رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الممثل.. أيمن عزام.. سلفى ضلّ طريقه إلى الإعلام

الممثل أيمن عزام
الممثل أيمن عزام

يمكن تصنيف المذيع المصرى الذى يعيش فى أحضان قطر «أيمن عزام» بأنه ممثل كبير، فهو لا يؤمن بأى شىء يقوله، وليس صاحب قضية أو انتماء حقيقى، لكنه صاحب أداء لافت داخل قناة «الجزيرة»، لأنه المذيع الوحيد الذى اعتاد البكاء على الهواء، وإطلاق الشعارات طوال الوقت، واستعطاف الجمهور بمرثيات عن الجماعة المظلومة والمشتتة فى الأرض.
يمكن أن يلمس الجميع أعماق أيمن عزام بما ينشره على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»، على سبيل المثال، ففى أغلب ما ينشره يرد على أصدقائه السابقين بالكيد، يقول مثلًا: «اللى يعرفونى بيقولولى أنا بخون بلدى وبقبض بالدولار، والله يا جماعة أنا بقبض بالريال القطرى»، ثم يواصل ممارسة الكيد عندما نشر تغريدة يؤكد فيها: «الأكل التركى كله فيتامينات.. حد له شوق فى حاجة.. عاش عاش أردوغان».
ويعتبر أيمن عزام أحد المقربين من الشيخ الإرهابى الهارب محمد عبدالمقصود، وهذا يعود إلى ميول «أيمن» منذ صغره، فهو تربى وسط الجماعات الدينية فى مصر، وبالتحديد فى مركز السنطة بالغربية، وكان أبرز جيرانه القيادى الإخوانى طه أبوزيد، الذى توفى ابنه «خالد» فى أحداث قصر الاتحادية.
اقترب أيمن عزام من الإخوان منذ طفولته، لكنهم لم يقبلوه بشكل كامل كعضو تنظيمى، إما لأنه لم يستطع الوصول لهم أو لأنهم لفظوه وتوجسوا منه نظرًا لاحتوائه من الجماعة السلفية، فعقيدة الإخوان لا تسمح بأن يجتمع حب الجماعة فى قلب أفرادها مع أى شىء آخر.
ولا يتورع أيمن عزام عن الانبطاح، فهو لم يتخيل أن يصل إلى هذه المرحلة أو أن يكون واجهة حتى لمنزل آيل للسقوط فى قريته منية البندرة.
إنه يقف أمام الكاميرا، يبيع الوهم للناس والخيانة باعتبارها موقفًا وطنيًا وبطوليًا.. لا يتورع عن وضع يده فى يد النظام القطرى ليفبرك ويثير الفتن، ثم يشير بإصبعه إلى كل مواطن مصرى شريف وإلى الحكومة والمسئولين والمواطنين بأصابع الاتهام والخذلان والضعف والانكسار والخضوع، لكنه ينسى أنه إذا كان يشير بإصبعه تجاهنا، فهناك ثلاثة أصابع أخرى تتجه صوبه فى صميم قلبه، دون أن يدرى.
يقول أيمن عزام، خلال استضافته الإخوانى عمرو عبدالهادى، إنه يتمنى أن يرى مصر مثل تركيا، وأن يرى قائدًا لها مثل أردوغان، وهنا السؤال: «هل يمكن أن يقول رأيه لنا فى سجن آلاف الصحفيين فى تركيا؟ هل يمكن أن يجيب أو يشير أو حتى أن يعرض لنا مجرد حلقة عن الاقتصاد التركى ووضعه؟»، لن يجرؤ، ولن نطلب منه أن يتعرض للنظام القطرى، لأنه كما قال، يُغدقون عليه بالريالات، وإذا تكلم أو أشار أو حتى أومأ، سيقطعون عنه فتات الموائد الذى يفضله ويتلذذ به.
يخرج أيمن عزام دائمًا عن أدائه المهنى والإعلامى كمذيع، رغم عمله كمدرب إعلامى يُلقن الشباب الواعد مبادئ السلوك المهنى وكيفية عمل المذيع المحترف، ففى إحدى حلقاته قال: «أقف تعظيم سلام للإخوان وعلى ثباتهم أمام مصائب الزمن.. لله دركم يا أبناء البنا، لا نرتقى أن نكون منكم، عسى أن ننال بحبكم عند الله شفاعة».
لذلك هو صاحب أداء لافت، أشبه بأداء مذيعى قناتى الشرق ومكملين، وهو أمر غريب على قناة الجزيرة، التى رغم انحيازاتها وصهيونتها كانت تقدم ذلك فى إطار احترافى، وليس فى أداء مبتذل، ربما حدث ذلك بعد هجرة أشبال الإسلاميين والإخوان إليها بعد هروبهم من مصر فى ٣٠ يونيو.
يدّعى أيمن عزام دفاعه عن شرف المهنة وحرية الكلمة، لكنه فى نفس الوقت يقوم بمشاركة فيديو للإعلامى يوسف الحسينى مضروبًا بالقلم على وجهه، ولا يستنكر الموقف ويقول: «هذا مقطع يغسلنى من جوه»، فهل يؤيد أن يتم ضرب الإعلاميين فى الشوارع؟ وهل يقبل على نفسه ذلك عندما ينزل إلى مصر؟.
الوجوه المتعددة للعاملين بقناة الجزيرة تكشف عن طبائعهم الحقيقية والكريهة، وادعاءاتهم وتمثيلهم باسم الكلمة الحرة والشرف، فى حين أنهم لا يحملون إلا حقدًا أو خوفًا من مصيرهم الذى ينتظرهم، فيهرولون لتقديم القرابين للأنظمة التى يخدمونها فى الخارج، فالوضع لا يطمئن، فأى صفقة سياسية فى أى وقت يمكن أن تطيح بكل هذه الأبواق، وتزيح الغطاء من فوق رءوسهم، فلا يجدون جحرًا حتى للاختباء، لذلك يستنفر «عزام» كل قواه لتحريض جموع الناس وإثارة العاطفة بدموعه التى ننصحه بأن يوفرها على الجنود المصريين الذين يموتون بأموال أبناء البنا وأمير البلد الذى يعيش فيه الآن.