رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحركات الأغا التركي لإحياء المشروع العثماني.. وتفاصيل محاولات "أقطاي" لاحتواء شباب الإرهابية

جريدة الدستور

◄أقطاي يلتقي قيادات من جناح الجماعة العسكري ومتهمون ومدانون بجدرائم عنف وإرهاب بينهم أحمد المغير وهيثم غنيم وإسلام الغمري

◄أقطاي يستخدم شباب الجماعة وقود لتنفيذ المشروع العثماني في المنطقة

◄أقطاي: الإخوان الذراع الناعمة لتركيا في العالم العربي

◄محللة تركية تكشف لبلومبرج تحركات الأغا العثمانلي لتنفيذ طموحاته واستعادة ارث الدولة العثمانية وخريطة انتشاره

كشف تقرير لقناة العربية عن لقاء جمع بين ياسين أقطاي نائب حزب العدالة والتنمية الحاكم ومستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع شباب جماعة الإخوان الإرهابية الهاربين من مصر، في اسطنبول كان من بينهم أحمد المغير، وإسلام الغمري أحد المتورطين في عملية اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في أديس ابابا الذي هرب لتركيا بعد ثورة 30 يونيوعن طريق السودان، وبعد ذلك قطر واستقر في تركيا بعد ذلك، فضلًا عن الإرهابي هيثم غنيم.

وقالت المصادر إن اللقاء كان بطلب من شباب الإخوان، وذلك لنقل تخوفاتهم حول امكانية ترحيلهم إلى مصر مثل محمد عبد الحفيظ أحد أعضاء الجماعة، وأضافت المصادر أن اللقاء حضر به أعضاء من الجناح العسكري للجماعة ومنهم متورطون ومدانون في قاضايا عنف وإرهاب واغتيال بالقاهرة، وكان هناك حالة من الغضب والذعر خلال اللقاء ما أدى إلى محاولات طمأنة من جانب أقطاي.

وأوضح لهم أقطاي أن ترحيل عبد الحفيظ كان خطأ غير مقصود ولن يتكرر في المستقبل، كان ترحيل عبد الحفيظ قد أدى لحالة قلق وفزع غير مسبوقة في صفوف الجماعة وعناصرها الهاربين في اسطنبول
ياسين أقطاي أحد رجال أردوغان الذين يدعمون فكرة استضافة تركيا لعناصر من الجماعة الإرهابية على أراضيها، وقد صرح بذلك في حوار تليفزيوني على قناة تركية قال فيها "إن جماعة الإخوان لديها فروعها، واليوم فإن الجماعة تمثل ذراع القوة الناعمة لتركيا في العالم العربي"، ومن أجل تحقيق الأجندة التركية، وجدت تركيا في قطر والإخوان المسلمين حليفًا وثيقًا، خاصة وأن قطر استلهمت فكر الإخوان في مرحلة مبكرة.

وبحسب العديد من المحللين فإنه مع النشاط السياسي لقادة الإخوان المسلمين في تركيا، فإن مسألة تمكين أنقرة للإخوان المسلمين هو قرار من حزب العدالة والتنمية وذلك لتنفيذ المشروع العثماني، ويعمل ياسين أقطاي على تنفيذه من خلال دعم الإخوان وكان أقطاي قد قام سابقا بمناقشة مستقبل الربيع العربي وسبل مواجهة الأزمة التي عصفت بجماعة الإخوان المسلمين بمصر عقب الإطاحة بمحمد مرسي، ويقوم باستغلال عناصر الجماعة لتنفيذ أهداف أردوغان وحزبه الحاكم الذراع السياسي لتنظيم الإخوان الدولي في تركيا.

وفي نفس السياق، حذرت الكاتبة والمحللة التركية سيلكان هاكوغلو في تقرير لها على وكالة بلومبرج الأمريكية من تحركات الأغا رجب طيب أردوغان لتنفيذ المشروع العثماني ووهم الدولة العثمانية الذي يراوده، وكشفت هاكوغلو عن الخريطة التي يسعى أردوغان للتمدد فيها لتحقيق حلمه المجنون.

وقالت هاكوغلو إنه منذ منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية، لم يكن لدى الجيش التركي بصمة عالمية واسعة، ولكن في ظل أردوغان المصاب بجنون العظمة، توسع تركيا من تدخلها في سوريا مع الحفاظ على وجود عسكري في العراق وقطر والصومال وأفغانستان والحفاظ على قوات في البلقان وهي نفس المناطق التي كانت تسيطر عليها الدولة العثمانية.

وأوضحت هاكوغلو، أنه في الوقت نفسه، تقوم البحرية التركية بدوريات في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه وسط احتكاكات مستمرة مع دول شرق المتوسط وعلى رأسهم مصر واليونان وقبرص، مضيفة أنه ارتفعت الميزانية العسكرية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، من 1.8 % في عام 2015 إلى 2.2% في عام 2017، وهو ما أضعف الاقتصاد التركي وذلك لأن أردوغان يقوم باستعراض عضلاته.

سوريا
وعددت هاكوغلو مناطق يحاول أردوغان أن يستعيد النفوذ التركي فيها، ومنها سوريا وتقول إنه يعد التدخل العسكري التركي في سوريا واحدة من أكبر عملياتها الخارجية منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، وقد أرسل أردوغان قواته إلى سوريا في عام 2016 وتحديدا للقضاء على الأكراد والتي ترتبط بحزب العمال الكردستاني الذين يناضلون من أجل منطقة كردية مستقلة داخل تركيا، كما تحشد القوات التركية على طول حدود 911 كيلومترعلى أمل إقامة منطقة آمنة وتوسيع الانتشار العسكري التركي وقد وصف الاكراد، المنطقة الآمنة بالمستعمرة التركية في سوريا.

العراق
وكثيرًا ما ترسل تركيا الطائرات الحربية والقوات عبر الحدود إلى شمال العراق لاستهداف حزب العمال الكردستاني، كما أنها تحتفظ بقواعد عسكرية كانت قد أنشئت أصلًا من أجل بعثة لحفظ السلام في التسعينيات، ولم تغادرها تركيا قط منذ ذلك الحين، ويتبنى أردوغان فكرة أن وجودها هناك هو رادع ضد حزب العمال الكردستاني، وفرض رقابة على طموحات استقلال أكراد العراق.

قطر
لقد أقامت تركيا بشكل ثابت قاعدة في قطر منذ انحيازها عام 2017 مع الدولة الخليجية الغنية بالغاز في خلافها الدول العربية مصر والسعودية والبحرين والإمارات، وأوضحت هاكوغلو أن تركيا وقطر متشبثان بدعمهما لجماعة الإخوان المسلمين منذ بداية الربيع العربي في كل من مصر وليبيا ودول اخرى بالمنطقة.

الصومال
في عام 2017، فتحت تركيا أكبر قاعدة لها في الخارج في مقديشو، في إطار خطة تركية أوسع وقد زادت تركيا من موطئ قدمها في البلد الواقع في القرن الأفريقي منذ زيارة أردوغان في عام 2011.

بحر ايجه وشرق البحر الأبيض المتوسط
ترسو السفن الحربية التركية سفن التنقيب عن النفط واستكشافها في البحر المتوسط على مدار الساعة في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى المطالبة بحقوق الطاقة المتنازع عليها، واشتعلت التوترات التركية مع مصر وقبرص واليونان وكانت قد احتلت تركيا الجزء الشمالي الثالث من قبرص منذ محاولة الانقلاب لتوحيد الجزيرة مع اليونان عام 1974.

وكانت هناك تصريحات متعنتة وعدائية لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في فبراير الماضي والذي قال "لا يمكن عمل شيء في البحر الأبيض المتوسط بدون تركيا، ولن نسمح بذلك" ما أدى نزاع منفصل منذ فترة طويلة مع اليونان بشأن سيادة العديد من جزر بحر إيجه إلى معارك بين الطائرات والسفن الحربية.

أفغانستان
القوات التركية في أفغانستان كجزء من التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" من أكثر من 50 دولة تدعم قوات الأمن الأفغانية ضد طالبان، وداخل منظمة حلف شمال الأطلسي، تركيا لديها ثاني أكبر عسكري من حيث الأفراد، كما أن لديها تاريخ طويل في أفغانستان، وهي تؤسس نفوذ في أفغانستان هي وقطر وإيران وخاصة في ظل مصالحة بين طالبان والحكومة الافغانية تتدخل فيها الولايات المتحدة.

أماكن أخرى
أيضا هناك موطئ قدم لتركيا في كوسوفو والبوسنة والهرسك منذ الحرب في تسعينات القرن الماضي حيث أن لدى أردوغان مصلحة خاصة في المجتمعات التركية العرقية هناك، وكان التحرك الأكثر إثارة للجدل هو تخطيط تركيا لإنشاء مراكز عسكرية في السودان.