رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بناة وهدامون».. أحدث إصدارات «الأوقاف» لمواجهة الفكر المتطرف

بناة وهدامون
بناة وهدامون

أصدرت وزارة الأوقاف أحدث الإصدارات العلمية فى العام الجديد، تحت عنوان "بناة وهدامون"، للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ويدور حول محورين أساسيين، الأول: العلماء «دعاة البناء»، والثاني: الهدامون «جماعات الضلال».

ويبين الكتاب أن العلم النافع يشمل كل ما ينفع الناس فى شئون دينهم ودنياهم، ويفرق بين العلم الكسبى والعلم الكشفى، كما يفرق بين العلم المطلق والعلم النسبى، ويؤكد الكتاب أن رسالة العلماء الحقيقيين هى البناء والتعمير، وبيان صحيح الدين، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.

ويهدف الكتاب إلى كشف علماء الفتنة من أبناء الجماعات الضالة الذين يُحرفون الكَلم عن مواضعه ويشترون به ثمنًا قليلًا، ويفضح أساليبهم فى بث الأكاذيب والشائعات، وإثارة الفتن، وهدم الأوطان، واستباحة الدماء، وتدمير الحضارات.

ويؤكد أن الباني الحقيقي لا يمكن أن يكـون هدامًـا، لأنه صاحب نفس ملأى بالخير والإنسانية والقيم النبيلة، فمن يبني لا يحسن أن يهدم، وتلك رسالة العلماء المصلحين، أما جماعات الفتنة والضلال فلا تعرف سوى الهدم والتدمير، لأنها لا تقوم ولا تحيا ولا تعيش إلا على أنقاض الدول، بل على الخيانة والهدم.

وأوضح الكتاب أن شتان بين النقيضين: البناء والهدم، وإذا كان ديننا دين البناء وعمارة الكون، فإن كل من يأخذك إلى هذا الطريق، طريق البناء، طريق العمل، طريق الإنتاج، طريق الإتقان، طريق الحفاظ على المنشآت العامة والخاصة إنما يأخذك إلى طريق الإسلام، إلى طريق الوطنية، إلى طريق الحضارة والرقي، إلى خير المجتمع وخير الإنسانية، ومن يحاول أن يجرك إلى طريق آخر عكس هذا الاتجاه، إنما يأخذك إلى طريق الهلاك في الدنيا والآخرة، يقول الحق سبحانه: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»، ويقول سبحانه: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَالله لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ».

كما يوضح أن الباني الحقيقي لا يمكن أن يكـون هدامًـا، لأنه صاحب نفس ملأى بالخير والعمار والحضارة والرقي، أما الهدامون أصحاب النفوس المريضة الذين قصرت بهم هممهم عن أن يجاروا أهل الجد والكفاح والتعب والعرق والعمل والإنتاج، فلم يجدوا جبرًا لنقيصتهم وسترًا لعورتهم وشفاء لإحساسهم بالنقص سوى حسد الأماجد وانتقاص الأفاضل على حد قول القاضي علي بن عبدالعزيز الجرجاني، في مقدمة كتابه «الوساطة بين المتنبي وخصومه»: وأهل النقص رجلان؛ رجل أتاه التقصير من قبله، وقعد به عن الكمال اختياره، فهو يسهم الفضلاء بطبعه، ويحنو على الفضل بقدر سهمه، وآخر رأى النقص ممتزجًا بخلقته، ومؤثّلا في تركيب فطرته فاستشعر اليأس من زواله، وقصرت به الهمة عن انتقاله، فلجأ إلى حسد الأفاضل، واستغاث بانتقاص الأماثل، يرى أن أبلغ الأمور في جبر نقيصته، وستر ما كشفه العجز عن عورته، اجتذابُهم إلى مشاركته، ووسمُهم بمثل سِمَتِه».

ويشير الكتاب إلى انه لا يزال علماء الفتنة من أبناء الجماعات الضالة يحرفون الكلم عن مواضعه، يجتزئون النصوص تارة، ويلوون أعناقها أخرى، يجمد بعضهم عند ظواهر النصوص دون فهم لمقاصدها، ويحمِّلها بعضهم ما لا تحتمل من التفسير والتأويل، ويخرج بها بعضهم عن سياقها جملة وتفصيلا.

ويؤكد الكتاب دور علماء الأمة ومصابيح الهداية والرشاد، لبيان صحيح الدين، وكشف زيغ وزيف المبطلين والمتاجرين بالدين، ومن يشترون بآيات الله ثمنا قليلا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُـونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَـالِينَ، وَانْتِحَـالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ».

ويضيف أن المعركة الفكرية أو معركة الوعي لا تقل خطورة أو ضراوة عن سائر الأسلحة الفتاكة والمدمرة؛ لأن الهزيمة المعنوية للشعوب من داخلها أقل كلفة للأعداء، وأشد خطرًا على الأمة، تمزق أوصالها، وتفرق جمعها- من بث الشائعات والأكاذيب والافتراءات تارة، وإثارة الفتن بين أبنائها أخرى، والتحريض على العنف واستباحة الدماء والأعراض والأموال ثالثة- ما يجعل من مواجهة تلك الأفكار الضالة والجماعات العميلة والمنحرفة واجب الوقت دينيًّا ووطنيًّا وإنسانيًّا، حتى نجلِّي عن صفحة ديننا النقية ما ران عليها من تراكم غبار وأفكار تلك الجماعات الضالة، وننقذ أوطاننا وأمتنا والبشرية من خطر الإرهابيين والمتاجرين بالدين.