رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مايكل عادل يكتب: ماجدة الرومي و«راعي مصر» ثنائي الخير والإنسانية

مايكل عادل
مايكل عادل

لا يوجد هناك صوت نسائى الآن يمكنه أن ينافس صوتها.. أو يخترق وجداني بمرونة شديدة وبدون استئذان.. صوتها بالفعل راقي ومهيب.. تحمل أجمل معاني وصفات الأنوثة التي خلقها الله في أبهي صورها.. غنت لله والعذراء.. غنت للحب للإنسانية.. غنت للفقير وأيضا للعاشقين.

سمعتها وهي تغني بحماس «أحلف بسماها وبترابها.. أحلف بدروبها وأبوابها.. أحلف بالقمح وبالمصنع.. أحلف بالمدنى والمدفع.. بأولادى بأيامى الجاية.. ماتغيب الشمس العربية.. طول ما أنا عايش فوق الدنيا».. وبهذه الأغنية أيضا اختتمت السيدة ماجدة الرومي أسطورة الغناء العربي حفلها الخيري الذي أقيم يوم الجمعة 5 إبريل 2019 علي شرف المحبة والإنسانية.. وعلي شرف الفقراء والمعدمين.. ويا له من حفل عظيم.

وتشرفت بحضور هذا الحفل الكريم، بدعوة رقيقة من المستشار أمير رمزي رئيس مجلس أمناء مؤسسة راعي مصر للتنمية، والفنان الكبير هاني رمزي الذي كان له دور ملموس في الخير الذي نال ضحكات وابتسامات المحتاجين والفقراء في محافظة الأقصر، حيث حرصت السيدة ماجدة الرومي علي السفر مع وفد المؤسسة لقرية بسيطة بالاقصر، وزارت عددا من الأسر البسيطة الفقيرة وحاولت بقدر الإمكان بث روح السعادة علي شفاة هؤلاء الناس بل وشاركت معهم الغناء والرقص، وشهدت خلال الزيارة تدشين مستشفى راعى مصر المتنقلة، الأولى من نوعها فى الأقصر، «موبيل كلينك» المتخصصة فى تقديم خدمات لمرضى الباطنة والأطفال والنساء والجلدية والرمد والأنف والأذن والحنجرة والأسنان مجانا، ضمن قافلة طبية بالتعاون بين مؤسسة راعى مصر ومديرية الشئون الصحية بالأقصر، تحت رعاية وزيرة الصحة والسكان والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، لخدمة الأماكن الأكثر احتياجا بقرى ونجوع أرمنت وإسنا..ووجهت ماجدة رسالة في الاقصر وقالت: «ديانتي المحبة وجنسيتي الإنسانية».. ما أحلاكي يا ماجدة.. فضلا عن حبها وعشقها لمصر التي اعتبرتها حضنا وحصنا لجميع العرب.

وأثناء حفلها الراقي والمهيب، الذي أخرجه الصديق جوزيف نبيل، وتصوير فوتوغرافيا فيكتور فرج وجورج أديب، قالت ماجدة الرومي علي ما أتذكر أنها لم تتردد دقيقة واحدة للحضور والمساعدة، بل وعاهدت ربنا على العمل الإنساني وقائلة: «سأكون صوتا لمن لا صوت له، ولم آت إلى مصر من أجل الشهرة جئت للعمل الإنساني فقط، ولبيت دعوة مؤسسة "راعي مصر" على الفور لتقديم المساعدة».

ودائما تؤكد أن نصفها مصرى بقولها «أنا نصفى مصرى، فوالدتى من مدينة بورسعيد، وكانت تحكى لها الكثير عن مصر، كما أن والدى تخرج فى معهد فؤاد الأول للموسيقى، وكان يعشق مصر. ولذلك مصر فى نص قلبى، وعندما أكون موجودة فيها أشعر ببهجة»، كما أنها حريصة على التأكيد أن مصر هى الحضن الدافئ وشعبها طيب، مشيرة إلى أنها تحب النيل، وأن مصر عاصمة التاريخ والخلود، مؤكدة أن مصر خط الدفاع الأول عن الكرامة العربية، وإذا مصر بخير الوطن العربى كله بخير، ووجهت أيضا التحية للجيش المصرى جيش العبور، قائلة: «رفع رأسنا جميعا». مرددة «بحبك يا مصر».

وأضافت: «حينما زرت الريف المصري ودخلت بيتا متهالكا ومعدوما، سألت ربة المنزل ما الذي ينقصك ردت بكل رضا وقناعة لا ينقصني شيء، هي دي مصر الله يحفظها أنتم السواعد التي تحقق المستحيل أحبكم من قلبي، ومنذ فترة كبيرة لم أغن مفترق الطرق، لأن تلك الأغنية تهزني من داخلي لأنها تعيد لي ناسا لم يعودوا موجودين وكل خطأهم أنهم كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ ورحلوا بسبب الحرب، تلك الأغنية من فيلم عودة الابن الضال الذي مثلت فيه وأنا في السادسة عشر من عمري، تجعلني أتساءل عما يحدث في الوطن العربي من سيناريوهات مستوردة بأياد خارجية وأنا لا أصدق ما حدث في لبنان، وأسوأ شيء صار في حياتي حرب لبنان».

تحية للسيدة ماجدة الرومي وتحية لمؤسسة راعي مصر علي حرصكم لتكونوا بوقا لنا؛ لكي يصحي بداخلنا انسانيتنا وإحساسنا بالفقراء والمعدمين.