رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجزار.. يجيد البناء بعد «المطبات».. قادر على تطوير اللاعبين وتحقيق الانضباط

جريدة الدستور

يمتلك شخصية قوية وصاحب مدرسة تكتيكية منضبطة
يعيبه أنه ليس مرنًا فى تعاملاته وعنيد فى خصومته مع اللاعبين


يمتلك حسام البدرى، مدرب الأهلى السابق، حظوظًا كبيرة لقيادة المنتخب الوطنى الأول، ويعد مع حسن شحاتة الأقرب لتولى المهمة.
لكن اختيار «البدرى» يصطدم بالعديد من الانتقادات، بعضها عقلانى ومنطقى يرتكز على انتقاد الجوانب الفنية، والآخر عاطفى ناتج عن انطباعات شخصية ويمثلها كثير من جمهور الأهلى، هؤلاء الذين يعادون ابنهم السابق على خلفية مواقفه الأخيرة التى انتهت بعمله فى بيراميدز، الموسم الماضى.
ومثلما يحظى حسن شحاتة بدعم كبير من قبل وزير الشباب والرياضة، يلقى حسام البدرى دعمًا لا يقل عنه من قبل المسئولين داخل اتحاد الكرة، وكبار النقاد ونجوم اللعبة القدامى الذين استشارهم وزير الرياضة ومسئولو «الجبلاية».
كان «البدرى» قريبًا من إتمام التعاقد مع الزمالك قبل شهر، ورغم نفيه ذلك التقى أحد مسئولى «الأبيض» وناقشه فى التفاصيل حينها، لكنه تلقى اتصالًا من أحد المسئولين الكبار أبلغه فيه أنه الأقرب لتولى قيادة المنتخب وعليه التمهل فى اتخاذ قراره.
يمتلك حسام البدرى من بين جميع المدربين المرشحين العديد من المواصفات والسمات التى تجعله الرجل الأنسب للمرحلة المقبلة، فى مقدمتها قدرته على البناء والتكوين بعد محطات السقوط، وإجادته الصبر على اللاعبين وتطويرهم، وهو ما نحتاجه الآن فى ظل تجديد الدماء وعدم وجود اللاعب الجاهز.
فعل «البدرى» هذا الأمر مع الأهلى بعدما تولى المهمة فى واحدة من أصعب المراحل عندما رحل مانويل جوزيه وبدأ «الأحمر» يفقد نجوم الجيل الذهبى «تريكة» و«بركات» و«النحاس» وغيرهم، باعتزالهم وخروجهم واحدًا تلو الآخر.
استطاع «البدرى» أن يطور وليد سليمان ومحمد ناجى «جدو» وعبدالله السعيد بشكل رائع حتى أصبحوا قادرين على سد فراغ النجوم الكبار الذين خرجوا، وتمكن الأهلى بعدها من الاستمرارية وحصد كثير من الألقاب، بل وقدم أفضل بطولة دورى أبطال فى الألفية الجديدة.
كرر «البدرى» الأمر حينما عاد فى الولاية الأخيرة، فتسلم فريقًا منهزمًا ومترهلًا وخاسرًا كل شىء فى الدورى والكأس وإفريقيا، فجدد دماء الفريق بضم جونيور أجاى ووليد أزارو وعلى معلول، ونجح فى تطويرهم، وعدد من اللاعبين الآخرين أمثال مؤمن زكريا، فبعدما كان «معلول» لاعبًا لا يدافع أصبح البطل الأول، وبعدما كان «أجاى» دون عطاء أصبح أهم الأعمدة فى الهجوم، وكذلك تطور وليد أزارو بشكل رائع وسقط لما رحل «الجزار».
سيرد البعض بأن «البدرى» كان لديه منتخب أوليمبى قوى ولم يفلح، هنا نرد بتساؤل آخر: كم لاعبًا من الجيل الذى كان رفقة حسام البدرى أصبح عمودًا رئيسيًا أو لاعبًا فاعلًا بشكل قوى مع منتخب مصر وفريقه؟.. ستجد نفسك فى حيرة إذا بحثت عن هؤلاء اللاعبين، فعلى خلاف الحقيقة لم يكن الجيل الذى لعب رفقة «البدرى» جيلًا ذهبيًا أو يضم عناصر بهذه القوة التى يتحدث عنها البعض.
فإذا تحدثنا عن أبرز تلك الأسماء وألمعها سنجدها غارقة فى المشكلات والأزمات وعليها اعتراضات كبيرة من قبل الجميع مثل محمود عبدالمنعم «كهربا» وصالح جمعة ورمضان صبحى، فثلاثتهم كانوا نجوم الفريق الأوليمبى، ورغم مهاراتهم ومواهبهم لم يثبت أحدهم -رغم مرور قرابة ٥ سنوات- أنه جدير بتحمل المسئولية وأن يكون نجمًا كبيرًا.
كما أن «البدرى» لم يكن لديه مهاجم فى هذا الجيل، واضطر لاستخدام كريم وليد «نيدفيد»، لاعب الوسط، كرأس حربة صريح، ونال انتقادات لاذعة حينها خاصة من جمهور الزمالك الذى اتهمه بتهميش مهاجم الزمالك حينها محمد سالم.. فأين «سالم» الآن؟
ورغم ذلك، وحتى إذا اعتبرنا «البدرى» فشل فى هذه التجربة، لا يمكن إغفال كل مسيرته وسماته بسببها، فهو كرر النجاح فى السودان وليبيا وحتى مع إنبى، وأينما ذهب نال الإشادات والإطراء.
كما يتميز «البدرى» أيضًا بأنه واحد من المدربين أصحاب المدارس المنضبطة تكتيكيًا، والأنسب لمنتخبنا فى هذه الظروف، فهو ليس المدرب الذى يدافع ويترك الكرة للخصم، فدائمًا تجد الاستحواذ عنده، وفى نفس الوقت ليس بالمدرب الذى يقامر ويبالغ فى الاندفاع، وهذا النوع يناسب المنتخبات أكثر.
كما يمتلك «البدرى» قوة الشخصية التى يستخدمها فى التعامل مع النجوم الكبار، فهو مؤثر ومقنع ولا يكرهه سوى من يرون أنفسهم أكبر من المدرب والجماعية، وهؤلاء فشلوا وما زالوا يفشلون.
يعيب «البدرى» أنه عنيد فى خصومته، عندما يرتكب أحد لاعبيه خطأ ولو بسيطًا فهو لا يرحم، فهو ليس مدربًا مرنًا فى تعاملاته ويحتاج إلى إعادة النظر فى هذا الأمر، كما يحتاج إلى أن يميل للابتكار فى طريقة اللعب.
عاب «البدرى» فى نهاية ولايته مع الأهلى إصراره على نفس طريقة اللعب والشكل القديم الذى انتهجه منذ تولى خلفًا لمانويل جوزيه، فإذا لم يأت بأفكار جديدة يحدث بها الشكل ويغير بها الطريقة- وهذا هو الأقرب- سنعانى.
ربما لم تسعفه الأدوات التى كانت معه فى الأهلى بعدما رحل بعض اللاعبين وتراجع آخرون من الكبار، لكن الفرصة والمساحة ستكون أكبر لديه عندما يختار لاعبى المنتخب من اتجاهات متعددة.