رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدايات "مشروع مارشال" الألماني مع أفريقيا تظهر في غرب القارة

جريدة الدستور

شمرت الخبرات الألمانية عن سواعدها في مجال الغاز الطبيعي المسال، وشرعت في الظهور كلاعب مهم في غرب القارة الإفريقية، إذ تعمل شركتا "إي إي سي" الهندسية، و"نوردتيك" الألمانيتان بشكل وثيق مع شركة "إليت" المتخصصة في الإنشاءات في دولة غينيا الاستوائية، على إعداد التصميمات وتطوير وتشييد مشروع "أكونيكيان" لتخزين وتوزيع الغاز المسال في غينيا الاستوائية.

ويستهدف مشروع أكونيكيان، الذي افتتحه أخيرًا وزير المناجم والطاقة الهيدروكربونية، جابريل مباجا أويانج ليما، تشييد مرافق تخزين 14 ألف متر مكعب من الغاز المسال وإعادة ضخه وتوزيعه، ويعد أول مرفق لتسييل الغاز وتخزينه يتم إنشاؤه في منطقة غرب أفريقيا، وهو ما ينظر إليه باعتباره بداية لاهتمام قوي من جانب ألمانيا بالقارة السوداء.

ويعد المشروع جزءًا من "مبادرة أفريقيا 2" الذي انطلق في غينيا الاستوائية بهدف تنمية مشروعات صغيرة الحجم لتسييل الغاز الطبيعي لإمداد بلدان أفريقية ومنطقة محيطة لا تتمتع سوى بقدرات محدودة من البنية التحتية الأساسية.

سيتسلم مشروع "أكونيكيان" الغاز الطبيعي المسال وسيقوم بتوزيعه على الصناعات المختلفة في المناطق المحيطة كمحطات توليد الكهرباء والأسمنت.

وقال مؤسس منتدى الأعمال الألماني الأفريقي GABF، سباستيان فاجنر، في كلمة أدلى بها بهذه المناسبة مؤخرًا، " لقد أظهرت الشركات الألمانية مجددًا قدرتها على جلب خبرات فنية وتقنية قيمة لتلبية الاحتياجات المتنامية والمعقدة للطاقة في أفريقيا، والأكثر أهمية في الأمر، أن هذا المشروع تحقق بالتعاون مع شركات ألمانية صغيرة ومتوسطة الحجم، بما يكشف تزايد أعداد الشركات الألمانية القادرة على التعاون مع الكيانات الأفريقية في مشروعات طاقة حيوية، راكمت ألمانيا خبرات قوية في مشروعات الغاز والكهرباء والطاقة المتجددة، وجميعها مشروعات أصبحت محورية في أجندة الطاقة الأفريقية".

وفي مسعى لتنمية التعاون في مجالات الطاقة بين ألمانيا وأفريقيا، أطلق "منتدى الأعمال الألماني الأفريقي" GAPF، التزامًا باستثمار بعدة ملايين من اليورو في المشروعات الجديدة الصغيرة الألمانية المتخصصة في الطاقة التي تركز في أعمالها على أفريقيا، وهو الأول من نوعه في إطار العلاقات الإقليمية البينية المتبادلة، وهو ما يتماشى مع عودة ألمانيا للتركيز على القارة الأفريقية، وهو ما تبدى واضحًا فيما أعلنته الوزارة الاتحادية للتعاون الدولي والتنمية BMZ، بتقديم حوافز جديدة للتعاون مع القارة عبر ما سمته "مشروع مارشال مع أفريقيا".