رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شتاء حيوانات الجيزة: «أرز وشاي بحليب وعسل إسود» (فيديو)

حديقة الحيوان
حديقة الحيوان

يشهد فصل الشتاء أمطارًا غزيرة ورياحًا باردة في بعض الأحيان، يلجأ فيها الناس إلى وسائل متنوعة للتدفئة منها ارتداء الملابس الثقيلة والتدثّر بالأغطية والتحلّق حول المواقد والدفايات الكهربائية، لكن ما مصير الحيوانات في هذه الأجواء؟

للحصول على إجابة لهذا السؤال، انطلقت «الدستور» في جولة بحديقة حيوانات الجيزة للتعرَّف من المسؤولين فيها على الوسائل المتبعة لتدفئة الحيوانات خلال الطقس البارد.

قش أرز وشاي بلبن وعسل أسود

تتخذ حديقة الحيوانات في الجيزة بعض التدابير خلال فصل الشتاء للحفاظ على حيواناتها، أوضحها الدكتور محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان التابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية في وزارة الزراعة لـ«الدستور».

لا تُجبِر الحديقة الحيوانات على المكوث في الأقفاص إذ تُتَرك المبايت المخصصة لها مفتوحة طوال النهار وتُغلق ليلًا، وفق «رجائي»، الذي يوضِّح أنَّ المبايت مُصممة عكس اتجاه الرياح لحماية الحيوانات من الإصابة بأمراض الشتاء.

ووفقًا لـ«رجائي» يفرش العمال أرضية مبايت الحيوانات بقش الأرز لمساعدتها على التدفئة ولمدها بالطاقة، إضافة إلى إطعامها بوجبات تحتوي على سعرات حرارية عالية.

«الزرافة تأكل العسل الأسود ليلًا للتدفئة، بينما القردة والشامبنزي وإنسان الغابة تشرب الشاي والشاي بالحليب، وكان الفيل يأكل الأرز بالحليب وندهن جسده بالزيت».

وشهدت الحديقة خلال الفترة الماضية ولدات جديدة مثل «الكودو» و«أبو عوق» و«فرس النهر»، وتحافظ عليها الحديقة من خلال إبقائها على أمهاتها في المبيت لمدة شهرين وتُفرَش تحتها البطاطين، بحسب «رجائي».



تضم حديقة حيوانات الجيزة 5200 حيوان وطائر تخضع لبرامج تحصين دورية سنويًا، وفق مها صبري زكي، مديرة إدارة الحديقة.

وتوضِّح «زكي» لـ«الدستور» أنَّ الحديقة تنفذ برنامجًا وقائيًا لحماية الحيوانات في فصل الشتاء، لكنها تشير إلى أنَّ غالبية الأمراض التي تصيب الحيوانات «معوية» لأنَّ بعض الزوّار يلقون بعض الأطعمة للحيوانات ومنها «الفسيخ والسردين والشيبسي» وأحيانًا «قرن شطة».

وتشير إلى أنَّ حيوان الشامبنزي إذا تعرَّض لأمراض البرد يُعالج بالأدوية البشرية والمضادات الحيوية، لافتة إلى إطعامه ليلًا بالعسل الأسود لمنحه الطاقة اللازمة لمواجهة الطقس البارد، فضلًا عن عدم تعريضه لتيارات الهواء.

وتزوّد الحديقة مبايت بعض الحيوانات بالبطاطين ومنها «إنسان الغاب» في الأجواء الباردة، وفق «زكي»، التي تشير إلى تغيير فرش قش الأرز يوميًا لمعظم الحيوانات.



نصائح لحماية الحيوانات من برد الشتاء:

بعض الحيوانات لا تجد مأوى في الشتاء، وعلى الرغم من برودة الطقس في هذا الفصلويجد بعض الحيوانات صعوبة في المعيشة به، إلا أن كل نوع من أنواع الحيوانات يتخذ طريقه الخاص في التعامل مع البرودة الشديدة، ولكن هناك مساعدات من العامل البشري لتوفير الدفء لهم.

وترصد"الدستور" في السطور التالية نصائح لحماية الحيوانات من برد الشتاء.

- يفضل عدم السماح لها بالخروج من المنزل ليلًا حيث تنخفض درجات الحراراة بشكل ملحوظ، ما قد يؤدي إلى دخول الحيوان في نوبة برد أو انخفاض حاد في درجة حرارة جسمه ومن ثم الوفاة.

- قد يتسبب الطقس البارد في خسائر كبيرة بمزارع الحيوانات نظرًا لبرودة الطقس، لذا يجب على المزارعين توفير الدفء لها من خلال تغطيتها في أوقات الليل وإدخالها إلى الحظائر التي تقيها من البرد وتجميعها في مساحات أقل.

- الاهتمام بنظافة الحظائر والتأكد من جفاف الأرضيات وعدم السماح بخروج الحيوانات من الحظائر الدافئة إلى الجو الخارجي بشكل مفاجئ.

- عزل الحيوانات المريضة عن السليمة.

- تأمين كمية كافية من الأعلاف بأماكن مغلقة، وتخزينها بأماكن مرتفعة عن الأرض لمنع تعرضها للأمطار والتلف.

وتختلف طرق التدفئة من حيوانٍ لآخر حسب طبيعة جسمه، وفق محمد علي إبراهيم، أحد المربين في حديقة الحيوان.

ويوضِّح «إبراهيم» لـ«الدستور»: «كلما زادت تغذية الحيوان كلما شعر بالدفء، ونحرص على غلق المبايت ليلًا حتى لا تتعرض للهواء والرطوبة».



كيف تقي الحيوانات نفسها من برد الشتاء؟
حين يبرد الجو كثيرًا، يشعل الناس المدفأة ويقضون وقتًا أكثر في بيوتهم. لكن، ماذا تفعل الحيوانات في هذه الحالة؟، تحاول بعض الحيوانات توفير الغذاء المناسب الذي يزيد من سعراتها الحرارية وتوفير مبيت لهم من البرد.

- تكافح الطيور لتناول الطعام خلال فصل الشتاء لأن الأشجار لا تطرح الكثير من الثمار، وتجد صعوبة في التقاطها من الأرض المبللة بمياه الأمطار.

- في فصل الشتاء تنام الدببة بنية اللون، تدخل كهوفها للبيات الشتوي، ولتوفير الطاقة تعمد إلى إبطاء ضربات القلب وعملية التمثيل الغذائي، لكنها تستيقظ بين فينة وأخرى بحثًا عن الغذاء، كما تضع إناث الدببة صغارها أثناء فترة البيات الشتوي.

- بعض الحيوانات تجدد فروها لتحتمي داخله من البرد.

- تبرد أجساد الضفادع وتتجمد عضلاتُها، فلا تستطيع التحرك والتنفس إلا بصعوبة فتحتمي في مسكنها، وعندما تظهر الشمس تخرج للبحث عن الطعام.

- تلتفُّ الأفاعي والثعابينُ بعضُها على بعض لتدفأ تحت الصخور.

- تقوم الطيور بالهجرة وتشد الرحال إلى القارّة الأفريقية، حيثُ الطعام مضمون والدفء موجود، خاصة مقارنة بأجواء أوروبا.

-تهاجر الحيوانات التي تتغذى على الحيوانات الاخرى، وتحاول الاختباء، أما بالنسبة للحيوانات التي تتغذى على النباتات، إما تخزن الطعام أو تغير نوع النباتات التي تأكلها حسب تغيير الفصول.

وقال مؤمن حامد، ناشط بحقوق الحيوانات، أنه دشن عدة مبادرات مع أصدقائه للحفاظ على الحيوانات في الشتاء، وبدأ بالتوعية وخصوصا بعد الانتهاكات التي لاقتها الحيوانات مؤخرًا.

وأضاف: «بدأت التوعية مع أصحابي وأقاربي، وأطلقت مبادرة لترك أبواب العمارات مفتوحة للكلاب والقطط للتدفئة، ووضع بطاطين في الأرض لهم، كما نصحت في الشلاتر الناس بالحفاظ على الحيوانات وجمع التبرعات لهم».

وتابع: «بدأنا بالتبرع بطاطين دفايات كراسي قديمة مثلا، علشان الحيوانات يتدفوا بيها في الملجأ، كل المبادرات حملات توعية، بمعني أصح عشان ده اللي هيعمل فرق لما تعرفي غيرك ده مهم إزاي والحيوان زيه زينا بيحس وفيه ثواب هو نفسه هيحب يتفاعل».

وأشار إلى أنه بالنسبة لتأقلم الحيوانات مع الشتاء صعب جدا، مضيفا «بيناموا في كاوتشات السيارات، وأنصح الناس بفحص سيارتهم قبل تشغيلها ووضع الطعام لهم والمياه في إحدى جوانب الشارع».

مبادرات لحماية الحيوانات في الشتاء:
يمكن أن يسبب فصل الشتاء الموت للعديد من الحيوانات؛ لأنها لا يمكنها أن تجد مكانًا مناسبًا لقضاء الشتاء، العديد من الحيوانات تعيش على أمل أن تتلقى مساعدتنا، وقام كثيرين من أصحاب القلوب الرحيمة بعمل مبادرات لحماية الحيوانات.

جولات لتدفئة الحيوانات
وفي حديقة الجيزة تجد الحيوانات مَن يساعدها في الحصول على التدفئة، لكن حيوانات الشارع تنتظر مَن يمد لها يد العون دائمًا.

مصطفى عبدالعاطي، أحد الناشطين في مجال حقوق الحيوان، يعمل مع آخرين على تقديم رعاية كاملة للحيوانات الضالة في الشوارع، من خلال جولات جماعية توفر طعامًا وتدفئة للكلاب والقطط في منطقة وسط البلد.

وأجرى «عبدالعاطي» مع 13 من أصدقائه جولات ميدانية في شوارع «العتبة والتحرير والإسعاف» لمساعدة الحيوانات في تلك المناطق واللعب معها.

التواصل الاجتماعي وحماية الحيوانات
ومنذ بداية فصل الشتاء انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات مساعدة وإطعام حيوانات الشوارع، لحمايتها من البرد والجوع، وأبرزها كانت حملة «أمان لمساعدة وإطعام حيوانات الشوارع».

وطلب أدمن المجموعة على «فيس بوك» المساعدة من الجميع بهدف إطعام الحيوانات بالشوارع «الجروب هدفه الوحيد هو الثواب غير كده مفيش أي أهداف ثانية، واللي يحب يشاركنا بحاجة يبقي بأكل ينفع للكلاب والقطط أو أي حاجة نقدر نستخدمها ونفيد الحيوانات بيها».

ملابس للحيوانات
وفي مبادرة أخرى، فكرت ريم سالم في تفصيل ملابس بالكروشية والتريكو، نظرا لتميزها في استخدامهم، عندما لاحظت معاناة كلابها من البرودة، وبالفعل ذهبت لإحدى المصانع وتفصيل الملابس لهم.

ولاقت سالم سخرية كبيرة من الناس، ما دفعها للتوسع في مشروعها، وتنظيم مسابقات لأجمل الحيوانات، وإهداء قميص أو «جاكت» للفائز منها «جاكت، بلوفر وشراب صوف» قطع مختلفة وفَّرتها «ريم» بمقاسات و«موديلات» مختلفة، وفقًا لنوع الكلب وحجمه.