رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجحود سر تكرار الجريمة».. لماذا يقتل الأبناء أمهاتهم؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"الجنة تحت أقدام الأمهات".. ولكن هناك أشخاص تخلوا عن جنتهم وأرادوا الشقاء، أصابهم الجحود لدرجة قتل أمهاتهم بطرق بشعة متجردين من الإنسانية والرحمة، واختلفت دوافع القتل من الإدمان
إلى الطمع في ثرواتهم، واحتلت الخلافات الآسرية السبب الرئيسي، بالإضافة إلى المرض النفسي
، وتندرج هذه الجرائم تحت بند القتل العمد وتكون العقوبة الإعدام أو المؤبد، والشروع في القتل أو التعدي بالضرب وتصل العقوبة إلى 15 عامًا.

- عامل يهشم رأس والدته بسبب الشرف

تمكن ضباط وحدة مباحث مركز شرطة جرجا، من كشف غموض واقعة العثورعلى جثة سيدة داخل منزلها غارقة في دمائها، وإقرار نجلها في محضر رسمي بأن سبب الوفاة سقوطها من علو على غير الحقيقة.

وتبين من التحريات أن الابن هو الجاني، حيث تعدى عليها بالضرب على رأسها باستخدام عصا حتى فارقت الحياة، معللا سبب ذلك بسبب سوء سلوكها.

كان اللواء دكتور حسن محمود مدير أمن سوهاج، قد تلقى بلاغا من اللواء ابراهيم جمال نائب المدير لقطاع الجنوب، جاء فيه وفاة ربة منزل فى ظروف غامضة بدائرة مركز جرجا، وتشير التحريات إلى أن وراء ذلك شبهة جنائية.

و بعرض المعلومات والتحريات على اللواء عبدالحميد أبوموسى، مدير إدارة المباحث الجنائية، قرر سرعة كشف غموض الواقعة وملابساتها وتشكيل فريق بحث، برئاسة العقيد أحمد شوقي زيدان، رئيس فرع بحث الجنوب، وقيادة الرائد عزت سليمان، رئيس وحدة مباحث المركز، وتم وضع خطة بحث، وعقب تقنين الإجراءات تبين أن الابن هو مرتكب الواقعة.

وتبين وصول "زينب.ع ع"، "45 سنة"، ربة منزل، إلى مستشفى جرجا العام جثة هامدة، والإدعاء يسقوطها من علو، وبمتابعة تقرير مفتش الصحة أفاد بإصابتها بكسر بالجمجمة، أدى إلى نزيف داخلى بالمخ، ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة.

وتوصلت تحريات وحدة مباحث المركز إلى قيام نجل المتوفاة المدعو «الحسينى ا ع»، 29 سنة، عامل،، بالتعدي على والدته بالضرب بعصا «شومة» مما نتج عنه إصابتها ووفاتها، تم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، معللا ذلك بسبب سوء سلوكها، والتخلص من العصا بإحدى المصارف المجاورة لمنزله، وتم تحرير محضر بالواقعة، والعرض على النيابة العامة لتتولى التحقيق.

- شاب يقتل والدته في الهرم

وفي مايو 2019، ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، القبض على شاب بتهمة قتل والدته بمنطقة الهرم، بعد مشاجرة بينهم انتهت بطعنها بسكين، كانت بداية الواقعة، بتلقي المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث الهرم، بلاغًا من غرفة النجدة، بالعثور على جثة سيدة بمنطقة بالهرم.

على الفور، انتقل فريق من المباحث إلى موقع الحادث، وعثروا على الجثة، وبالكشف تبين أنها لربة منزل «م.ف» في العقد السادس من عمرها، وبفحص الجثة، تبين وجود آثار طعنات نافذة وكدمات وسحجات في مناطق متفرقة من جسدها.

وأظهرت التحريات، أن وراء الواقعة «أ.ع»، عامل في العقد الرابع من العمر، وهو نجل المجني عليها، وأنه كان على خلاف مع والدته، إلا أن الأمر تطور قبل هذه المرة، وتحول إلى مشاجرة، استخدم فيها سكين مطبخ، وسدد لها عدة طعنات في مناطق متفرقة من جسدها، حتى سقطت جثة غارقة في دمائها وهرب.

وبإعداد الأكمنة، وتحديد الأماكن التي يتردد عليها، تمكن رجال المباحث من ضبطه، وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الجريمة، وأنها حدثت بعد أن نشبت مشاجرة بينهم وبين والدته بسبب خلافات أسرية، انتهت بقيامه بطعنها طعنة نافذة بالسكين أنهت حياتها، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتى أمرت بتشريح الجثمان، وطلبت تقرير الصفة التشريحية الخاص بها، وبدأت التحقيق مع المتهم.

- عامل يقتل والدته بـ«الكريك» في قنا

في ديسمبر 2019، قضت محكمة نجع حمادى بمحافظة قنا، بمعاقبة عامل قتل والدته "بالكريك" وشرع في قتل شقيقته بمركز دشنا، لخلافات عائلية، كانت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا، قد تلقت إخطارًا يفيد مقتل ربة منزل وإصابة نجلتها بقرية "أبو دياب"، بمركز دشنا.

وكشفت التحريات أن وراء الواقعة نجل المجني عليها ويدعى "محمود"، 37 عامًا، حيث وقعت مشادة كلامية، بينهم تطورت لاستخدامه "الكريك" المستخدم في مواد البناء، مما أدى إلى مصرع والدته وإصابة شقيقته وتم إحالته إلى محكمة الجنايات.

- "غسل الملابس".. عاطل يتعدى على والدته بفأس

أقدم عامل على قتل والدته، بأن تعدى عليها بالضرب بالفأس على رأسها، لتأخرها فى غسل ملابسه إلا أن القدر أنقذها من الموت.

كان اللواء عاطف مهران مدير أمن الشرقية، قد تلقى إخطارًا من مستشفى الأحرار التعليمي يفيد بوصول ربة منزل "60 عاما "، من قرية النعامنة مركز منيا القمح مصابة بكسر بالجمجمة ونزيف بالمخ وأن حالتها خطيرة.

وكشفت التحريات، التي أشرف عليها العميد عمرو رؤوف مدير المباحث والرائد محمد فؤاد، رئيس مباحث منيا القمح، إلى أن وراء الواقعة نجلها العامل بإحدى شركات مدينة العبور، وأنه في يوم الحادث وقعت مشادة كلامية بينهما، لتأخر الأم فى غسيل ملابسه لمرضها وتطورت لمشاجرة، قام خلالها الابن العاق بالتقاط فأس صغير وضرب أمه على رأسها بها محدثا إصابات كادت أن تنهى حياتها.

تم القبض عليه وإحالته للنيابة التى تولت التحقيق بإشراف المستشار أحمد التهامي، المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية.

- قتل والدته بـ"شاكوش" وألقى بنفسه من الطابق الثالث بكفر الشيخ

في ديسمبر 2019، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن كفر الشيخ، من القبض على عاطل، قتل والدته باستخدام الشاكوش، بسبب مرضه النفسي ثم ألقى بنفسه من الطابق الثالث بمنزله.

كان اللواء محمود حسن، مدير أمن كفر الشيخ، قد تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة قلين، بإشارة من شرطة النجدة، تفيد قيام "محمد. ا. ع"، "25عامًا "، عاطل ومريض نفسي، بقتل والدته "زينات. ع. ب"، "52عامًا"، ربة منزل، مستخدما أله حادة "شاكوش"، وألقى بنفسه من الطابق الثالث.

وتبين من التحقيقات الأولية أن المتهم مريض نفسي، وارتكب جريمته وألقى بنفسه من الطابق الثالث، ليصاب بإصابات بالغة، جرى التحفظ على الجثة في مكان الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وجارٍ العرض على النيابة العامة لتتولى التحقيق

- انشغال الأم عن أبنائها يبعدها عن "القدسية"

وقالت الدكتور سوسن الفايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعي، أن هذه الظاهرة مرتبطة بأكثر من عامل، خاصة أن هذه الأجيال لم تنشأ في أحضان عائلتها وأمهاتها مثل الماضي، فالأم حاليًا لم تعد تخصص كل وقتها لطفلها نتيجة التفاتها لنفسها ولعملها، فهي تعمل على تطوير نفسها أكثر من الأبناء، وكل هذه الأمور لم تحميها من أبنائها، ولم تترك لديهم التراكم أو المخزون العاطفي الذي يضعها في خانة القدسية لدى أبنائها.

وأضافت أن وسائل الإعلام أيضا لها دور في بث العنف والتجرؤ على الأمهات، ووضع طرق وأساليب للتمرد ضدهن، كما أن الإدمان أيضًا يخرج المتعاطي عن شعوره، وهو الأمر الذي انتشر بشكل كبير بين الشباب، فلا تكاد تجد شابا حاليًا إلا وجيوبه ممتلئة بالمخدرات، مع انتشار أزمة القيم والثقافة الأجنبية التي تدعم الانفصال ونبذ العائلة والأم.

وأضافت "الفايد" أنه لابد من دراسة الأسباب للمعالجة، وأهمية تخصيص الأم وقتها لأبنائها، وحملات ثقافية للتوعية عن أهمية العائلة والأسرة وتكرار الصورة لتثبت في الوجدان، والحد من صراع الأمهات والأبناء، والالتفات لأهمية تأهيل الأم في مرحلة تربية الأبناء وتنشئتهم.