رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى عراقى يكشف لـ«الدستور» سيناريوهات تشكيل حكومة الكاظمى

الدكتور إحسان الشمري
الدكتور إحسان الشمري

أكد الدكتور إحسان الشمرى، الأستاذ بجامعة بغداد ورئيس مركز التفكير السياسى، أنه من المتوقع نجاح مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي المكلف، في تشكيل الحكومة الجديدة، بعد أشهر من استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أكتوبر الماضي.

وقال «الشمري» فى تصريحات لـ«الدستور» إن طبيعة الإجماع الذي حظي به ترشيح رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة، يعطي مؤشرًا أوليًا على نجاح تمرير حكومته من قبل البرلمان رغم تعقيد الموضوع كثيرًا واصطدامه بمصالح القوى السياسية كافة، لكن أبرز تعقيد يواجهه هو الانقسام بين الكتل السياسية الشيعية، حيث تبحث عن استحقاقات لها على مستوى الحكومة والدولة وهذا عقد جهود تسريع تشكيل الحكومة.

وأضاف الأكاديمي العراقي: «يبدو أن الكاظمي وصل للتوافق مع القوى السياسية السنة والكردية والشيعية وتوازن المصالح أيضًا مع الحركة الاحتجاجية، وهو وصل إلى مرحلة الربع الأخير لإعلان تشكيل الحكومة التي ستكون هجينًا تضم مستقلين وبعض الوزراء الذين سيكونون جزءًا من عمليات الاستحقاق السياسي، لكنها لن تكون حزبية كما كان في السابق».

وأكد الشمري أن الكاظمي سيقدم نموذجًا مغايرًا لأن الحركة الاحتجاجية تراقب بنية ومضمون الحكومة الجديدة، لذا سيجنب نفسه وحتى القوى السياسية الاحتكاك بالحركة الاحتجاجية التي قد تعود بعد انحسار وباء كورونا، لذا في النهاية سينجح الكاظمي في تمرير الحكومة وهذا ليس أزمة، بل هناك ملفات ضاغطة بعد تشكيل الحكومة، مثل الصحة وأزمة إجراء الانتخابات المبكرة والعودة إلى منطقة توزان العلاقات العراقية الخارجية، لأن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي انجذب كثيرًا نحو المحور الإيراني ما أثر سلبًا على العراق.

وفي حال فشل الكاظمي فى تشكيل الحكومة، قال الشمري إنه لا توجد مؤشرات حتى الآن على الفشل، لكن في حال حدث ذلك هناك مساران، الأول وهو تكليف شخصية جديدة بتشكيل الحكومة، رغم أن ذلك سيثير الحركة الاحتجاجية في الشارع مجددًا، أما المسار الثاني هو أن يتسلم رئيس الجمهورية صلاحيات رئيس الوزراء، وهذا هو المخرج لأزمة العراق الحالية.

وأكد الأكاديمي العراقي أن الشخصيات التي سبقت الكاظمي، فشلت في تشكيل الحكومة، مثل محمد علاوي لأنه قدم كابينة وزارية مخيبة للآمال وبعيدة عن الواقع العراقي، كما أن لديه خصومات سابقة مع الزعامات السياسية، وكان هناك تحالف بين محمد الحبلوسي، رئيس البرلمان، ونوري المالكي، رئيس الوزراء السابق، وإياد علاوي، ومسعود برزاني، لمنع ترشح علاوي لأنه غير مؤهل ولم يلب طموحاتهم.

أما بالنسبة لعدنان الزرفي الذي فشل هو الآخر في تشكيل الحكومة، قال "الشمري" إن ائتلاف الفتح أحد أكبر الكتل في البرلمان اتهمه بأنه تابع للولايات المتحدة الأمريكية، بالتالي كانوا قلقين من تكليفه أو حتى أن ينال ثقة البرلمان بعد دعوته لحصر السلاح بيد الدولة فقط، كما أنهم اعتقدوا أنه مرشح برهم صالح، رئيس الجمهورية، الذي كلفه بتشكيل الحكومة دون أن يأخذ رأي المكون الشيعي فيه وهو أمر عرفي وليس دستوريًا.

وكشف الأستاذ في جامعة بغداد، عن أن العامل الأساسي في مسألة رفض جميع المرشحين السابقين، أن بعض الجهات الشيعية اتفقت مع عادل عبد المهدي على إفشال أي مرشح، وهذه سابقة خطيرة كما حدث مع علاوي والزرفي ، حيث تمت عرقلة تكليفهم، حتى في مسألة مصطفى الكاظمي هناك من يعرقله من أجل عودة عادل عبدالمهدي لتسلم رئاسة الوزراء من جديد.

وأكد الشمري أن تأخر تشكيل الحكومة الجديدة منذ استقالة عادل عبد المهدي أكتوبر الماضي، أثر كثيرًا على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والصحية بشكل كبير جدًا، فالشلل أصاب الدولة نتيجة سوء الإدارة بجانب وجود الفساد بشكل كبير جدًا، وأيضًا قضية تفشي وباء كورونا يبدوا أنه لا توجد إمكانية، أو خطط لمعالجة أخطاء عبد المهدى لدى الحكومة الجديدة أو قدرتها على الإيفاء بالمتطلبات الصحية للشعب العراقي.