رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طه عزت أصغر قارئ فى مصر: أجوب العالم لتلاوة القرآن ومحمود الشحات أنور مثلى الأعلى

جريدة الدستور

صوت كالملائكة، كأنه قيثارة من السماء، يلمس روحك حين تسمعه، ويجعلك تحلق فى السماء كطير يناجى ربه، يشدو فينقلك إلى عالم آخر، وتشعر بأنك تسمع كروانًا من الجنة. يتميز بوجهه البشوش، وزيه الأزهرى الذى لا يفارقه، حتى إنه بسبب هذا الزى رفض عرضًا ماليًا كبيرًا من إحدى الشركات طالبته بالتخلى عنه كشرط أساسى للتعاقد. هو المنشد طه عزت إبراهيم الذى وصل إلى العالمية برغم صغر سنه، بعد أن أمتع مستمعيه بصوته العذب فى تلاوة القرآن.
«الدستور» التقت طه عزت، حيث تحدث عن قصته مع القرآن، وتمثيله مصر فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا، والجوائز التى حصدها فى التلاوة والتجويد والابتهال الدينى.
■ متى بدأ مشوارك مع القرآن؟
- عندما كان عمرى 6 سنوات نصحنى والدى بالذهاب إلى الكتاب لحفظ القرآن، وختمت القرآن الكريم عندما كنت فى العاشرة من عمرى، وكنت وقتها فى الصف السادس الابتدائى، وكنت أقرأ القرآن فى الإذاعة المدرسية.
■ مَن الذى لفت انتباه والدك إلى موهبتك؟
- الشيخ وليد الأخرس، أستاذى ومعلمى فى الكتاب، قال لوالدى إن صوتى حلو فى تلاوة القرآن، وكنت وقتها فى المعهد الدينى الابتدائى الأزهرى فى إدفينا القرية التابعة لمركز رشيد محافظة البحيرة.
■ كيف كان تأثير والدك فى حياتك؟
- كان لوالدى أثر كبير، فعندما عرف بموهبتى أرسلنى إلى الشيخ سعيد عيسى، لكى أتقن أحكام التلاوة، وفى الصف الأول الإعدادى انتقلت لمكتب تحفيظ الشيخ محمد صلاح تاج الدين، وهو أحد المجازين والمتقنين فى القرية وصاحب العالمية فى تونس وواحد من الأصوات الرائعة فى ترتيل القرآن.
■ متى بدأ انتشارك فى قريتك؟
- دخلت المرحلة الإعدادية بمعهد إدفينا الأزهرى، وتم تسليط الضوء علىَّ من خلال حفل المعهد السنوى، وقدمنى لحفل الختام أستاذى وليد جمال الذى كان معى طوال مشوارى، وكان ذلك فى عام ٢٠١٥، ثم تلقيت دعوات من المساجد الكبيرة فى مركز رشيد، وكان الأئمة يقدمونى وقتها لتلاوة القرآن يوم الجمعة، ويدعوننى لحفلات رمضان والمناسبات الدينية.
■ ما حكاية الفيديو الذى كان سببًا فى شهرتك؟
- فى إحدى الحفلات التى أقيمت بمسجد الحلبى بإدفينا قرأت بعض آيات الذكر الحكيم من سورة الأحزاب، وفى ذات الليلة كان الشيخ محمود الشحات أنور، الذى أعتبره مثلى الأعلى، يقرأ نفس الآيات فى حفل فى جنوب إفريقيا.
لاحظ أستاذى وليد شبهًا شديدًا بيننا شكلًا وموضوعًا، ودفعه الفضول لصنع فيديو مشترك سماه الطالب والمعلم، وكان ذلك فى حفل المولد النبوى ١٤٣٧، والمشايخ عرفونى من وقتها وحقق ملايين المشاهدات.
■ ماذا عن المسابقات التى شاركت بها؟
- دخلت مسابقة فى الجامع الأزهر اسمها مسابقة «أندى الأصوات»، تقام فى رمضان من كل عام، ولجنة التحكيم أعجبت جدًا بصوتى، وكان المسئول عن المسابقة الدكتور أحمد نعينع، والقارئ عبدالفتاح الطاروطى والمبتهل محمود الخشت، ونصحونى بدراسة المقامات الصوتية والعودة لخوض منافسات المسابقة الرمضانية من جديد فى العام التالى.
■ هل شعرت بالإحباط؟
- لا، لم أشعر بالإحباط، بالعكس زادنى ذلك رغبة فى التعلم بشكل أكبر، إنهم وجهونى إلى طنطا وذهبت للدكتور طه عبدالوهاب خبير المقامات، وأكد لى وقتها أننى سأكون أصغر قارئ بالإذاعة المصرية فيما بعد.
■ هل شاركت مرة أخرى فى المسابقة؟
- بالفعل عدت للمشاركة فى مسابقة «أندى الأصوات»، وفزت بالمركز الثالث على مستوى العالم الإسلامى، ومن هنا بدأت شهرتى، وشاركت بمسابقة «الصوت الذهبى» بإذاعة الشباب والرياضة، ومسابقة الجامع الأزهر، ومسابقة بمركز الإبداع بدمنهور، وحصلت فيها على المركز الأول.
كما تم ترشيحى لامتحان المسابقة العالمية لوزارة الأوقاف المصرية، بإشراف عبدالكريم صالح رئيس لجنة المصحف فى هذا التوقيت، وحصلت على المركز الأول على الجمهورية، وسافرت إلى ماليزيا للمشاركة فى المسابقة العالمية لتلاوة القرآن الكريم فى عام ٢٠١٧ لأكون الممثل الوحيد لمصر بالمسابقة.
■ ماذا كان شعورك لحظة تلاوة القرآن أمام الرئيس الماليزى؟
- شعرت بفرحة شديدة، وقدّمت تلاوة الافتتاح أمام رئيس الدولة، وابتهال الختام أمام وزير الخارجية، ولفت الزى الأزهرى انتباه الرئيس الماليزى ووجه لى الشكر وللأزهر الشريف ولمصر.
■ هل يمكن أن تتخلى عن الزى الأزهرى؟
- لا، أنا أعتز به كثيرًا، فهو شرف لكل طالب أزهرىّ، وأرتديه فى كل الحفلات حتى إننى رفضت تعاقدًا مع شركة إنتاج كبيرة جدًا بمبلغ خرافى، لأنهم طلبوا منى التخلى عنه.
■ ماذا عن أشهر المساجد التى قرأت فيها القرآن؟
- قرأت فى مساجد السيدة زينب والحسين والجامع الأزهر والمشير طنطاوى والمرسى أبوالعباس بالإسكندرية، كما أننى سافرت إلى باكستان.
■ مَن مثلك الأعلى من المشايخ؟
- مصطفى إسماعيل ومحمد رفعت، وتعلمت منهما التلاوة والمقامات وحسن الإلقاء.
■ ماذا عن حلمك بعد التخرج؟
- أنا الآن بالصف الثانى الثانوى، وأحاول التوفيق بين دراستى وبين الإنشاد وتلاوة القرآن، وأتمنى أن أجوب العالم لتلاوة القرآن، كما أتمنى القراءة أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى.