رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل استهدفت أمريكا زعيم «كتائب الإمام على» فى العراق؟

جريدة الدستور

تداولت الأخبار حول مقتل شبل الزيدي، الأمين العام لحركة العراق الإسلامية "كتائب الإمام علي"، في الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت مركبتين، صباح اليوم السبت، في منطقة التاجي شمالي بغداد، وقُتل فيها 6 أشخاص من قيادات الحشد الشعبي، بينهم "الزيدي" وشقيقه، حسبما أعلن التليفزيون العراقي.

ووفقًا للمصادر، فإن الضربة الجوية التي استهدفت المركبتين كانت تخطط لمقتل قيادات في قوات الحشد الشعبي العراقي، والتي يعتبر "الزيدي" أحد أهم قياداتها، خاصة أنه معروف بقربه من النظام الإيراني؛ ولذلك فقد ذهبت جميع أصابع الاتهام حول أمريكا في مقتل زعيم "كتائب الإمام علي"، خاصة أن هذه الضربة الجوية تأتي بعد 24 ساعة من غارة مماثلة أدّت إلى مقتل كل من، نائب رئيس هذا التشكيل العسكري الموالي لطهران، والجنرال الإيراني الواسع النفوذ قاسم سليماني.

وعلى الرغم من إعلان التلفزيون العراقي مقتل "الزيدي" في الضربة الجوية الجديدة؛ إلا أنه قد تداولت الأخبار عن أنه لم يمت؛ حيث نفت قوات الحشد الشعبي العراقي سقوط القادة الذين تم تداول أسمائهم على مواقع التواصل الاجتماعي لاستهدافهم في التاجي بشمال العراق.

وذكر الحشد الشعبي، في بيان: "ننفي قتل القادة الذين تم تداول أسماءهم (شبل الزيدي، حامد الجزائري، رائد الكروي) على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات التي تداولت نبأ استهدافهم في التاجي".

وأضاف الحشد الشعبي، في بيانه، حسبما أفادت "رويترز": "تؤكد المصادر الأولية، أن الغارة استهدفت رتلا لطبابة "الحشد الشعبي" قرب ملعب التاجي في بغداد".

هل استهدفت أمريكا قتل "الزيدي"؟
ولمعرفة مدى أهمية شبل الزيدي، زعيم "كتائب الإمام علي"، الذي جعل أصابع الاتهام تشير إلى أن أمريكا وراء استهدافه هو مدى قربه من إيران، حيث إنه كان شخصية معروفة في صفوف "جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر، ويُزعم أنه أحد أكثر قادته المذهبيين شراسة، كما أنه سُجن أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق؛ إلا أن الحكومة العراقية أطلقت سراحه في عام ٢٠١٠.

ووفقًا لتقارير وزارة الخزانة الأمريكية، فإن شبل الزيدي، أحد المقربين من النظام الحاكم في إيران، وهو المسئول عن النشاطات التجارية في العراق لصالح إيران، كما أنه متهم بالتورط في تهريب النفط إلى إيران، وجمع الأموال لصالح حزب الله، وإرسال المقاتلين العراقيين إلى سوريا لتقوية الحرس الثوري الإيراني.

لكن الأهم في هذا الأمر العلاقة القوية التي كانت تجمع شبل الزيدي بالجنرال الإيراني قاسم سليماني، حيث ظهر معه كثيرًا، وكان "الزيدي" يستعين بـ"سليماني" للإشراف على تدريبات "كتائب الإمام علي".

مقتل الجنرال قاسم السليماني
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، صباح الجمعة، أنَّ ضربة أمريكية قتلت قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني".

وقالت الوزارة في بيان: "هذه الضربة تهدف إلى ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل"، مؤكدة أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر الأمر بـ"قتل" سليماني.

وأضاف البيان: "أن الجنرال سليماني كان يعمل بكدّ على وضع خطط لمهاجمة دبلوماسيين أمريكيين وجنود في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، وأن سليماني وفيلق القدس التابع له مسؤولان عن مقتل المئات من العسكريين الأمريكيين وجرح الآلاف غيرهم".

وعقب إعلان نبأ مقتل سليماني، نشر ترامب في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورة للعلم الأمريكي دون أي تعليق.

وقُتِل سليماني وأبو مهدي المهندس، نائب قائد هيئة "الحشد الشعبي العراقي" الموالي لإيران، في هجوم صاروخي أمريكي استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي، فجر الجمعة.

ويأتي مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس بعد 3 أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون للحشد الشعبي على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية.

في المقابل، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ"انتقام مؤلم" على خلفية مقتل سليماني، وتقدم بالتعازي لأقارب سليماني والشعب الإيراني، وقال إن عمل ونهج قائد "فيلق القدس" "لن يتوقّف برحيله ولن يبلغ طريقًا مسدودًا".

وأكد خامنئي أن "انتقام مؤلم سيكون في انتظار المجرمين"، وأعلن الحداد في البلاد 3 أيام عقب مقتل سليماني.

وتوعّد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بالانتقام في الوقت والمكان المناسبين لمقتل سليماني، وقال في بيان: "الهجوم الإجرامي على الفريق سليماني، كان أكبر خطأ إستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا، وأن الإدارة الأمريكية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة".