رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة 14.. مُصعب بن عمير "أول سفير في الإسلام" 2-2

جريدة الدستور

الأم: وفي السنة الخامسة من البعثه، أمر النبى صلى الله عليه وسلم، بعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، فتمكن مصعب رضي الله عنه من الهروب من بيت أمه، وهاجر إلى الحبشة أتدرون مع من هرب؟
يارا ونور: مع من؟
الأم: هل تذكرون أم عبد الله ليلى بنت حثمه زوج عامر بن ربيعة؟
يارا: نعم إنها من الصحابيات والتي قالت لعمر رضي الله عنه، حين سألها إلى أين يا أم عبد الله: لقد آذيتموننا.. نفر بديننا منكم.
نور: فقال لها عمر رضى الله عنه إنه الانطلاق يا أم عبد الله.
الأب: بارك الله فيكما. هرب مصعب من بيت أمه. وبات ليله مع عامر بن ربيعه. ثم هاجر معهم إلى الحبشة. ولم يكن معه درهما ولا دينارا.
يارا: إذن كان سيدنا مصهب بن عمير من المهاجرين إلى الحبشة.
الأب: نعم كان مصعب من أصحاب الهجرة الأولى، ولما عاد من بلاد الحبشة، كان أسعد بن زراره ومن معه من كبراء المدينة قد جاوا حاجين إلى بيت الله، والتقوا النبى صلى الله عليه وسلم وبايعوه، في بيعة العقبة الأولى، وطلبوا منه أن يرسل معهم من يعلمهم القرآن، وينشر الإسلام بينهم، ليكون سفيرا عن النبى صلى الله عليه وسلم في يثرب. فاختار النبى صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير.
نور: لذا يلقب مصعب بن عمير رضى الله عنه بأول سفير في الإسلام
الأم: نعم
الأب: كان مصعب خير سفير للاسلام، حيث كان لين الكلام، عذب الأسلوب، ليس فظا ولا غليظ القلب.
الأم: وفي يوم كان مصعب يخطب في يثرب، فجاء إليه أسيد بن حضير، كبير بنى الاشهل فقال من هذا الذي جاء يسفه عقولنا، فقال له مصعب بهدوء وأدب جم: اسمع منّى أولا ثم أحكم علىّ، فسمع الرجل له فلان قلبه ورق للإسلام، شهد بألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وكذلك كان الأمر مع سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وهم سادة قومهم فأسلمت يثرب على يد مصعب بن عمير رحمه الله.
الأب: ولما هاجر النبي كان مصعب الخير في استقباله، وشهد مصعب غزوة بدر مع النبى صلى الله عليه وسلم، وشهد غزوة أُحد واستشهد فيها، رضى الله عنه، وكان وقت استشهاده يرتدى جلبابًا، أرادوا أن يكفنوه فيه فكان يغطى رأسه ولا يغطى قدميه. لقد باع الدنيا ونعيمها ورضى فرزقه الله الجنة.
يارا ونور: رحم الله مصعب بن عمير.