رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شيخ مصوري الغربية».. باع أول كاميرا لدفع دروسه وشوبير كاد يفتك به

جريدة الدستور

يعد عاشق للكاميرا محمد عوض، ٦٥ عامًا، أحد أقدم مصوري مدينة المحلة، ومحافظة الغربية بوجه عام، بدأ رحلته مع التصوير منذ كان في عمر الثانية عشر، وهو في المرحلة الابتدائية حصل على أول كاميرا بناء على طلبه بعد نجاحه من زوج شقيقته العائد من حرب اليمن، ولكن اضطر آسفًا لبيعها حتى يتمكن من أخذ درس خصوصي في مادة الرياضيات في الإعدادية نظرًا للظروف الأسرية لتنقطع صلته بالتصوير الفوتوغرافى.

كاميرا روسي

ولكنه كان عاشقًا للتصوير عن بعد عن طريق الرسم في كراسات الرسم والتقليد خاصة البورتريهات حتى عادت الفرصة ثانية عن طريق كاميرا روسى من صديق يعمل بالعراق ومن هنا انطلق في التصوير في جميع المناسبات بالمدرسة بعدما حصل على ليسانس الآداب والتربية، وعين مدرسًا لمادة التاريخ وكان يصطحبها معه في الرحلات المدرسية ثم المناسبات داخل المدرسة والمدارس المجاورة والإدارات التعليمية والنقابات والأفراح حتى ذاع صيته.

ولشغفه بكرة القدم انتقل للعمل مصورًا ومراسلًا رياضيًا ثم محررًا للعديد من الجرائد والصحف والمجلات الرياضية ثم انتقل للتصوير في المهرجانات التلفزيونية والسينمائية وشارك في أكثر من مهرجان ومعرض للصور الفوتوغرافية على مستوى الجمهورية واستطاع شراء أحدث الكاميرات ليعين رئيسًا للقسم الرياضى في كثير من المواقع الرياضية ومستشارًا إعلاميًا لنادى الصيد الرياضى بالمحلة ونقابة المعلمين، وأمانة حزب مستقبل وطن، ولجنة الإعلام بمحافظة الغربية.

صال وجال في جميع الاستادات والملاعب الرياضية بداية من استاد القاهرة مرورًا بمعظم الملاعب المصرية حتى أطلق عليه "شيخ الصحفيين والمصورين" بالغربية.

وعن التصوير الآن قال محمد عوض أحمد عيسى: "التصوير الفوتوغرافى فقد رونقه وجاذبيته بعد انتشار الكاميرات الديجيتال والموبايلات الحديثة والفوتوشوب، وكنا نتسابق في الماضي على أحلى لقطة وأحلى بورتريه ولكن الآن الجميع تساوى من خلال البرامج والفوتوشوب، وأصبحت الكاميرات تفعل كل شيء بعيدا عن الروح والتذوق والمهنية، والدليل على ذلك ما تعج به الملاعب من مصورين يحملون كاميرات عالية الثمن والإمكانات ولكن دون جدوى، ليتحكم المال مؤخرا في فن التصوير ولم نعد نسمع عن مهرجانات ومعارض للتصوير الفوتوغرافى كما كان في السابق.

بورتريهات النجوم

وأضاف عوض، من أفضل البورتريهات التي صورتها على سبيل المثال لا الحصر كانت للفنانة ليلى علوى في مهرجان القاهرة السينمائى والفنانة بوسى وإلهام شاهين ونور الشريف وحسين فهمى ومادلين طبر ووفاء سالم وروجينا وفيفى عبده وليلى طاهر والفنانة رانيا يوسف قبل بداية عملها بالسينما وبعض عروض الأزياء وتصميمات الشعر ومن المطربين حكيم حمادة هلال وايمان البحر درويش ومنى عبد الغنى وجواهر، ومن السياسيين صفوت الشريف وأحمد عز ومعظم وزراء التربية والتعليم ومعظم محافظي الغربية ونواب الغربية على مدار سنوات سابقة ونقباء المعلمين وفي الرياضة معظم نجوم مصر وشاركت في تصوير العديد من التحقيقات التي تهم الشارع الغرباوى بصفة عامة والمحلاوى بصفة خاصة.

موقعة شوبير ونيجاتيف ليلى علوي

وعن أطرف المواقف التي تعرض لها عوض، يقول: "فى مباراة بالدورى الممتاز بين الأهلى وغزل المحلة، في مطلع التسعينات، كان يحرس عرين الأهلى حارسه القديم أحمد شوبير، وشنت الجماهير الحاضرة بستاد غزل المحلة حملة منظمة وهتافات ضده، نتيجة بعض الحركات لشوبير لاستفزاز الجماهير، واستطرد قائلًا كنت خلف المرمى أقوم بالتصوير ولما شاهدني شوبير أصور تلك الحركات هددني بتكسير الكاميرا بعد المباراة، وبالفعل ما إن انتهت المباراة إلا وبحث عني شوبير في كل أرجاء الملعب، زملائى طلبوا مني الاختفاء وساعدوني على ذلك، خوفًا من بطش شوبير وأخد فيلم الكاميرا".

وأضاف عم محمد: ربنا وفقنى فى تصوير النجمة ليلى علوى، مجموعة من الصور كانت المعامل الخاصة بالتصوير تضعها على الواجهة كدعاية لها، وطلب منى أحد المصورين أصحاب الاستديوهات الشهيرة بالمحلة الكبرى، الاستعانة بصورتها التي كنت قد علقتها فى الاستديو الخاص بى، وذلك لعرضها لجذب الانتباه أثناء افتتاح معمل جديد للتصوير، وعندما سأله أحد أقاربي -كان على علم أنى مصورها- عن الصورة رد عليه قائلًا إنه صورها فى الاستديو وليلى علوي كانت بتفتتح الاستديو، فما كان منه إلا أن ضحك قائلًا ابن خالتى بيقولك هات الصورة.

ولهذه الصور أهمية خاصة في تاريخي التصويري حيث استعانت بها العديد من المعامل والاستوديوهات الأخرى طلبت مني النيجاتيف لتكبير الصورة ووضعها بمحلاتهم خاصة فى سمنود والمنصورة ومعظم استديوهات المدن والقري المحيطة.

واختتم أقدم مصوري الغربية، حديثه لـ"الدستور"، قائلًا قمت بتصوير أفراح نجوم كرة القدم خالد عيد وشريف الخشاب وزكى عبد الفتاح ومحمد جابر وعبد الحميد بسيونى وطه السيد ونادر العشرى وعبد اللطيف الدومانى وذلك على سبيل المثال لا الحصر، وأفخر بلقب "عاشق الكاميرا"، و" عميد مصورى المحلة"، و"شيخ المصورين بالغربية".