رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نشكر السيدة ميشيل باكمان.. وننتقد «أوباما وماكين وجراهام»


كما ان جيشنا هو الحصن المنيع والدبلوماسية الرصينة التى أعادت الروح الوطنية ـ العربية ـ الإسلامية إلى الحضن المصرى بعد أن قطع أواصرها الرئيس المعزول.. واللى مش مصدقنى.. يرجع لموقف ومساعدات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والكويت لشعب مصر بعد أن طرد جماعة الشر من السلطة.. مش كده ولا إيه؟!

أدين بشدة كلا من جون ماكين وليندسى جراهام ـ عضوى مجلس الشيوخ الأمريكى ـ لمطالبتهما بالإفراج عن مرسى وقيادات جماعته بعد أن روجوا للعنف ونشروا ثقافة الخوف فى مصر.. إن مرسى لجأ إلى العنف ضد شعبه من أجل البقاء فى السلطة.. ما حدث يوم 30 يونيو ليس انقلاباً عسكرياً.. بل هو إعادة للتمسك بثورة 25 يناير.. وما فعله الجيش المصرى فى 3 يوليو عندما عزل مرسى عن منصبه تلبية لرغبة عشرات الملايين من الشعب كان ضرورياً للدفاع عن حرية المصريين.. أطالب مجلس الشيوخ برفض دعم مرسى.. إن المدافعين الحقيقيين عن الديمقراطية يمثلون النسبة العظمى من شعب مصر الذين تظاهروا فى الشوارع يومى 30 يونيو و26 يوليو من هذا العام ليرسلوا إلى العالم رسالة واضحة بأنهم «يرفضون أن تحكمهم منظمة إرهابية».. كما أنه من غير المجدى تجاهل التعليمات المؤيدة للديمقراطية من الأغلبية الشعبية.. ولا يجب بأى حال الدفع نحو إطلاق قتلة من السجون المصرية.. الكلمات السابقة خرجت كالرصاص من فم عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكى.. السيدة ميشيل باكمان.. رداً على انتقادات «البيت الأسود» وماكين وجراهام للنظام المصرى الحالى.. ووصفهم إرادة الشعب فى الإطاحة بالنظام السابق بأنه «انقلاب عسكرى»!!

ورغم أن جون ماكين قال قبل ذلك لن ننسى أن زعيم القاعدة الحالى د. أيمن الظواهرى كان ينتمى لجماعة الإخوان.. إلا أنه يقف اليوم موقفاً متناقضاً ويعلن تأييده للإخوان.. ضارباً بعرض الحائط ثورة 30 يونيو.. وهو الأمر الذى زاد من وتيرة التوتر والقلق بين القاهرة وواشنطن.. ووضع ألف علامة استفهام حول علاقة الأمريكان بالإخوان وإسرائيل وبالمرة الألمان والأتراك!!.. ولهذا بات الشعب المصرى على يقين أن سيد «البيت الأسود» ومن على شاكلته وكذلك «دلاديله» فى مصر.. ما هم إلا «شلة» حاقدة ومنكرة لإرادة ورغبة المصريين فى غد أفضل عن طريق نظام وطنى محترم يشمل برعايته جميع فئات الشعب وليس فصيلاً يمثل الأهل والعشيرة.. نظام أمين على الأرض والعرض وحرية العقيدة.. نظام يحافظ على النسيج الوطني ولم الشمل.. نظام يرفض خيانة وطنه لحساب قوى الشر العالمية مهما كانت المغريات.

وخيراً فعل البطل والزعيم الفريق أول عبدالفتاح السيسى ـ وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الوزراء ـ حينما أدار ظهره لتهديد «البيت الأسود» بقطع معونات واشنطن عن مصر.. وقال حينها إن الشعب المصرى لن ينسى تخلى الإدارة الأمريكية عنه فى هذه الظروف، كما أعقب ذلك عدم إرسال أربع طائرات «F16» كانت مصر قد تعاقدت عليها مع الأمريكان.. ومن حسن التقدير والتدبير ما أقبل عليه السيسى أيضاً عندما أشرك معه الشعب فى التصدى للمؤامرات العالمية وتحمل تبعات «طرد» جماعة الشر والخيانة من السلطة حفاظاً على أمن بلده وأرضها وشعبها من الهلاك.. ولن ينسى التاريخ هذا الموقف الرائع للقوات المسلحة.. كما لن ينسى التاريخ أيضاً استقواء الجماعة بالخارج ضد شعبها الذى يرفض النظام الإخوانى الظالم طوال فترة عام ويومين.. أشاعوا خلالها الفوضى وحاربوا كل مؤسسات الدولة.. فضلاً عن تسببهم فى انهيار الأمن والاقتصاد ودخول مصر فى صراعات وصفقات مشبوهة مع قطر وتركيا.

للأسباب السابقة وغيرها أظن أنه من الغباء أن يعتقد الرئيس الأمريكى وحاشيته أن الشعب الذى خرج عن بكرة أبيه رافضاً إرهاب جماعة محظورة وخارجة عن القانون.. سوف يخشى غضب مجموعة من المجرمين الأمريكان الملوثة أيديهم بدماء العراقيين والأفغانستانيين والليبيين والسودانيين واليمنيين والسوريين وغيرهم.. وهذا يعنى ـ ضمن ما يعنيه ـ أن شعبنا العظيم بات يعرف جيداً ويحدد قبلته الصحيحة بعد أن كشفت الأحداث الأخيرة عن وجه الإخوان والأمريكان القبيح.

ولأعداء مصر المتآمرين على جيشها الباسل وشرطتها التى عادت لأحضان مواطنيها أقول: إن إصرار الشعب على انتزاع حريته واستكمال مكتسبات ثورته.. سيفسد كل مخططات الشياطين التى أعدت فى ليل أسود متمثلة فى قفز هذه «العصابة» على السلطة باسم الصندوق والشرعية.. فضلاً عن سلقها لدستور مشبوه ومشوه ساعد فى شق الصف وأضاع هيبة البلد فى قضايا مصيرية منها التهديد بخفض حصة مصر من مياه النيل.. ولكل من يحاول طمس الحقائق وخلط الأمور ببعضها البعض دون تفريق بين المشروع الإسلامى والمشروع الإخوانى أسأل: هل يعقل أن تضع أمريكا ومن خلفها أوروبا وغيرهما أيديهم فى يد جماعة الإخوان لعودة الخلافة الإسلامية كقوة جديدة مناهضة لهم على الساحة الدولية؟!.. بالطبع لا.. فمن غير المنطقى أن يتقبل أى عاقل هذا الطرح.. وهنا يجب أن نعيد حساباتنا فى فهم ومعرفة الكثير عن أسرار المشروع الإخوانى الذى تسبب فى الاختلاف والانقسام بين أبناء البيت الواحد.

ولكل من يحاول وصف ما يجرى على أرض الكنانة بأنه صراع بين فريقين متكافئين من الشعب.. أحدهما رافض للشرعية والثانى مرحب بها.. أوضح بأن هذا التخيل والتحليل والتحايل.. ما هو إلا سيناريو ممنهج من الكذب والخيانة لمن يعتقدونه ويروجون له.. لأنه من «البلاهة» والاستخفاف بالعقول وتزييف الحقائق أن نرهن أو نقارن بين إرادة الشعب وبين رغبات مريضة لقلة قليلة مغيبة عن الواقع وتعتقد ـ خطأ ـ أنها على صواب فى حربها ضد شعبها من أجل استعادة حكم مصر بالقوة.. ومن ثم تستخدم هذه القلة كل الأساليب غير المشروعة ظناً وطمعاً وهرباً من المساءلة القانونية لقيادتها التى حرضت على القتل والإرهاب.

تلخيصاً.. يجب أن نشكر السيدة الأمريكية «باكمان» التى أشرنا إليها فى بداية المقال على موقفها من ثورتنا.. وكذلك رفضها لمكائد إدارتها ضد جيشنا وشعبنا.

وفى هذا الإطار أنصح وزارة الخارجية بإرسال برقية شكر لكل من يساندنا فى حربنا ضد الإرهاب.. ومن الضرورى أيضاً قيام شخصيات عامة معروفة تشمل فنانين وسياسيين وأدباء وخبراء فى جميع المجالات بتنظيم زيارات لجميع دول العالم وإطلاع الرأى العام العالمى على حقيقة ما جرى ويجرى فى مصر.. وذلك لمواجهة الحملة الشرسة التى تقودها جماعة الإخوان وحلفاؤها فى الخارج مثل تركيا أردوجان ضد قواتنا المسلحة التى تتصدى لقوى الظلام فى سيناء وغيرها من المناطق التى تأوى مثل هذه العناصر الإجرامية فى شتى بقاع مصر.

أخيراً.. أناشد الجميع الوقوف خلف قواتنا المسلحة ودعم جهودها والإشادة بإنجازاتها الوطنية وعدم رضوخ قياداتها للابتزاز الأمريكى بكل أشكاله. وكذلك عدم مهادنتها لبؤر الإرهاب التى تهدد الأمن القومى المصرى.. نعم إن قواتنا المسلحة كانت وستظل الحصانة الأقوى لضمان حماية الأرض والشعب من غدر وخيانة أعداء الداخل والخارج معاً.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.