رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد أبوزيد يكتب.. وليحاكم أردوغان أمام الجنائية الدولية

سيد أبوزيد
سيد أبوزيد

حيث إن الجرائم التى ارتكبها فى حق الشعوب، والبلدان العربية ترتقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم العدوان وجميعها تستوجب محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية بامتياز لأن هذه الجرائم تدخل فى اختصاصها، وهذه المحكمة تأسست فى الأول من يوليو ٢٠٠٢ عقب الحرب العالمية الثانية، وحتى يناير ٢٠١٥ صادق على قانون تأسيسها ١٢٣ دولة غالبيتها فى أوروبا وأمريكا الجنوبية، وهى منظمة دولية دائمة تسعى إلى وضع حد للثقافة العالمية المتمثلة فى الإفلات من العقوبة. كما أنها أول هيئة قضائية دولية تحظى بولاية عالمية وبزمن غير محدد لمحاكمة مجرمى الحرب، ومرتكبى الفظائع بحق الإنسانية وجرائم إبادة الجنس البشرى، وهى هيئة مستقلة عن الأمم المتحدة من حيث الموظفين والتمويل وفتحت تحقيقات فى أربع قضايا أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى ودارفور. كما أصدرت ٩ مذكرات اعتقال وتحتجز اثنين مشتبه بهما ينتظران المحاكمة ومقرها فى هولندا، وقادرة على تنفيذ إجراءاتها فى أى مكان، وتختص المحكمة بنظر قضايا الإبادة الجماعية التى ترتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو إثينه أو عرفية أو دينية بصفتها إهلاكا كليًا أو جزئيًا والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم العدوان واختصاصها الإقليمى.

١- إذا كان المتهم بارتكاب الجرم واطنا لأحد الدول الأعضاء. ٢- إذا وقع الجرم المزعوم فى أراضى دولة عضو فى المحكمة. ٣- إذا احيلت المحكمة من قبل مجلس الأمن، والسجل الإجرامى، والإرهابى لأردوغان نابع من نشأته. حيث يرجع أصله إلى الانتماء للأقلية اليهودية التى كانت بجورجيا ثم انتقل إلى جزيرة بشمال تركيا واستقربه المطاف بحى قاسم باشا الشعبى بإسطنبول كفتوة حى وهذا رشحه لأن يكون وكيلًا للممولين الإسلاميين، خاصة شركة أولكر لمنتجات البسكويت والشيكولاته ومسئول تسويق منتجاتها فى إسطنبول إلى جانب بنك البركة الإسلامى وجمع التبرعات لصالح صندوق ما يسمى «العمل على تأسيس الخلافة الإسلامية» وإعادة حكم الله وسلك الطرق الملتوية والاتجار بشعارات الدين حتى يصبح رئيسًا لبلدية إسطنبول ونجح فى تكوين ثروات طائلة فقبل توليه بلدية إسطنبول قدم بيان بثروته وكانت ٥١١٠ ليرات تركية، كما أنه كان من أسرة فقيرة، حيث كان يعمل والده بحارًا أجيًرا فى مراكب نقل الركاب، أما الآن فمجلة «فوربس» أظهرته ليحتل ثامن أغنى سياسى فى العالم، وأصبح الآن يملك أسطولًا من سفن النقل وبداية هذه الثروة تكونت من تحصله على عمولة ١٠٪ عن كل صفقة عامة، بل إن ابنته درست فى جامعة أمريكية مرموقة على حساب أحد أصدقائه وبنى له قصرًا، وحققت عائلته ما بين ٢٠٠٨ - ٢٠١٥ ثروة بلغت نحو ٣٠ مليون ليرة فى صفقة واحدة وقصته وصعوده للسلطة والثروة هى قصة مقررة لأمراء الجماعات التكفيرية وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والذى أصبح مرشدها وراعيها الأساسى الآن، خاصة التنظيم الدولى وكان طبيعيًا عقد صعود حزبه «حزب العدالة والتنمية بتركيا» ونجاحه فى تثبيت دعائمه كنظام إرهابى واستبدادى أصبح حلمه إحياء الخلافة العثمانية، واستغل عضويته فى حلف الناتو وتدعيم علاقته بالرئيس السابق لأمريكا أوباما ووزيرة خارجيته «كوناليزا»، مما أدى إلى اختياره كرئيس أساسى وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فى البلدان العربية، والتنظيم الدولى فى مخطط تقسيم وتفتيت البلاد العربية، وتدمير جيوشها بإشاعة الفوضى حتى لا يبقى سوى الجيش الصهيونى ودولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وعلاقات تركيا بإسرائيل علاقة قديمة، فتركيا أول دولة تعترف بإسرائيل منذ عام ١٩٤٩، كما أنها تحتضن الآن فى ظل قيادة أردوغان أكبر مصانع الجيش الإسرائيلى والمبادلات التجارية بين البلدان أكثر من ٤ مليارات دولار كما توجد اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية والسوق الحرة، بل إن التعاون العسكرى ما بين البلدين وصل لحد السماح للطيران العسكرى الإسرائيلى بالتحليق فى الأجواء التركية، حيث ينص الاتفاق على تبادل الطيارين ٨ مرات فى السنة ويسمح للطيارين الإسرائيليين بالتحليق فوق الأراضى التركية والتنسيق العسكرى التركى - الإسرائيلى فى ضرب سوريا واضح لكل ذى عينين، وأجمع جميع المحللين السياسى على براعة أردوغان فى اللعب على كل الحبال ويحكمه المنهج الميكافيلى «الغاية تبرر الوسيلة» فيتباكى على القدس، وفى نفس الوقت يعترف بها كعاصمة أبدية للكيان الصهيونى، وخير وصف له أنه «ياكل مع الذئب ويبكى مع الراعى» لهذه الأسباب وقع عليه الاختيار من قبل الحلف الصهيو- أمريكى والدول الغربية خاصة بريطانيا بأن يكون الدعامة الأساسية لتنفيذ هذا المخطط، ووقع الاختيار على الدول الواجب تنفيذ فيها هذا المخطط، وبالتحديد التى أشهرت عداءها للكيان الصهيونى، وعلى رأسها مصر التى قاد جيشها البطل باقى الجيوش العربية فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، والحق بحيش الكيان الصهيونى أسوأ هزيمة والذى كانوا يعتبرونه الجيش الذى لا يقهر وجبهة الصمود والتصدى التى كانت تضم مصر وسوريا والعراق واليمن واستغل الحلف الصهيو- أمريكى ما تسمى ثورات الربيع العربى فى تحقيق هذا المخطط اعتمادًا على أسلوب إشاعة الفوضى الخلاقة على حد تعبير كونداليزا وزيرة خارجية أمريكا وهذا المخطط نجح الجيش المصرى فى محاصرته وفضحه وتعريته مما ساعد الدول العربية فى التصدى له وإفشاله ووقفه ولكنه نجح فى العراق بمساعدة الاحتلال الأمريكى الذى حول معسكرات الاحتجاز لمراكز تجنيد لتنظيم داعش الذى حل محل تنظيم القاعدة، وكلاهما خرجًا من التنظيم الأم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابي،  ونجح بضم داعش بالتحالف مع بقايا ضباط الجيش العراقى من البعثيين فى الاستيلاء على المدن العراقية، أما سوريا فنجحت جماعة الإخوان المسلمين فى تحويل حركة الاحتجاج إلى حركة مسلحة وحرب أهلية واستغل أردوغان الوضع فى العراق وسوريا فى تحقيق أحلامه ومآربه فحول الموانى والمطارات التركية تحت إشراف مخابراته لاستقبال عتاة الإرهابيين على مستوى العالم وترحيلهم للمعسكرات التى أعدت خصيصا لهذا الغرض، واستغل استقالات بعض الضباط السوريين من الجيش العربى السورى لتشكيل الجيش السورى الحر إلى جانب تنظيم النصرة الذى جاهر بانتمائه لتنظيم القاعدة، وسقطت العديد من المدن السورية والعراقية فى قبضة تنظيم داعش الذى قام بنهب البترول والغاز السورى والعراقى ليقوم أردوغان وصهره ببيعه وتصريفه عالميًا بربع الثمن ويكون ثروات طائلة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم تفكيك المعامل، والمصانع فى حلب ونقلها إلى الأراضى التركية وسرقة القمح السورى الذى يعد أفضل سلالات القمح على مستوى العالم، وانطلق تنظيم داعش بمساعدة المخابرات التركية فى قطع رءوس الزيديين والأخوة الميسحيين ومن يقع فى قبضتهم من الجيوش العربية وحرقهم أحياءً، كما حدث مع الطيار الأردنى والتمثيل بالجثث، وجميعها جرائم يندى لها الضمير الإنسانى وتدخل فى جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التى تدخل فى اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، ولم يقصر الأمر عند هذا الحد، بل قام أردوغان باحتضان قادة وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المصرية والهاربين من أحكام ويقدم كل أشكال الدعم لخلايا داعش الإرهابية فى سيناء ثم انتقل إلى ليبيا بدعم حكومة الوفاق التى تعتمد على ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، والتنظيمات التكفيرية بغرض الاستيلاء على البترول الليبى دعمها بالقوات والطائرات المسيرة ونأمل فى إعداد ملف كامل لكل جرائم أردوغان سواء فى العراق أو سوريا أو مصر أو ليبيا، وتقديمها للمحكمة الجنائية.