الحلقة 22.. أنس بن مالك خادم رسول الله 2_3

خرج الأب لزيارة صديقه ثم عاد إلى بيته، وجد يارا ونور وجنة ووالدتهن بانتظاره، ليحكي لهن عن الصحابي المبدع أنس بن مالك رضى الله عنه.

ولما جلسوا جميعًا في حديقة المنزل قالت نور: تقولين يا والدتي أن أنس بن مالك رضي الله عنه استفاد من وجوده في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، في أمور كثيرة فما هى؟

الأم: أولًا ملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأى شخص رأى النبى ولو مرة واحدة وكان مسلمًا يحصل على لقب صحابى جليل فما بالكم بمن لازمة لعشر سنوات يقوم على خدمته.

يارا: وثانيًا

الأم: ثانيًا أنه عرف من النبي كيف تكون التربية الحسنة مع الأبناء حيث كان يعامله معاملة الولد ويقول له أحيانًا يا بنى ولقبه بأبو حمزة.

الأب: يقول أنس رضى الله عنه خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي أف قط.. وما قال لشئ صنعته لم صنعته.. ولا لشئ تركته لم تركته.. وكان رسول الله أحسن الناس خلقًا.. وما مسست خزًا قط ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كف رسول الله.. ولا شممت مسكًا قط ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله.

يارا ونور: صلى الله عليه وسلم

الأب: ويقول أنس بن مالك رضى الله عنه: كان رسول الله أحسن الناس خلقًا وأرحبهم صدرًا.. وأوفرهم حنانًا.. فقد أرسلني يومًا لحاجة فخرجت.. وقصدت صبيانًا كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم.. ولم أذهب لما أمرنى به.. ولما صرت إليهم شعرت بإنسان يقف خلفى.. ويأخذ بثوبى فالتفت فإذا رسول الله يبتسم ويقول: يا أنيس أذهبت حيث أمرتك ؟ فارتبكت وقلت نعم إنى ذاهب الآن يارسول الله.

نور: ما أكرم النبى وأحلمه.. يرسل خادمه فى طلب فينصرف إلى الصبيان ليلعب معهم.. ثم لا ينهره بل يقف خلفه ويمسك ثوبه مداعبًا ويقول له يا أنيس وليس يا أنس كنوع من التدليل.

يارا: والله ليس لدى كلام أقوله.. ما كل هذا الحب وهذا العطف وهذا الحنان يا رسول الله.

الأم: يقول تعالى لنبيه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فكيف لا تسع رحمته أنيسًا ؟

الأب: صدقت وأحسنت