رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انقذوا الصحافة القومية قبل الكارثة!!


اعتقد أن الصحافة القومية لم تمر فى عمرها بمثل هذه الأزمة التى تصل إلى حد الكارثة ماليا وإداريا وتحريريا .. والأسباب معروفة لأهل المهنة بل وانتقلت شظايا هذه المعرفة إلى خارج الوسط الصحفى .

نعم من حق المجلس الأعلى للصحافة أن نشكره على تنفيذ الحكم القضائى بعودة الزميل جمال عبد الرحيم لرئاسة تحرير الجمهورية لكن تباطؤ المجلس الأعلى للصحافة الذى آلت إليه إدارة الصحف القومية من مجلس الشورى المنحل فى إصدار حركة تغييرموسعة لرؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية يجعلنا نزداد غضبا ، وتصرف المجلس الذى تعشمنا فيه الخير - ومازلنا - بما يضم من قامات صحفية وفكرية ونقابية ، أقول تصرفه حتى الآن رغم مرور نحو 50يوما على تعيينه يعطى ظلالا من عدم الرضا الذى قد يصل إلى حالة من الغضب والغليان .. لماذا ؟

الأسباب كثيرة يمكن ايجازها فى الآتى :

• حالة الانهيارفى كل المؤسسات وأقول كل وليس أغلب لأن الوضع بالفعل ينذر بالخطر لجميع المؤسسات بما فيها مؤسسات الشمال الغنى كما كنا نحب أن نطلق على الأهرام والأخبار والجمهورية بالميراث المر من الديون والتخبط الإدارى خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها مصر

• حالة من الانهيار التحريرى والإدارى تتفاوت نسبته من جريدة إلى أخرى ومن مؤسسة إلى أخرى بسبب التخبط فى السياسات التحريرية فى المقام الأول و غياب الرؤية حتى الآن حول طبيعة وسياسة هذه الصحف ، ... هل هى قومية بالفعل لجميع فئات الشعب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار أم هى حكومية تعبر عن لسان حال الحكومة والنظام الحاكم ؟

والحقيقة التى لا مواربة فيها وبدون لف ولا دوران إنها بالفعل لسان حال الحكومة حتى إشعار آخر اتمنى أن يأتى على يد المجلس الأعلى للصحافة ، لأن الحكومة مازالت هى التى تختار وتعين أو تفصل وتستبعد رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات ، وبالتالى يكون الولاء لصاحب القرار ،ومازالت كلمات أحد رؤساء التحرير السابقين ترن فى أذنى :

- إحنا عندنا قارىء واحد المهم رضاه !!

وكان يقصد طبعا حسنى مبارك وكل حسنى مبارك ، ولم يتغير الأمر كثيرا وحتى الآن ،انطلاقا من المثل الشهير اللى إيتجوز أمى أقوله ياعم ، فقد انطلق مؤشر بوصلة النفاق بسرعة مذهلة بعد أن ظل ثابتا 30 عاما إلى المجلس العسكرى والمشير حسين طنطاوى

بدلا من مبارك ، ثم حزب الحرية والعدالة بدلا من الحزب الوطنى ، ومحمد مرسى بدلا من مبارك وطنطاوى ، ثم الفريق أول عبد الفتاح السيىسى بدلا من مرسى وهكذا .

ورغم وجود هامش كبير يمكن العمل فيه صحفيا على مر هذه العصور انطلاقا من محاولة تفهم أسباب الخوف ومبررات رؤساء التحرير لكن لا أحد أراد أن يعمل فيها إلا القليل ، وبعد الثورة أصبح الكل ينفخ فى الزبادى عظة وعبرة من رأس الزميل جمال عبد الرحيم التى طارت عندما صدق وصدقنا معه أن قطار الثورة والحرية وصل إلى جريدة الجمهورية .

• و حالة عدم الاستقرار السائدة فى هذه المؤسسات يجعل العمل صعبا ويصل إلى الروتينية ومخاصمة الإبداع التى تؤدى إلى الانهيار حتما ... غالبية رؤساء التحرير يعملون بلا نفس فى أحسن الأحوال أو لايعملون أصلا لأنهم على يقين من عدم استمرارهم من جهة ، ومن جهة ثانية لأن بعضهم يلمس نظرات عدم الاحترام لمواقفهم التى تغيرت بين ليلة وضحاها من محمد مرسى والإخوان الذين أتوا بهم إلى الفريق السيسى الذى إنحاز لمن خرج يوم 30 يونيو !!

• والأمر مكرر وبصورة أكبر فى رؤساء مجالس الإدارات بعد صدور بيان المجلس بتغييرهم بعد دراسة المعايير التى سيتم على أساسها اختيار خلفاء لهم ، توقف معظمهم عن العمل وإن لم يتوقفوا مع بعض رؤساء التحرير الفاشلين فى الدق كل الأبواب لاستمرارهم أو تصعيدهم .

اعتقد أن الصحافة القومية لم تمر فى عمرها بمثل هذه الأزمة التى تصل إلى حد الكارثة ماليا وإداريا وتحريريا

• حالة من التخبط وعدم الاستقرار تنتاب أكثر من 100 ألف عامل وإدارى وصحفى فى هذه المؤسسات لهذه الحالة من اللاسلم واللاحرب ، الكل ينتظر ، والسماء لا تمطر !!، وحالات من الغضب قد تصل إلى حد الانفجار بعد أن وصل الأمر إلى تأخير صرف المرتبات الأساسية لعجز معظم الإدارات عن تدبيرها ووصل الأمر إلى الاستدانة من البنوك بالفوائد طبعا لصرف المرتبات بالإضافة إلى عدم توريد ما يتم استقطاعه من العاملين من الضرائب والتأمينات .. الخ ، لتدبير أى أموال .. والكارثة وصلت إلى عدم وجود سيولة مالية فى بعض المؤسسات لشراء أوراق وأحبار ومستلزمات الطباعة ... يعنى هناك كارثة كبرى فى هذه المؤسسات تهدد بالششل التام ..

المهم ما دخًل تباطؤ المجلس الأعلى للصحافة فى هذا الميراث المر ؟

اعتقد أن إيقاف نزيف الخسائر بأسرع مايمكن يعتبر مكسبا وأول خطوة هى تغيير القيادات التى لم تنجح ولن أقول أن وجودها زاد الطين بلة !!

وإداريا اعتقد أن الاستعانة بشخصيات من خارج الوسط الصحفى بحجة الخبرة الاقتصادية قد أثبتت فشلها بنسبة كبيرة لأنها ببساطة تجهل الحياة الصحفية وأولوياتها وحتى يفهم تكون السنوات قد مضت ، بالإضافة لعدم تأثيره القوى خارج مؤسسته كى يحصل على مصادر تمويل جديدة تنقذ مؤسسته من عثرتها لذلك يحتاج دائما أن يسند على صحفى بغض النظر عن كفاءته أو حتى علاقاته !!

ودخولا فى الأسلاك الشائكة وحقول الألغام التى وجد أعضاء المجلس الأعلى للصحافة أنفسهم فيه أقول بداية:

المفروض أن يكون المجلس فى حالة انعقاد دائم ... فى حالة حرب لإنقاذ هذه المؤسسات بقرارات سريعة تكون كالمشرط فى يد الجراح لأن اليد المرتعشة خاصة فى القيادة ومراكز صنع القرار تجعلنا نخسر كثيرا فى وقت يكون للفيمتو ثانية ثمنا باهظا

لذلك اقترح : -

أولا: تعيين رؤساء تحرير جدد يؤمنون حقا بثورة 25 يناير من جهة وعلى درجة عالية من المهنية من جهة ثانية بفتح باب الترشح ليوم أو اثنين ثم الاختيار فى ظرف أسبوع للجرائد والمجلات الكبرى من المتقدمين ،ومن يتم اختياره يصدر قرار تعيينه فورا دون الانتظار للانتهاء من الاختيارات الأخرى لباقى الجرائد والمجلات لأن الإنقاذ يكون مفيدا كلما كان سريعا

وثقتى فى هذه الاختيارات سيكون سببه وجود شخصيات صحفية محترمة وقامات نقابية وقانونية فى المجلس لن تقبل أى ضغوط أو توصيات أو ترشيحات تأتى من خارج المتقدمين أنفسهم

واتمنى أن يكون قرار التعيين لرئيس التحرير أو لرئيس مجلس الإدارة لمدة عام قابلة للتجديد بعد تقييم إنجازه المهنى أو الإدارى والمالى فى المطبوعة التى رأس تحريرها أو إدارتها سواء من ناحية التوزيع أو المادة التحريرية أو الأمور المالية

طبعا قد يرى البعض أن قرارات تعيين رؤساء التحرير الحاليين مدتها 3 سنوات ولابد من استكمالها حتى لاتتعرض التغييرات الجديدة لعوار قانونى ... أقول لهؤلاء :-

- لماذا نسيتم أن هناك ثورة قامت فى 30 يونيو ضد نظام الإخوان ونجح الشعب فى ثورته لماذا تتركون من اختارهم الإخوان ليعبروا عن سياسات ثورة لايؤمنون بها واستمرارهم فى أماكنهم المهمة فى التأثير على الرأى العام ، يعتبر خيانة للثورة ولاأكثر من 33 مليون من الشعب المصرى خرجوا فى هذا اليوم وخيانة لدماء وأرواح مصابين وشهداء سقطوا ؟

- لماذا تصرون على بقاء العديد من رؤساء تحرير معظمهم ينتمون حقا إلى فكر حسنى مبارك ونظامه أو الإخوان ومرشدهم ، ولم يضبط أحدهم متلبسا بالدفاع عن الثورة أو التواجد فى ميادينها أو الوقوف فى أى تظاهرة تطالب بالحرية ، باختصار استمرار وجودهم مثل السم فى العسل !!

- لماذا غيرتم رئيس مجلس إدارة الأهرام رغم أنه لم تنته مدته ، وإذا كان القرار مستندا على قرار جمعية عمومية يعتبر لكم بمثابة توصية وتركتم باقى المؤسسات تعانى وتصرخ

- أخيرا لابد من السعى مع الحكومة لإصدار قرارات سريعة لإسقاط الديون التى يمكن إسقاطها بالكامل وإسقاط الفوائد عن الديون إلَّى لايمكن إسقاطها مثلما فعلت الحكومة مع رجال الأعمال المتعثرين بحق أو بغير حق حتى ننقذ أكثر من 100 ألف أسرة من التشرد بالإضافة لإنقاذ صروح مصر الإعلامية التى تشكل قوة مصر الناعمة ليس فى مصر فحسب ولكن فى العالم العربى كله

- لابد من إعادة التفكير فى وسائل الرقابة المالية على هذه الصحف بعد أن ظلت لسنوات طويلة عبارة عن عِزب خاصة لرؤساء مجالس إدارتها وتحريرها !!

لابد من إسناد كافة عمليات الطباعة والإعلانات الخاصة بهيئات ووزارات الحكومة إلى المؤسسات القومية لتشغيل المطابع ولإنقاذها من الكساد

لابد من فتح مجالات مع المؤسسات الدولية والعربية فى مشروعات تدر دخلا وتشغل العمالة والمطابع

اعتقد أن مجلس مثل هذا المجلس به قامات نحترمها لن تقبل أن يتسرب لنا شك أنه يعمل بروح الموظفين ، خاصة ما يقال أن عمره قصير إذا ما ارتبط بتغييره بعد انتخابات مجلس الشعب .

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.