رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولة في مكتبات 3 دول: 5 إصدارات تكشف إجرام «الإخوان»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت الأشهر الـ١٢ الماضية صدور عدة كتب تتناول الفكر المتطرف لجماعة «الإخوان» والعمليات الإرهابية التى تورط بها عناصر التنظيم طيلة العقود الماضية، بالإضافة إلى محاولاتها الدائمة اختراق المجتمعات المستقرة.

رصدت هذه الكتب الأقنعة المختلفة التى يرتديها عناصر الجماعة لاختراق المجتمعات واستغلال الجمعيات الأهلية والأنشطة الاجتماعية والثقافية والحقوقية كستار للحصول على تمويلات ضخمة تساعدهم فى تنفيذ مخططاتهم للهيمنة على عدد من دول المنطقة.

«الدستور» تستعرض فى السطور التالية عددًا من أهم الإصدارات التى تناولت تاريخ «الإرهابية»، وعلاقاتها ببعض الأجهزة الاستخباراتية فى مراحل تاريخية مختلفة، والآليات التى تتبعها لتصعيد عدد من عناصرها العاملين فى مجالات مختلفة وتحويلهم إلى شخصيات مؤثرة تعمل لخدمة التنظيم.

الجماعة عملت مع بريطانيا لتحقيق مكاسب خاصة.. وخدمت أهداف واشنطن منذ الحرب الباردة
نشر كتاب «الإخوان المسلمين والغرب: تاريخ من العداء والاندماج»، الواقع فى أكثر من ٦٠٠ صفحة، فى سبتمبر ٢٠١٨، لمؤلفه المؤرخ مارتن فرامبتون، الذى يدرس التاريخ بجامعة «كوين ميرى» البريطانية.

يتناول الكتاب العلاقة بين «الإخوان» وعدد من الدول الكبرى حول العالم، مقسمًا تاريخ الجماعة إلى حقبتين، تتعلق الأولى بنشأة الجماعة فى حقبة الإمبراطورية البريطانية، والثانية وجودها وتطورها فى عصر الهيمنة الأمريكية.

وروى «فرامبتون» فى كتابه كيف نشأت الحركة على يد حسن البنا كرد فعل على صعود التيارين الليبرالى واليسارى على حساب الفكر الإسلامى التقليدى، وكيف كان «الإخوان» فى البداية ينظرون إلى الوجود البريطانى وتزايد نفوذه على أنه يهدد هوية العالم الإسلامى قبل أن يعملوا معه لتحقيق مكاسب خاصة.

وقال المؤرخ البريطانى إن التقارير الأولى التى كتبها بريطانيون عن «الإخوان» كانت تدل على مخاوفهم منها بسبب تبنيها نهجًا دينيًا متطرفًا، حتى إنهم كانوا يصفونها فى بعض الأوقات بأنها «حركة فاشية»، الأمر الذى تطور بعد ذلك لتتحول الجماعة إلى «أفضل الأعداء» لبريطانيا العظمى، على حد تعبيره.

وأضاف أن المخاوف البريطانية كانت ترجع إلى العنف الذى مارسه «الإخوان» ضد خصومهم، مع تحولهم بالتدريج من حركة دعوية إلى حركة جهادية تمارس اغتيالات أو تنخرط فى مواجهات عسكرية بدلًا من اندماجهم فى المجتمع، مع تحول خطابها لتبنى نظرية المؤامرة التى ترى أن الجميع فى العالم الإسلامى والغربى يتآمرون لقمعها فقط.

وذكر الكاتب أن كل ذلك تغيّر مع استثمار «الإخوان» فى العلاقة مع واشنطن، فى إطار محاولات التقارب المستمرة معها، ما أدى لصدام بين الجماعة وبين مجلس قيادة ثورة ١٩٥٢ فى مصر، مشيرًا إلى اكتشاف الأجهزة الأمنية المصرية أسلحة متنوعة ووسائل اتصالات ومتفجرات فى مخابئ «الإخوان»، ما أدى لاتساع دائرة الاعتقالات لتشمل معظم عناصرها، بمن فيهم المرشد العام للجماعة حينها.

ولفت إلى أن هذه الفترة شهدت ارتياحًا من الولايات المتحدة لما حدث مع الجماعة قبل أن يحدث التحالف بين الطرفين أثناء الحرب الباردة، مشيرًا إلى أن التنسيق بين الجماعة وواشنطن ظل فى تزايد مستمر حتى وصل إلى مساعدتها على تولى السلطة فى البلاد العربية فى سنوات الربيع العربى.

تدريب العناصر على الإرهاب فى باكستان ثم إعادتهم لأوطانهم
فى أكتوبر ٢٠١٨ صدر كتاب «كبنجارا.. قصتى مع تنظيم الإخوان المسلمين»، عن إحدى دور النشر الإماراتية فى ١٧٦ صفحة، لكاتبه عبدالرحمن خليفة سالم صبيح السويدى، الذى كان أحد قيادات الجماعة فى وقت سابق، للكشف عن عدد من أسرار التنظيم الإرهابى وعمله داخل دولة الإمارات.

واستمد الكاتب اسم كتابه من كلمة تعنى «خذوه إلى السجن» بلغة «الملايو»، مسترجعًا بها لحظة إلقاء القبض عليه فى إحدى دول شرق آسيا، قبل إعادته إلى وطنه الإمارات ليبدأ مرحلة المراجعات الفكرية.

وكشف القيادى السابق بالجماعة الإرهابية كيفية تلقيه تدريبًا عسكريًا بمعرفة «الإخوان» وسفره إلى باكستان للتدرب على بعض الآليات التى كان التنظيم الإرهابى يسعى عبرها لنشر العنف فى الإمارات وزعزعة استقرار الأمن داخلها.

وأشار إلى أن «الإخوان» كانوا يلجأون للأوجه التى لديها قبول عند المواطنين لبث أفكار تحض على العنف والتشدد، كى ينفذوا مخططاتهم العنيفة، مؤكدًا أن الجماعة كانت تلجأ عادة لما وصفه بـ«الواجهة العامة» للتغطية على أنشطتها الإرهابية.

وأوضح «السويدى» أن التنظيم كان يقود حملات ممنهجة لبث مشاعر الكراهية عند المواطنين ضد الأجهزة والمؤسسات الحكومية، وأنه كان يسعى، عبر عناصر قطرية، لإنقاذ بقايا التنظيم المنهار فى الإمارات ونقل المعلومات بينه وبين التنظيم العالمى، مع وضع خطط إعادة ترتيب الصفوف فى المستقبل.

وأشار إلى أن أهداف التنظيم داخل الإمارات كانت تتضمن محاولات فرض نظام اجتماعى محدد تحت قيادته، لافتًا إلى وجود نظام داخلى فى الجماعة يهدف لتزويج الرجال والنساء المنتمين للتنظيم من أجل تحقيق هذا الغرض.

وأضاف أن مشروعات الإغاثة والتنمية التى تقودها الجماعة الإرهابية فى الدول المنكوبة أو البلدان التى تتواجد فيها تعد أحد السبل السرية التى يستغلها التنظيم من أجل التنسيق السرى بين فروعه المحلية والدولية، موضحًا أن مشروعات مثل الدعوة لبناء مساجد أو مدارس أو كفالة الطلاب كلها تعمل من أجل استقطاب عناصر يجرى تجنيدها فيما بعد.

وعن أسباب مراجعاته الفكرية التى أدت لفضح التنظيم، كشف الكاتب عن أن السبب الذى دفعه لتوضيح أسرار الجماعة هو محاولته الحفاظ على ما تبقى منه كـ«مواطن» لم يحرمه وطنه من أى شىء، مشيرًا إلى أن الكتاب يأتى فى إطار تجربة الخلاص الشخصى عبر الكشف عن الأقنعة الزائفة لهذا التنظيم.

ودعا «السويدى» جميع الشباب فى العالم العربى إلى عدم الانضمام لأى تنظيمات سرية مثل جماعة «الإخوان» الإرهابية، مشددًا على أن العمل التطوعى يجب أن يكون معلنا ولا يمكنه أن يتم فى الخفاء إلا إذا كانت وراءه أهداف أخرى غير معلنة.

أسرار تأسيس «الإرهابية» تنظيم «أنصار بيت المقدس»

صدر كتاب «الإخوان بعد السقوط: إعادة التشكل واستغلال التحالفات» فى مارس ٢٠١٩، عن مركز «المسبار» للدراسات والبحوث بدبى، وتناول التحولات التى تمر بها جماعة «الإخوان» بعدما أطاحت بها ثورة ٣٠ يونيو وأزاحتها عن حكم مصر بناءً على إرادة شعبية.

ورصد الكتاب، الذى شمل مجموعة من الدراسات لباحثين متخصصين فى الإسلام السياسى وتنظيماته، التحولات التى مرت بها الجماعة، وفروعها من التنظيمات المتشددة، من زوايا مختلفة، مفصلًا تراجعها التدريجى بعد الخلع من الحكم، مع الإشارة إلى أهمية الإجراءات التى اتخذها الشعب المصرى ودولته لحماية مؤسساته من «التغول الإخوانى» الذى يهدد هويته الوطنية.

وتناولت الدراسات عدة شهادات داخلية قدمها إسلاميون سابقون بشأن تطور موقف عناصر «الإخوان» من الدولة والعنف وغيرها من الموضوعات، كما تناولت الصراع الداخلى والخارجى بين فروع «الإخوان» على خلفيات أيديولوجية.

وكشفت دور جماعة «الإخوان» فى تأسيس تنظيمات إرهابية أخرى مثل «أنصار بيت المقدس» وغيره من الكيانات التى مثلت أذرعًا للتنظيم فى إطار محاولته المستمرة ضرب استقرار مصر أمنيًا فى الوقت الحالى، ومنها التنظيمات التى تعلن ولاءها لتنظيم «داعش» الإرهابى.

وأشار الكتاب إلى انقسام الجماعة وفروعها إلى ٣ فئات هى: «القطبيين» الذين يفضلون المواجهة والعنف، و«الكامنين» الذين يفضلون الانسحاب من المواجهة والعمل السرى، بالإضافة إلى «المراجعين» الذين يمثلون التيار الشبابى الذى يعمل على إجراء مراجعات نقدية بهدف إخراج الجماعة من أزمتها التاريخية.

وذكر أن الخبرات المتراكمة فى التعامل مع الجماعة تشير إلى أن كل هذه الفئات ليست سوى خيارات يتبدل «الإخوان» بينها حسب مقتضيات الواقع.

واستشهدت الدراسات بتورط قيادات «الإخوان» أكثر من مرة فى تأسيس التنظيمات الإرهابية، خاصة تلك التى عملت داخل مصر، مشيرة إلى تورط المرشد مصطفى مشهور، فى بناء تنظيمات عسكرية منذ تنظيم «الفنية العسكرية» فى السبعينيات، وعملها جميعًا فى خدمة التنظيم.

ولفت الكتاب إلى أن قيادات الجماعة تبجحت بعد ثورة ٣٠ يونيو بعلاقتها بالتنظيمات الإرهابية، كما حدث من القيادى الإخوانى محمد البلتاجى الذى قال علنًا: «أعيدوا مرسى.. ينتهى الإرهاب فى سيناء».

وأشار إلى أن براجماتية «الإخوان» لم تسمح لهم حتى الآن بالانقلاب على أنفسهم نتيجة أيديولوجيتهم الشمولية، مؤكدًا أن الجماعة لا تستطيع إجراء المصالحة بين الدولة والمجتمع وإطلاق أسس جديدة للعمل على غرار الأحزاب الدينية المحافظة فى الغرب، فى ظل اختلاف المرجعيات والتطورات ودرجات الوعى والأطر الضابطة لعلاقة التنظيمات ومسئوليها بالدولة والمجتمع والاقتصاد والدين.

وذكر أن الجماعة لم تعد تملك حاليًا سوى خيار وحيد يتمثل فى التخلى عن معاداة الإسلام التقليدى والدخول فى عقد المواطنة المؤمن بالدولة ومؤسساتها والابتعاد عن محاولات اختطاف المجتمع والدين.

أوراق قطر:تحقيق حول تمويل الدوحة الجمعيات المتطرفة عبر غطاء خيرى

فى أبريل ٢٠١٩، صدر كتاب «أوراق قطر.. كيف تمول الإمارة إسلام فرنسا وأوروبا؟» للصحفيين الفرنسيين كريستيان تشينو، من إذاعة فرنسا الدولية، وجورج مالبرونو، من صحيفة «لوفيجارو»، ليثير ضجة صاخبة فى أوروبا، لما حمله فى طياته من حقائق عن التمويل القطرى لجماعة «الإخوان» وأنشطتها داخل القارة.

وخلال أسابيع قليلة، أصبح الإصدار الأشهر الذى تناول جماعة «الإخوان» هذا العام، فى ظل ما تضمنه من وثائق مهمة تكشف عن مشروعات خيرية موّلتها منظمات قطرية على الأراضى الأوروبية بهدف خدمة الجماعة. وذكر الصحفيان الفرنسيان فى كتابهما ملخصًا لآلاف الوثائق الداخلية التى تخص مؤسسة قطر الخيرية، وكشفا فيه عن تفاصيل ٤٥ مشروعًا فى إيطاليا، ممولة بنحو ٢٢ مليون يورو، إلى جانب مشروعات أكثر فى فرنسا لتأسيس مساجد ومدارس وجمعيات ودور ثقافة تعمل فى خدمة الجماعة الإرهابية بدول فرنسا وبلجيكا وألمانيا وسويسرا والنرويج ومنطقة البلقان.

وتضمنت الوثائق حقائق حول تمويل المنظمة القطرية أنشطة طارق رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس «الإخوان»، عبر راتب شهرى يقدر بنحو ٣٥ ألف يورو شهريًا، منذ عام ٢٠١٧، كما كشفت التحقيقات الرسمية الفرنسية الخاصة بمكافحة الاحتيال وغسل الأموال وتمويل الإرهاب.


بن لادن والظواهرى ظلا 10 سنوات يسافران على متن طائرات أمريكية
فى يوليو ٢٠١٩، صدر كتاب بعنوان «أمام أعيننا.. حروب زائفة وأكاذيب كبرى: من ١١ سبتمبر إلى دونالد ترامب» للكاتب والمؤرخ الفرنسى تيرى ميسان، فى ٣١٢ صفحة.

وأكد «ميسان» فى كتابه، الصادر باللغتين الفرنسية والإنجليزية، أن الإخوان وضعوا أنفسهم فى خدمة مخططات الغرب منذ تأسيس الجماعة، مشيرًا إلى أن الهدف من حكم الجماعة عددًا من الدول العربية كان «تعطيل» العالم العربى، بالإضافة إلى السماح بظهور دول أخرى ترغب فى السيطرة على الشرق الأوسط.

ورصد الكتاب تاريخ التعاون بين «الإخوان» ووزارة الدفاع الأمريكية، موضحًا أن «البنتاجون» قرر فى بداية التسعينيات العمل مع الإسلاميين الذين كانوا يعتمدون طيلة عقود على العلاقات مع الاستخبارات الأمريكية «السى آى إيه» فقط. وكشف عن أن «البنتاجون» أطلق على هذه العملية اسم «جلاديو بى»، مضيفًا أنه على مدار ١٠ سنوات تالية، ظل قادة الإسلاميين، بمن فيهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، يسافرون على متن الطائرات الأمريكية.

وذكر أن بريطانيا وتركيا وأذربيجان شاركت فى هذه العملية التى جعلت الإسلاميين مقاتلين سريين فى قوات حلف الشمال الأطلنطى «الناتو».