رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

راشد الشيخ: رفع العقوبات الأمريكية عن السودان يدعم اقتصادها

راشد سيد أحمد الشيخ
راشد سيد أحمد الشيخ

قال راشد سيد أحمد الشيخ، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، إن العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي كانت مفروضة على السودان، سببت دمارا كبيرا لاقتصادها، كما ساعدت ممارسات النظام السابق في تدمير الجزء الأكبر منه، ومؤخرا أصدرت الخارجية الأمريكية قرارا برفع تلك العقوبات.


وفي حوار خاص لـ"الدستور" دعا أحمد الشيخ إلى استغلال هذا الأمر لبناء الاقتصاد من جديد وإلى نص الحوار:

- كيف ترى قرار رفع العقوبات الأمريكية عن السودان بعد 20 عاما من فرضها؟

هذا الأمر تأخر كثيرا وكان يجب أن يصدر منذ فترة لأن النظام السابق بقيادة عمر البشير سقط، وكان من الضروري رفع العقوبات بعد رحيله، فالحكومة الجديدة جاءت بعد الثورة وهي محاربة من قبل النظام السابق الذي كان يدعم الإرهاب، كما أن هذه الخطوة جيدة لأنها ستساعد في تحرك الأموال من وإلى السودان وفك الأموال المجمدة في الخارج.

- ما هي المؤسسات التي رفع العقوبات عنها وهل هناك مؤسسات أو أفراد قيد العقوبات الأمريكية؟
جرى رفع العقوبات عن 157 شركة ومؤسسة، لكن لا زال يوجد بعض الأفراد والمؤسسات مفروض عليهم عقوبات بتهمة التورط في أعمال عنف في دارفور، ودعم منظمات إرهابية.

- كيف أثرت العقوبات الأمريكية المفروضة طوال هذه المدة على الوضع الاقتصادي في السودان؟
العقوبات كان لها تأثيرا مدمرا بسبب سيطرة الولايات المتحدة على الاقتصاد الدولي ونفوذها الكبير، فالعديد من الدول حذوت حذوها، فقد تعرضت الكثير من القطاعات إلى أضرار بالغة بسبب عقوبات واشنطن من بينها قطاع الطيران.

وهذه العقوبات دمار شامل لكل اقتصاد السودان، فمثلا مشروع الجزيرة الخاص بالمياه دمر بالكامل وهو مشروع استراتيجي، كذلك دمرت الخطوط البحرية للسودان، فمثلا كان لدى السودان 11 باخرة بيعت كلها لتمويل عمليات شراء السلاح والقمع من قبل النظام السابق، كما بيعت الكثير من الأراضي في إيجار بلغت مدته 99 عاما.

- هل كانت العقوبات الأمريكية السبب في تضرر اقتصاد السودان أم هناك عوامل أخرى؟

العقوبات الأمريكية ليست السبب الوحيد، فكان هناك الفساد وسوء الإدارة، وسوء توزيع الموارد، فمثلا كان يتم دفع 70% من موارد الدولة إلى الأجهزة الأمنية مثل الجيش والنواب والموظفين السياديين.

وتدمير الاقتصاد في المقام الأول سببه نظام البشير الذي كان يرفع شعارات غوغائية دون برنامج اقتصادي أو علاقات خارجية قوية، فقد كان لنظام الإنقاذ الذي أقامه الإخوان حلم وهمي وهو إقامة دولة إسلامية أشبه بدولة الخلافة ويكون مركزها السودان.

- كيف يمكن لحكومة السودان استغلال رفع العقوبات الأمريكية لإعادة بناء اقتصاد الدولة؟

إصلاح اقتصاد السودان يبدأ من الداخل، كما أن رفع العقوبات يفتح المجال لإعادة تنشيط الاقتصاد وإقامة شبكة من العلاقات الواسعة، فديون السودان فاقت 60 مليار دولار رغم أن أصل الدين كان 18 مليار دولار فقط بسبب حكم البشير، لذا وجب العمل على إعادة جدولة هذه الديون وإعفاء السودان من بعضها.

السودان يحتاج أيضا إلى الاستثمار من قبل الدول الصديقة ودول الجوار على أساس المصلحة المتبادلة والندية، فبعد رفع العقوبات الأمريكية يمكن إبرام الكثير من العقود والاستثمارات.

- هل ما زال هناك عقوبات من قبل أخرى ما زالت مفروضة على السودان؟
لا يوجد أي دولة أخرى تفرض عقوبات على السودان، لكن بشكل فعلي هناك عقوبات من قبل بعض الدول وإن كانت غير معلنة فرضت دعما للموقف الأمريكي.