رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسري عبيد يكتب: 25 يناير.. بين النوايا الطيبة والأهداف الخبيثة

يسري عبيد
يسري عبيد

تسع سنوات مرت على ذكرى ٢٥ يناير ٢٠١١، حلمنا بها ثورة تفرق بين الحق والباطل.. ثورة تنقذ مصر من غول الفساد الذى التهم مقدرات البلاد على مدار سنين مضت قبل ٢٠١١، ثورة تقضى على حاشية نجل مبارك.. الذين حولوا مصر لعزبة خاصة يفعلون بها ما يشاءون.. يمنعون ويمنحون.. الرئيس السيسى نفسه قدم الشكر للشباب الذى خرج لتحقيق الكرامة والعيش والعدالة للمواطن المصرى.. كنا جميعًا نحلم بأن تكون ٢٥ يناير ثورة بحق.. شاركنا فيها وهتفنا برحيل النظام.. أتذكر أننا كنا أثناء سهرنا فى الجريدة فى هذه الأيام ننزل ليلًا للذهاب لميدان التحرير لمتابعة أحوال المعتصمين.. كنا نعيش أجواء احتفالية تبشر بمصر جديدة.. لا مكان فيها للفساد والظلم والقهر.. لا مكان فيها لنظام لا يهمه إلا بقاؤه والحفاظ على رجاله.. كنا نعيش هذا الحلم بقلوب صافية ونوايا طيبة.. لم نكن نعلم أن هناك من يدبرون بليل لسرقة ٢٥ يناير وتحويل دفة الأمور لصالحهم.. أشرار خططوا ودبروا لهدف آخر غير أحلام الشباب النقى.. خططوا لخطف مصر.. جاءتهم الفرصة التى يحلمون بها منذ ٨٣ عامًا.. تآمروا مع الشياطين.. بدءا من الأمريكان والإنجليز والأتراك والقطريين وحزب الله وحماس.. اقتحموا السجون.. قتلوا الضباط والحراس وكل من كان يقف فى طريقهم.. هربوا قادتهم.. ومعهم المجرمون وقطاع الطرق والمسجلون حتى ينشروا الفوضى.. استغلوا انهيار الدولة فى ٢٨ يناير.. كان شعار أداتهم الإعلامية لتنفيذ مخططهم الشيطانى قناة الجزيرة «معًا لإسقاط مصر».. كانت المؤامرة مدبرة بإحكام.. إعلاميًا عن طريق الجزيرة وأخواتها.. عسكريًا عن طريق مسلحى حماس وحزب الله والتنظيم السرى للجماعة.. سياسيًا عن طريق الاعتصامات فى الميادين من قبل أعضاء الجماعة ونشطاء السبوبة والمطالبة برحيل النظام.. كادت خطتهم أن تفشل بعد خطاب مبارك فى ١ فبراير وما أحدثه من تعاطف شعبى معه.. ارتكبوا موقعة الجمل وألصقوها برجال النظام.. كنت شاهدًا على ما حدث.. بالفعل كان هناك رجال من نزلة السمان وغيرها اقتحموا ميدان التحرير تلبية لدعوة من بعض رموز نظام مبارك، معتقدين أن ما يحدث يهدد أرزاقهم.. لكن الذى قتل المتظاهرين فى الميدان هم عناصر الجماعة من أعضاء فرقة ٩٥ إخوان، التابعة للنظام الخاص، حسب اعترافات أسامة ياسين، القيادى فى الجماعة، حققوا ما أرادوا.. قتل الشباب وتدمير البلد وإحداث الفوضى وعمليات السرقة والنصب كلها كانت وسيلة الجماعة لإسقاط النظام والبلد حتى يأتوا هم على جثث البلاد والعباد ويتمكنوا من حكم مصر..
كنا نحسبها ثورة .. لكن المتآمرين أرادوها فرصة ذهبية لخطف البلد حتى لو على حساب أرواح أزهقت ودماء أسيلت ومؤسسات دمرت وأحرقت وأجهزة أمنية أرهقت ودولة خارت قواها فى فترة حالكة.. مازلنا نعيش آثارها حتى الآن.. أتذكر الرئيس الأمريكى أوباما وهو يطالب الرئيس الأسبق مبارك بالتنحى فورًا.. نعم كان يريد لخطته مع الجماعة أن تنجح.. تركيا وقطر شاركتا فى التنفيذ.. كان الأمر أكبر من قدرة نظام مهلهل «شاخ» أن يصمد أمام مؤامرة بهذا الكم من دول عظمى وجماعات مسلحة استغلت ظروف الإقليم ساعتها.. الذى يسير على جثث الناس للوصول للحكم لا يمكن أن يكون بشرًا وطنيًا مؤمنًا بوطن وبدين.. استحوذ عليهم الشيطان.. شهوة السلطة سيطرت على عقولهم.. مشاهد السلخ والتعذيب فى عمارات ميدان التحرير التى قام بها قيادات الجماعة لا تخطئها العيون.. حازم فاروق وغيره من القيادات أشرفوا على التنفيذ.. جريمتهم موثقة بالصوت والصورة.
عشنا أيامًا سوداء منذ يناير ٢٠١١ حتى يوليو ٢٠١٣.. عندما أراد الله عز وجل أن ينقذ هذا البلد من جماعة فاشية تحكم باسم الدين.. وترى الديمقراطية سلمًا للوصول للحكم فإذا ما حكمت أخذت السلم معها.. قالوها سنحكم ٥٠٠ عام.. لو كتب لهم النجاح لأصبحنا مثل إيران وتركيا.. دول تمت أخونتها بالكامل، شرطة وجيش ومؤسسات..إذا حاولت أن تصرخ ستجد السوط على الظهر والحبل على الرقبة والرصاص الحى والمطاطى.. لكنها إرادة الله «يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء».. فالحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به غيرنا من البلاد المجاورة والإقليمية.. سوريا - العراق - ليبيا - اليمن.. فاعتبروا يا أولى الأبصار.. ندعو الله أن ينجينا من مؤامرات الخونة والمغرضين.