رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة جديدة.. عمال فى قطر: نتوسل من أجل الحصول على الطعام

عمال قطر
عمال قطر

في تقرير جديد لها عن أوضاع العمال المهاجرين في قطر، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن مأساة جديدة لهم، حيث قالت الصحيفة إن العمال المهاجرون الآن في قطر يتوسلون من أجل الحصول على الطعام مع ارتفاع حالات الإصابة بكورونا، والحكومة القطرية تترك آلاف العمال بلا عمل أو مال.

وفي مقابلة للجارديان مع عدد من العمال المهاجرين، قال العمال: "نحصل على أجور متدنية في قطر، وهي واحدة من أغنى دول العالم، كما أجبرنا على التسول للحصول على الغذاء".

وفي أكثر من 20 مقابلة للعمال مع الجارديان، وصف العمال في الدولة المضيفة لكأس العالم، بأن هناك شعورًا متزايدًا باليأس والإحباط والخوف، وقال الكثيرون منهم لصحيفة الجارديان، إنهم أصبحوا فجأة عاطلين عن العمل، ولا توجد طريقة أخرى لكسب العيش، ويقول آخرون إنهم يائسون، لكنهم غير قادرين، على العودة إلى ديارهم، وقد أجبر بعضهم على البحث عن الغذاء من أصحاب العمل أو المؤسسات الخيرية.

فيما قال عامل نظافة من بنجلاديش فقد وظيفته في قطر مارس الماضي للجارديان: "لم يعد لدي الكثير من الطعام فقط بعض الأرز والعدس وسوف تستمر هذه المواد الغذائية بضعة أيام فقط، ولا أعرف ماذا يحدث عندما ينتهي هذا الطعام؟".

وتابعت الصحيفة البريطانية أن قطر تعتبر موطنا لأكثر من 2 مليون عامل مهاجر، وتعتبر الآن من أكثر الدول التي لديها أعلى معدلات إصابة بفيروس كورونا، حيث يوجد أكثر 16000 حالة بين السكان الذين يبلغ عددهم 2.8 مليون فقط، وأغلبهم من العمال المهاجرين.

وكشفت الجارديان عن أن تكلفة سبل العيش في قطر قد زادت مؤخرا من خلال توجيه حكومي تم إصداره في منتصف أبريل الماضي، يسمح للشركات التي توقفت عن العمل بسبب القيود التي فرضت بسبب فيروس كورونا بوضع العمال في إجازة غير مدفوعة الأجر أو إنهاء عقودهم، فيما قالت الحكومة إنه يجب الاستمرار في تقديم الطعام والسكن للعمال، الذي عادة ما يتم ترتيبه من قبل أصحاب العمل، ولكن شهادات العمال تشير إلى أن هذا لا يحدث.

وقالت خبيرة تجميل فلبينية وصلت إلى قطر قبل شهرين، إنها لم تتقاضى سوى نصف أجرها وتم تسريحها الآن، لأن مديرها أخبرها بأنه لم يعد لديه مال، وتقول: "ماذا عن عائلتي في الفلبين؟ إنهم بحاجة إلى أموال وكيف أحصل على الطعام؟ لا يوجد أحد يعطينا الطعام حتى مديري لا يعطي الطعام".

وكشفت الجارديان عن أن معاناة العمال الكبيرة تكمن أيضا في العمال غير الموثقين وأولئك الذين لديهم ما يسمى "تأشيرات حرة"، الذين يعتمدون في الغالب على العمل القصير أو العرضي، حيث يقول قال سعيدول، وهو مصمم ديكور من بنجلاديش يعمل بتأشيرة حرة، إنه بدون عمل منذ منتصف مارس، وتابع: "لقد أنفقت كل مدخراتي وأقترض المال من الأصدقاء والأقارب من أجل الطعام والإيجار ومن الصعب جدًا الاستمرار بدون عمل".

بينما أخبرت مجموعة من عاملات المنازل "يعيشن في الخارج" بلا منازل وهم من نيبال أنهم كانوا يعملن في منازل خاصة خلال النهار ويعدن إلى غرفهن في الليل، ولكنهن فقدن أماكن المبيت الخاصة بهم في منازل أصحاب العمال لأنهم رفضوا الانتقال مع العائلات التي يخدمنها، خشية الفيروس وخطر الاعتداء، وهو أمر شائع بين عاملات المنازل في قطر".

وردًا على ذلك، قالت العاملات: "إن الشركة التي توظفهن مباشرة أجبرتهن على توقيع ورقة تفيد بأنها لم تعد مسئولة عن رواتبهن ومنذ أوائل مارس، وتلقى كل منهم 100 ريال فقط (22 جنيهًا إسترلينيًا)".

وتابعت الجارديان، لا يزال جزء كبير من المنطقة الصناعية، وهي منطقة شاسعة تضم معسكرات العمل والمصانع والمستودعات في ضواحي الدوحة، في حالة إغلاق تام بعد تفشي الفيروس في مارس، كما أن المنطقة هي موطن لمئات الآلاف من الرجال، في مساكن متهالكة ومكتظة بالسكان وتحرس الشرطة طرق الدخول المغلقة مع حواجز معدنية ثقيلة.

وكانت الحكومة القطرية قد أعلنت خطة قروض بقيمة 656 مليون جنيه إسترليني للشركات، بحيث يمكن الاستمرار في دفع رواتب العمال في الحجر الصحي، لكن عمال المنطقة الصناعية أخبروا الجارديان أنهم تم منحهم إجازة دون أجر.

وقال عامل من الهند محاصر في المنطقة الصناعية لما يقرب من شهرين للجارديان: "قالت الشركة إنها لن تدفع لنا في أبريل، لكنهم سيعطوننا [بعض المال] مقابل الطعام، لكننا لم نحصل عليه حتى وأعطونا كرتونة بيض وبعض الزيت قبل بضعة أيام و"كان هذا كل شيء، نحن نواجه الكثير من المشاكل هنا، نحن كمن في السجن ".