رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

3 سيناريوهات تنتظر بريطانيا فى برلمان ديسمبر 2019

جونسون
جونسون

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأربعاء، رسميا بدء حملة حزب المحافظين الانتخابية استعدادا للانتخابات المبكرة التي تجري يوم 12 ديسمبر المقبل بعد موافقة مجلس العموم (البرلمان) نهاية أكتوبر الماضي على إجراء الانتخابات في ظل تعثر موافقته على اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.

رغم قلة المدة المتاحة للأحزاب من أجل الاستعداد للانتخابات التي ستجري بعد حوالي شهر إلا أنها ستكون فارقة في تاريخ البريطانيين كما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، حيث ينتظرهم العديد من السيناريوهات وهي:

1- فوز حزب المحافظين بالأغلبية

دعا بوريس جونسون اليوم بعد لقائه الملكة إليزابيث وتقديم طلب إجراء الانتخابات المبكرة، إلى التصويت لصالح حزب المحافظين الليبرالي الذي يتزعمه من أجل دعمه في تمرير اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" بشكل نهائي، حيث توصل إليه منتصف أكتوبر الماضي مع الاتحاد إلا أن البرلمان لم يصدق عليه مجددا وطلب تأجيل خروج بريطانيا حتى نهاية يناير 2020 بدلا من نهاية أكتوبر الماضي.

لم يستطع جونسون وحزبه تمرير اتفاق بريكست وحتى رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي بسبب رفض العديد من الأحزاب الاتفاق وعلى رأسهم حزب العمال بزعامة جيرمي كوربن، وفي حال حصل حزب المحافظين على الأغلبية المطلقة (50%+1 من مقاعد البرلمان البالغة 650 مقعدا) في البرلمان المقبل سيمرر بريكست بسهولة وينهي حالة التردد والترقب التي تعيشها بريطانيا.

وفي حال حدوث هذا السيناريو يعني خروج بريطانيا من كابوس بريكست وبدء العمل بعيدا عن الاتحاد الأوروبي ومحاولة تدارك الأضرار الاقتصادية جراء الخروج وتعويضها بشراكات قوية مع دول خارج الاتحاد وعقد اتفاقات ثنائية مع دول الاتحاد ذاته لتنظيم التعامل معها.

2- فوز حزب العمال بالأغلبية المطلقة

استطاع حزب العمال خلال الفترة الماضية تحقيق جزء من الشعبية على حساب المحافظين بسبب فشلهم منذ عام 2016 في ملف بريكست والإضرار باقتصاد البلاد جراء حالة الغموض.

وفي حال فاز حزب العمال بالانتخابات قد يدعو إلى استفتاء ثان لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدلا من استفتاء 2016 الذي أيد فيه البريطانيون الخروج، والعمال غير مؤيدون للخروج من الاتحاد الأوروبي ما يعني احتمال تراجع البريطانيون بنسبة كبيرة عن الخروج بسبب الأضرار التي اتضحت للجميع بسبب الخروج ولم يحسب لها أحد حساب.

كذلك قد يتبع كوربن خططا وسياسات اشتراكية قاسية مثل رفع الضرائب على الأغنياء وتأميم بعض المؤسسات وضمها للدولة من أجل حماية فئات الشعب الفقيرة، الأمر الذي يرفضه الليبراليون ورجال الأعمال والأثرياء لأنه سيكون على حسابهم ويمثل تهديدا للقيم البريطانية.

3- استمرار تركيبة البرلمان الحالي

يعتبر هذا من أسوأ السيناريوهات بل وأقربها في ظل تقارب استطلاعات الرأي لنتيجة البرلمان الذي تم حله اليوم، حيث يسيطر حزب المحافظين على 316 مقعدا والحزب الوحدوي الديمقراطي 10 مقاعد وحزب العمال 259 مقعدا، الحزب القومي الاسكتلندي 35 مقعدا، حزب الديمقراطيين الأحرار 12 مقعدا، بجانب بعض الأحزاب الأخرى والمستقلون الغير مؤثرون.

ما يعني عدم قدرة حزب المحافظين أو العمال على تشكيل حكومة أغلبية تقود بريطانيا في العديد من القضايا خاصة بريكست والوضع الاقتصادي الذي تردى بسبب بريكست أيضا.

وفي حال حدوث هذا الأمر يعني بقاء وضع مفاوضات بريكست كما هي الآن غير معروف مصيرها إلا أن الاتحاد الأوروبي قد يقدم على طرد بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق ما يسبب لها ضررا بالغا.

ويدعم هذا السيناريو استطلاعات الرأي الحالية ففي استطلاع نشرته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية اليوم أجرته شركة "YouGov " أظهر حصول حزب المحافظين على 36 % من أصوات الناخبين فيما جاء العمال ثانيا بنسسبة 25 % بينما حل حزب الديمقراطيين الليبراليين ثالثا بـ 17 %، وجاء بعده حزب بريكست بزعامة نايجل فراج بـ11%، وحزب الخضر حصل على 5%، والحزب الاسكتلندي على 4 % من أصوات المستطلع آرائهم.