكلي البريطانية إن التوغل التركي في ليبيا أدى إلى المزيد من التقارب بين الحكومة الفرنسية ونظيرتها الجزائرية، مستشهدة بالاتصالات المتكررة بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

يأتي ذلك في وقت يبدو فيه أن الوساطة الجزائرية لإيجاد حل للملف الليبي بحاجة إلى دعم أوسع لتجاوز حدود الخلاف السياسي.

وقالت الصحيفة البريطانية، لقد تم تعزيز التقارب الدبلوماسي والسياسي بين الجزائر وفرنسا من خلال المحادثات الهاتفية الأخيرة بين تبون وماكرون، وكانت آخرها الخميس الماضي، حيث تم عقد ثالث محادثة هاتفية خلال الأسابيع الستة الماضية ناقش خلالها الرئيسان رؤيتهما لاستعادة الاستقرار في المنطقة والنهج لحل الأزمة في ليبيا.

جاءت هذه الدعوة مع تحسن العلاقات الثنائية مرة أخرى بعد أن استعادت الجزائر الدفعة الأولى من رفات جماجم المقاومة الجزائرية التي احتفظت بها حتى الآن في متحف أوم في باريس، وفي مقابلة مع قناة فرانس 24 امتدح تبون الأسبوع الماضي ما أسماه "نزاهة ماكرون وجهوده في تسوية الملفات التاريخية بين بلاده والجزائر". وقال إنه وماكرون "يمكن أن يقطعوا شوطا طويلا".

قال بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية إن الرئيس تبون تلقى اتصالا هاتفيا الخميس من الرئيس ماكرون ناقش فيه الرئيسان الوضع السائد في المنطقة وخاصة في ليبيا والساحل، واتفقا على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين كفاعلين رئيسيين في المنطقة، وإطلاق عدد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الحلول السياسية للأزمات السائدة.

وألمح البيان إلى علامات التقارب في رؤى الطرفين بشأن الوضع السائد في منطقة الساحل والصحراء وليبيا، متغلبين على صدام السنوات الماضية بين البلدين وبدء شراكة دبلوماسية وتقاسم المصالح، خاصة مع استعداد الجزائر لرفع الحظر الدستوري عن مشاركة جيشها في عمليات خارج حدودها الإقليمية مما سيعطي الجزائر مساحة أكبر للمساهمة في إدارة النزاعات، خاصة في سياق الحرب على الإرهاب.

وتابعت أراب ويكلي، لا يستبعد المراقبون احتمال أن يؤدي التقارب الجزائري الفرنسي إلى صياغة مبادرة حول ليبيا بمشاركة المجتمع الدولي، وإن مثل هذه المبادرة تستند إلى ضرورة إيجاد حل سياسي في ليبيا وضرورة خروج جميع القوات الأجنبية، وهذا يعني أولًا إنهاء تدخل الجيش التركي الداعم لحكومة رئيس الوزراء فايز السراج، التي أصبحت مصدر قلق استراتيجي للجزائر وفرنسا، بعد نية أنقرة المعلنة بإقامة "تركيا الجديدة" في المنطقة من قبل تعزيز شراكة بعيدة المدى مع شركائها الليبيين.

ويبدو أن انزعاج باريس من التوسع التركي في المنطقة ومحاولات أنقرة لتقويض نفوذ فرنسا في الجزائر، دفع الإليزيه إلى تقديم بعض التنازلات في أكبر الملفات المعلقة بين فرنسا والجزائر، بدءًا من ملف "الذاكرة والتاريخ" "و من المحتمل أن يستبق هذا المساعي التركية ويحول الملفات الخلافية إلى فرص للشراكة في الدبلوماسية، كما هو الحال في الاقتصاد والتجارة والتعاون والهجرة والقضايا المتعلقة بالجالية الجزائرية الكبيرة في فرنسا.