رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسول محمد رسول: سيأتي يوما نقرأ عبارة «كان ذلك في زمن كورونا»

رسول محمد رسول
رسول محمد رسول

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بـ"كورونا" وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا.

وبعيدا عن روايات أو عالم الـ"ديستوبيا" تستطلع "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعده؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه علي العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها في محاولة لاستشراف عالم الغد.

يقول الباحث والناقد العراقي "رسول محمد رسول": "نحن نعيش ما بعد فيروس كورونا راهنا، بمعنى أننا وجدنا أنفسنا في "مرحلة المابعد"؛ ذلك أننّا نعيش زمن الهمود، ونحن الآن نعيش العالم وقد تقلّص إما إلى أن يكون الإنسان محجورًا معزولًا في داره أو بيته، وإما أن يكون معزولًا في مستشفى الحجر للعلاج، وإما أن يكون معزلًا في فرن تُحرق به جثث الموتى الذين نالهم فيروس كورونا، وإما معزولًا محجورًا بوصفه جثّة مصابة في قبر ما.

وأضاف "رسول": يمارس فيروس كورونا اليوم هيمنة مُطلقة على الإنسان في كل مكان، وهذا هو "المابعد" الكريه الذي نعيشه مع الأسف، وها هو مستقبل البشرية والإنسانية ماثل أمامنا بوضوح، والنظام العالمي بما فيه نظام الشرق الأوسط والعربي والعالم الإسلامي نراه هشًّا ضعيفًا مهزومًا، ونظامه الاقتصادي مدحورًا إلى هموده الجوع والبطالة وانتظار الموت، فاليوم تناهت الشعارات الرفاهية البراقة التي ترفعها دول كثيرة تناهت إلى كائنات هشة لا قيمة لها دامعة العينين.

أما ما تثير هذه الجانحة في الأدب والثقافة فكل الناس الآن في مرحلة الصدمة، ونرى كتابات هنا وهناك فيها وعنها، وغدًا سيتم تمثيلها في روايات وقصائد شعرية ومسرحيات ومقالات فلسفية ولا أشك في ذلك، وسيأتي اليوم الذي نقرأ عبارة: "كان ذلك في زمن كورونا"، لكني أقول إن مرحلة "كان.." نجدها الآن أمام أعيننا، أصيب بها من أصيب، ومات فيها من مات، وحرقت جثث بالنار في الأفران من حُرقت، وضاعت شعارات براقة ترفعها دول عدّة أصبحت الآن تنتمي للأمس الذي كان، وكل ذلك في صميم المرحلة ما بعد كورونا.