رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العدوي: إجراءات الحكومة بشأن كورونا أعطت الفرصة للنظام الصحي ليلتقط أنفاسه

الدكتور عادل العدوي
الدكتور عادل العدوي

قال الدكتور عادل العدوي، وزير الصحة الأسبق، إنه خلال الأسابيع الأخيرة ونتيجة لبعض استبيانات بالعيادات التخصصية كعيادات أمراض الصدر وأقسام الطوارئ في المستشفيات تلاحظ أن انحسار الأعداد التي تطلب خدمة داخل المستشفيات؛ لأن طبيعة الإصابة بكورونا في البداية كان هناك شيء من الحرص بين المواطنين وأي حالة إيجابية يتم عزلها في مستشفيات العزل، وكان يمثل ذلك ضغطا على النظام الصحي لأن هناك مرضى تم عزلهم وكانوا لا يعانون من أعراض في بداية المرض.

أضاف العدوي، خلال مداخلة عبر سكايب، مع الإعلامية ياسمين سعيد، في برنامج "الجمعة في مصر"، المذاع على فضائية Mbc masr، أن عدد الإصابات في مصر الآن يقرب من حوالي 61 ألف حالة وعدد الوفيات 2533 وفي العالم كله وصلنا نحو 10 ملايين إصابة والوفيات نصف مليون، لافتًا إلى أن الملاحظ أن حدة الأعراض تراجعت بشكل كبير، وأصبح المريض تمكث معه الأعراض لأيام بسيطة ويتم إعطاؤه بعض العقاقير الدوائية البسيطة ثم يحدث تحسن مباشر في خلال أيام، وهو ما حدث معنا خلال الشهر الحالي.

وتابع، أن الوضع في البداية كان مختلفا، وحدة الأعراض كانت أشد وأخطر وكثير من المرضى يحتاجون أسرة في العناية المركزة، وأن النظام الوقائي يعمل جنبا إلى جنب مع النظام العلاجي، فالنظام الوقائي يكمن في عمل ترصد دقيق للمرض وتقصي وبائي لكن المطلوب في الوقت الحالي هو الكشف بدقة إذا كان هناك تحور أو تغير في طبيعة انتشار المرض، والقطاع الوقائي في مصر قادر على كشف هذه المرحلة.

وأضاف، إن العالم كله وليس مصر فقط فوجئ مع مطلع هذا العام بجائحة اجتاحت العالم بأثره، لافتًا إلى أن هناك أحداثا وبائية حدثت على مر التاريخ، لكن هذه المرة يتمثل الانتشار الفيروسي في صفات عديدة جدًا واستطاع العلم أن يكشف عن بعض هذه الصفات ولكن ما زال العديد من الصفات الجينية الخاصة بالفيروس في إطار البحث والتنقيب حتي يتم التعامل معه بدقة.

أشار وزير الصحة الأسبق إلى أن السمة الأساسية للوباء المنتشر في العالم هو سرعة الانتشار وطرق الانتقال التقليدية التي تم التوصل إليها عن طريق الرزاز، العطس، الكحة، الأماكن المزدحمة، وملامسة الأسطح التي يستطيع الفيروس أن يبقي عليها فترة وحتي الآن لم يتم تحديد الوسائل النهائية لانتقاله لكن سرعة انتشار الفيروس هي التي كانت تستدعي انتباه العالم بأسره وأيضًا القائمين على النظم الصحية لتحديد الإطار الوقائي التي يتم التعامل معه وبائيا.

وتابع أن الوضع في مصر نحن لسنا بمعزل عن العالم وبدأ في بعض البلدان الصين وانتقل إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأيضا ظهر في مصر في النصف الأول من شهر فبراير من العام الجاري، وكان هذا اختبار دقيق للنظام الوقائي في مصر الذي تمرس في السنوات الماضية على سرعة الترصد والتقصي الوبائي، نتيجة أن مصر مرت على مدار العقود الماضية بسلسلة من الوبائيات مثل إنفلونزا الطيور والخنازير.

وأوضح العدوى إن العالم كله تفاجأ في بداية هذا العام بـ جائحة كورونا، مشيرا إلى أن هناك العديد من الفيروسات الوبائية التى مرت على العالم، ولكن هذه المرة يتشكل الانتشار لفيروس كورونا في صفات عديدة جدا.

وأضاف أنه حتى الآن لم يتم تحديد الوسائل النهائية والمؤكدة لانتقال وانتشار الفيروس، متابعًا: سرعة انتشار الفيروس هى التي كانت تشغل تفكير القائمين على المنظومة الصحية، من أجل تحديد الإطار الوقائي للتعامل مع الفيروس، مشيرا إلى أن فيروس كورونا كان اختبارا للنظام الوقائي في مصر، حيث واجهت مصر على مر العصور المختلفة العديد من الأوبئة وتم التعامل معها.

وأشار إلى أن أعداد الإصابة في مصر لا تزال في الإطار المعقول والمقبول، موضحا أن الإجراءات التى إتخذتها الدولة في بداية الجائحة كانت صارمة وعنيفة، في حين بعض الدول العالمية التي لم تقم بمثل هذه الإجراءات، مؤكدًا أن الإجراءات المتخذة من قبل مصر كانت سببا في احتواء المرض.

واختتم وزير الصحة الأسبق تصريحاته قائلًا: "حتى يتم الإعلان عن وجود عقار معين لوباء أو فيروس يجب أن يمر بعدة مراحل، حيث يجب أن يتم اختبار العلاج على الفيروس من خلال إعطائه اللقاح ووضعه في بيئة مناسبة لكي يحيا، ومن ثم إعادة اختباره بعد فترة لا تقل عن عام حتى نتأكد من أن اللقاح مؤثر أم لا وهل له آثار جانبية أم لا، وحتى يتم إيجاد اللقاح سيكون الفيروس انتهى، إلا إذا حدث للفيروس خلال هذه الفترة تطورات جينية.