رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إعادة فعالية القرآن فى الحياة«2-2»


-علوم البيئة: الغرب متفوق فيها، لكن ستعجب حينما تعلم أن أول محمية طبيعية مكة فى الأشهر الحرم.. «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان». لم نتحرك نحن، لكن الذى تحرك وكالة «ناسا» للفضاء!.
- الكون مسخّر لنا.. هذا قانون قرآنى، فقد وردت كلمة سخّر فى القرآن ٧٠ مرة، لكن الإنسان لم يكتشف ولم يصل إلى قناعة أن الكون مسخّر لنا إلا بعد تجربة وخطأ عبر مئات السنين. لو صدقنا قانون القرآن أن الكون مسخّر لتغيرت نظرتنا للكون من مجهول مستحيل إلى مسخّر يحتاج مجهودًا.
فرق كبير فى الوقت لو آمنت البشرية أن الكون مسخّر، لوفرنا على البشرية قرونًا، فهل نؤمن بباقى القوانين ونستخرجها؟.
- لقد كانت حضارة المسلمين تقدم للبشرية علومًا وحلولًا ينشئونها من فهم القرآن، واستمر هذا الأمر لمدة ٤٠٠ سنة ثم توقف بعدها.
وهنا لا أتكلم عن الإعجاز العلمى، بل عن توليد العلوم والحلول. إذ لا بد لكل إنسان فى مجاله أن يستلهم من القرآن علومًا وحلولًا. نحتاج حركة تنوير من القرآن. هذا التجديد المطلوب فى نظرتنا للقرآن.
ليس معنى هذا أن كل علم أصله فى القرآن.. لا، لكنه يقدم إسهامات وإشارات تفتح لعقلك الآفاق، ويوفر عليك الوقت، فقط اقرأ القرآن بهذا الهدف.
لكننا نحتاج إلى أمثلة أكثر، فماذا نفعل؟
المطلوب: توليد مجالات جديدة. أزيلوا الحواجز بينكم وبين القرآن، أحيوه، فالقرآن فعّال فى الحياة وليس سلبيًا.
ثم إن القرآن كتاب للعالم، ولا بد أن نقدم حلولًا وعلومًا للعالم، لكل البشر. هذا حقهم فى القرآن، العالم له حق فى هذا القرآن.
مثل ماذا؟ ابن خلدون جمع آيات الأمم السابقة واستخرج منها علم الاجتماع.
- فى كل الشركات العالمية هناك ميثاق يسمى cod of ethics عبارة عن أخلاقيات للعمل يلتزم بها جميع العاملين.. أخلاقيات العمل مبثوثة فى القرآن، أخلاقيات المهن، وتعاملات الشركات. لماذا لا نخرج من القرآن أخلاقيات العمل فى شكل ميثاق من ثقافتنا وليس ترجمة أخلاقيات العمل الغربية المختلفة عن ثقافتنا؟.
- العالم يحتاج لتعلم فنون الحوار بدلًا من الصراع والحرب، ثمة علوم كثيرة ألفت فى العالم عن فن الحوار، لكن قليلًا جدًا عن معوقات وحواجز الحوار.
تخيل أن سورة كبيرة فى القرآن تتكلم عن معوقات وحواجز الحوار، سورة «آل عمران» عرضت حواجز نفسية من حواجز تزيين العلم، حواجز السلطة والملك، وقدمت العلاج لكل حاجز، لو قدمنا وثيقة عالمية «برامج تدريبية» أو علم حواجز الحوار، فإننا سننقل العالم إلى السلام الأفضل.
نحاول أن نبتعد عن العلوم الصعبة الذى سبقنا الغرب فيها جدًا، لنبحث عن أفكار اجتماعية وأخلاقية أسهل، فالمهم أن نستخرج أى شىء، وكلنا نستطيع وليس علماء الدين فقط، كل واحد فى تخصصه.
- شىء آخر أسهل وأجمل: لماذا لا نستخرج من القرآن المبادئ الإنسانية العالمية، مبادئ على شكل حِكم. أحلم أن أجد شخصًا هنديًا أوصينيًا أو فرنسيًا يقول: أنا لست مسلمًا ولن أسلم، لكن سأعيش بحكمة قرآنية أو (qouets). «ياسين والقرآن الحكيم».. مَنْ الذى يجمع ويستخرج حِكم القرآن الإنسانية؟ مثل ماذا؟ ما أكثرها فى القرآن من لقطات حكيمة كثيرة!.
مثل ماذا؟
- «إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها». الخير يدور ويعود لصاحبه والشر كذلك.
- «ولاتزر وازرة وزر أخرى». لا أحد يحمل خطأ أحد.
- «ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم».
- «واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير». اجعل لنفسك هدفًا ولا تجعل ثقافة الضجيج طريقك لتحقيق هدفك.
- «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون». احترام التخصص فى الطب، فى الميكانيكا.. لا لثقافة الفهلوة.
- «ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا». السلام الاجتماعى.
- «فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا». مبدأ التفاؤل فى الحياة.
لا بد أن نولّد علومًا وحلولًا من فكرتنا لنُحترم فى العالم.
هذا هو دور القرآن.. هناك أمل كبير أن نحقق مبدأ رحمة للعالمين بشىء من الفكر والجهد والتجديد.
إذا كنت تحب القرآن لا بد أن تقوم بعمل له يشفع لك به يوم القيامة، وإذا كانت سورة البقرة ستشفع يوم القيامة لمن حفظها فما بالك بمن يحفظ بها العالم بقوانينها.
إذ كان يقال لقارئ القرآن يوم القيامة «اقرأ وارتقِ».. فما بالك فيمن أسعد البشرية بحل قرآنى؟.. إذا كان لكل حرف من القرآن حسنة، فما بالك بمن جعل الناس تعيش بحكم ومبادئ القرآن. إذا كنت تغار على القرآن اجعل له فعالية فى الحياة.