رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة 8 من رواية «الصديق أبوبكر» عتق العبيد 1

الصديق أبوبكر
الصديق أبوبكر

الأب فى شقته بمنزل العائلة بالصعيد ومن حوله يارا ونور وزياد يحكى لهم من سيرة الصديق أبى بكر.. سألته يارا عن العبيد الذين أعتقهم صاحب رسول الله.. وقبل أن يجيب الأب دخل عليهم شقيقه أيمن يحمل جنة التى جرت إلى والدها.. جلس أيمن ليستمع ويستمتع بالحوار.
نور: قل لنا يا أبى من هم العبيد الذين أعتقهم سيدنا أبوبكر الصديق؟
الأب: أعتق سيدنا أبوبكر رضى الله عنه سبعة من العبيد.. كانوا يعذبون لإسلامهم
وشهادتهم بألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
نور: أولهم بلال
الأب: أحسنت يا نور..كان بلال بن رباح..رضى الله عنه.. عبدًا لدى أمية بن خلف
لعنه الله.. ولما علم بإسلامه.. اشتاط غيظا وما زاد من غيظه أن قريشا عيرته
لدخول بلال فى الإسلام..
يارا: يعيرونه به لدخوله فى الإسلام والإسلام شرف؟
الأب: شرف عند أهل الشرف..بينما أمية بن خلف كافر فاجر لذا كان مغتاظا
زياد: ألهذا كان يعذب بلالا؟
الأب: نعم..فكان يقيده من يديه وقدميه ثم يخرجه عاريا وقت الظهيرة..
فى الشمس المحرقة..ويطرحه على ظهره.. ويضع عليه حجرا كبيرا.. ويأمره
بأن يكفر بالله..ويسب النبى..ويمتدح أصنامهم..فكان بلال يرفض رغم الأذى
الشديد ويقول:
زياد ونور ويارا: أحد أحد
الأب: بارك الله فيكم
نور: لماذا كان بلال يقول أحد أحد؟
الأب: سئل بلال هذا السؤال فقال: كانت أحد أحد هى أكثر كلمة تغيظ أمية بن خلف لذا كنت أرددها.
يارا: رضى الله عنك يا بلال.
زياد: كيف أعتقه سيدنا أبوبكر؟
الأب: تمهل يا زياد سأقول لك يا ابن أخى.. كان أبوبكر يمر بالمستضعفين.. الذين يعذبون مثل بلال..وعمار.. وأبيه ياسر..وأمه سمية. أول شهيدة فى الإسلام.. وغيرهم..ويدعو لهم.. فاقترب من أمية بن خلف..الذى فقد الأمل فى عودة
بلال إلى الكفر.. فقال له: ألا تتقى الله فى هذا المسكين إلى متى تعذبه؟
فقال أمية بن خلف: أنت أفسدته فأنقذه.. فاشتراه سيدنا أبوبكر فقال
أمية: لو دفعت أقل مما دفعت لبعته لك.. فقال أبوبكر: لو طلبت أكثر مما طلبت لدفعت لك.. أترون مدى العظمة عند الصديق أبوبكر الذى يضحى بماله من أجل غيره..
نور: وهل ظل بلال عبدا لسيدنا أبى بكر أم أعتقه؟
الأب: بل أعتقه لوجه الله تعالى فأصبح بلال حرًا طليقًا
نور: ومن الستة الآخرون الذين أعتقهم الصديق؟
أيمن: من الذين أعتقهم أبوبكر رضى الله عنه امرأة اسمها زنيرة.
يارا: زنيرة؟
أيمن: نعم اسمها زنيرة الرومية.. وكانت خادمة لسيدنا عمر بن الخطاب وكان وقتها كافرا..فلما أسلمت غضب غضبا شديدا..فكان يعذبها حتى فقدت بصرها رضى الله عنها.. فقالت قريش إن اللات والعزى.. أفقدتاها بصرها لأنها
كفرت بهما.. وعبدت رب محمد.. فقالت زنيرة: الله قادر على أن يعيد إلى بصرى
زياد: وهل عاد إليها بصرها يا أبى؟
أيمن: نعم حتى تكون آية لهم فيسلموا.
نور: وهل أسلموا يا عمى؟
أيمن: لا يا ابنة أخى..بل قالوا هذا من سحر محمد.
يارا: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ونكمل غدا بإذن الله.