رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف سجلت المناطق الريفية معدلات أقل في الإصابة بفيروس كورونا؟

كورونا
كورونا

تمتلك وزارة الصحة والسكان، قاعدة بيانات للمصابين بفيروس كورونا، تتضمن معلومات دقيقة عن أعمارهم وفئاتهم وغيرها من المعلومات التي يتم استخدامها للتعامل مع الفيروس، وتمكن هذه البيانات الوزارة من تحديد أكثر المحافظات التي ينتشر بها الوباء.

وأعلن أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن المناطق الريفية والعشوائية هي الأقل إصابة حتى الآن، وهو ما اعتبره أمر غير مفهوم.

"الدستور" حاورت بعض سكان المناطق الريفية، وقفت على عاداتهم السلوكية، طقوس حياتهم منذ بدء ظهور الفيروس بمصر.

محمد أحمد طالب بكلية التمريض من إحدى قرى الدقهلية، قال: منذ بداية ظهور الفيروس، مارس الماضي، لم تظهر سوى حالتين إيجابيتين في قريته.

وأشار إلى أن هناك أسباب كثيرة وراء تراجع الإصابات بالفيروس في القرى، أن سكان القرى بطبعهم حركتهم قليلة حتى في الأيام العادية، فالرجال يذهبون إلى أعمالهم، والسيدات تتركز حركتهن في شراء احتياجات المنزل ولا توجد لديهم أي مناطق ترفيهية أو كافيهات كما هو موجود بالمدن، ولا يدخل القرى سوى أهلها، لذا من الصعب انتقال العدوى لداخلها إلا في حالات نادرة.

وتابع: أغلب القرى لا يوجد بها أي وسائل نقل جماعي، وبالتالي ليس هناك ازدحام في المواصلات العامة تنقل العدوى بين المواطنين، مشيرًا أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الفيروس ومنها تحديد مواعيد لحظر الحركة ساهمت أيضًا في تقليل الحالات بعد أن التزم المواطنون في المنازل فترة أطول.

تصدرت 4 محافظات تريند الإصابات بفيروس كورونا، وفق بيانات وزارة الصحة حتى الإسبوع الأخير من إبريل، وهى القاهرة التى سجلت 1135 حالة، الجيزة بـ 539 حالة، الإسكندرية 373 حالة، ودمياط 352 حالة، وهو ما يتطلب الحذر الشديد عند التواجد فى هذه المحافظات.

جيهان محمد من الدقهلية، قالت إنه مع بدء تسجيل حالات مصابة بالفيروس في مصر، نجح شباب المدينة فى تطهير شوارعها والمنازل بصفة دورية باستخدام الكلور والماء، مما قلل انتشار العدوى.

وتابعت: لا نخرج كثيرًا من المنزل إلا لشراء احتياجاتنا فقط، وأغلب الوقت نقضيه في المنزل وتعودنا على ذلك طوال حياتنا، موضحة.

وظلت شمال سيناء الأقل إصابة بفيروس كورونا بعد تسجيل حالة واحدة، تليها مطروح ثم الوادي الجديد حتى الإسبوع الإخير من شهر إبريل.

أمنية عبد الله من سكان الغربية، قالت القرية التي أسكن بها لها عادات وتقاليد تشبه كثيرًا المناطق الريفية في قلة الخروج من المنازل إلا لقضاء الاحتياجات، موضحة أن هذه العادات لم ترتبط فقط بفترة ظهور الفيروس لكنها عادات أصيلة منذ سنوات طويلة مضت.

وأضافت أن المدن الكبرى فقط هي التي تجد فيها الشوارع مزدحمة نتيجة وجود مناطق ترفيهية يخرج إليها المواطنون، لكن لم تظهر الكافيهات لدينا سوى منذ سنوات، ومع ذلك تكاد تكون الشوارع ليلًا خالية من المواطنين.

وتابعت أن هذه السلوكيات هي السبب وراء عدم زيادة أعداد المصابين بالفيروس في المناطق الريفية.