رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منظمة خريجي الأزهر في 2018: إنجازات دينية وعلمية ومحاصرة الفكر المتطرف

جريدة الدستور

حققت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر خلال عام 2018 العديد من النجاحات والإنجازات كان الأبرز منها حصول مجلة (نور)، على جائزة محمد بن راشد للغة العربية في دورتها الرابعة، عن المسلسل الكارتوني (نور وبوابة التاريخ)، كأفضل مبادرة لعمل فني وثقافي وفكري لخدمة اللغة العربية، الذي عرض على القنوات الفضائية العربية والمصرية ولاقى نجاحًا كبيرًا.

وأعرب مجلس أمناء الجائزة عن تقديره لجهود المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، في دعم وإثراء اللغة العربية، والحرص على التجديد المستمر، والعطاء المتجدد، والمشاركة المتميزة في الدورة الرابعة للجائزة من خلال مشروع مسلسل (نور وبوابة التاريخ).

وحصد المسلسل أيضا جائزة المجلس القومي لحقوق الإنسان كأحد أهم الأعمال المتميزة في مجال حقوق الإنسان لعام 2018، باعتباره يهدف إلى دعم الابتكار ونشر مفهوم ريادة الأعمال التكنولوجية، والتعليم الإبداعي، واستخدام التكنولوجيات الحديثة في التعليم وتبسيط العلوم والتوعية ونشر الثقافة العلمية.

وفي إطار الدور المجتمعي والتوعوي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أطلقت المنظمة العديد من القوافل الدعوية والإغاثية لعدد من المحافظات خاصة الحدودية حيث أطلقت قافلة (الوسطية منهج حياة) لمحافظة أسوان، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، ومشاركة مؤسسة (بيت الزكاة والصدقات المصرى) ومؤسسة (مصر الخير)، وهيئة تنشيط السياحة ومجمع البحوث الإسلامية، وعدد من مؤسسات المجتمع المدنى، وقد تم توزيع مواد غذائية وكسائية وأدوية طبية على أهالى القرى والنجوع، وإقامة ندوات دعوية وتثقيفية.

كما تم إطلاق قافلة دعوية وطبية إلى منطقة حلايب وشلاتين جنوب الصعيد، بالتعاون مع الأزهر وبيت الزكاة والصدقات المصرى، ضمت مجموعة من الأطباء لتقديم الخدمة الطبية اللازمة وصرف الأدوية، ونخبة من العلماء والدعاة من أجل الالتقاء مع شيوخ وأهالى منطقة حلايب وشلاتين وتبصيرهم بصحيح الدين والتواصل معهم من أجل وضع حد للمشكلات التى تقابلهم فى حياتهم اليومية.

وفى إطار دعم خطة الدولة لإعمار سيناء، ونشر صحيح الدين فى مواجهة شبهات الجماعات المتطرفة، نجحت المنظمة بالتعاون مع الأزهر ووزارة الشباب والرياضة، فى إطلاق قافلة دعوية وتوعوية وثقافية إلى محافظة شمال سيناء لمناهضة الأفكار المتطرفة والمنحرفة، وتوعية المواطنين بخطورته على مستقبل الأجيال.

وضمت القافلة 23 طبيبًا من أساتذة طب الأزهر في 12 تخصصًا، حيث تم توقيع الكشف الطبي المجاني على المرضى، وإجراء مختلف العمليات الجراحية، مع صرف الدواء بالمجان، ومساعدات غذائية وكساء للأسر الفقيرة، وتم تنظيم برنامج تدريبى لـ75 شابًا وفتاة من أبناء شمال سيناء بعنوان (الوسطية منهج حياة)، وناقش عددًا من القضايا الفكرية والمعاصرة، وتوعية الشباب بمخاطر الأفكار الإرهابية، وما تمثله من خطر على الأوطان والمجتمعات.

وكثفت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في عام 2018 من دوراتها التدريبية والتأهيلية للدعاة من مختلف دول العالم بهدف نشر الفكر الأزهرى الوسطى وتفكيك الأفكار المتطرفة، حيث شهدت أروقة المنظمة انتظامًا، فى الدورات طوال العام 2018، بحضور كوكبة من كبار علماء الأزهر.

ومن أبرز هذه الدورات دورة تأهيل الأئمة والدعاة الليبيين، ودورة تدريبية لعدد من أعضاء مجلس العلماء الإندونيسى، التى تضمنت محاضرات حول أهمية الوسطية فى الإسلام، ودورها فى بناء ورعاية المجتمع متعدد الثقافات، ودور العلماء والمؤسسات الدينية فى بناء الوطن، ومواجهة الجماعات التكفيرية.

وعقدت المنظمة أيضا دورة أئمة ودعاة الهند، التى استمرت لمدة شهرين على يد كبار علماء الأزهر، وتناولت محاضرات في قواعد فهم القرآن الكريم، وفقه الأولويات، والحقيقة والمجاز في فهم القرآن والسنة، وقضايا فقهية معاصرة، وتاريخ الأزهر كجامع وجامعة فضلا عن الدورة التدريبية لعلماء رواندا والمكسيك تناولت الإسلام الوسطي وتفكيك الفكر المتطرف.

وبشأن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها قامت المنظمة بتخريج آلاف الطلاب والطالبات ينتمون إلى 35 دولة، وأصبحوا يُجيدون اللغة العربية، إجادة كاملة، من خلال 7 مستويات تعليمية.

كانت المنظمة قد احتفلت مؤخرًا بتخريج طلاب الدفعة الثامنة بالمركز؛ تشجيعًا لطلاب العلم الوافدين من شتى بقاع الدنيا للدراسة بالأزهر، حضرها 15 سفيرًا من مختلف دول العالم.

وعقدت المنظمة عشرات الدورات التدريبيه للطلاب الوافدين لتأهيلهم علميًا وثقافيًا وتكنولوجيًا بما يجعلهم خير سفراء للأزهر في بلدانهم، ينشرون صحيح الدين، ويتصدون لحملات التشويه، باستخدام أحدث وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها دورة (التيارات الفكرية المعاصرة)، لمواجهة التنظيمات والأفكار المتطرفة، ودورة (التطرف الفكرى مرض العصر)، بحضور300 طالب وطالبة من الوافدين وغيرهم.

ونجحت المنظمة من خلال فرع الوافدين فى تدشين اتحاد الطلاب الوافدين العرب كأول اتحاد من نوعه يهتم بالطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر من مختلف الدول العربية والذى يتكون من الطلاب الوافدين من دول: "ليبيا، واليمن، والعراق، والصومال، وتونس، والمغرب، والجزائر، وموريتانيا، والسودان، وسوريا، وجيبوتي" بهدف الاتحاد لحل المشكلات التى تواجه الطلاب العرب بالجامعة.

كما نجحت المنظمة فى الوصول بالفروع على مستوى دول العالم إلى 20 فرعًا، كان أحدثها، الإعلان عن وضع اللمسات النهائية لتأسيس فرع رواندا، ليكون إحدى القنوات الحيوية لنشر الفكر الأزهرى الوسطى، ومكافحة الأفكار المتطرفة والهدامة، وتفنيد وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

وأطلق فرع المنظمة ببريطانيا مبادرة تحت عنوان "ثقافة أنا وأنت" لتدريب الشباب بالجامعات البريطانية لترسيخ مبادئ التعاون مع الآخر،كما أصدر فرع ليبيا حملة تحت عنوان "ليبيا بلا تطرف" لتحذير الشعب الليبي من خطورة الإرهاب والتطرف.

وفى إطار تفعيل أنشطتها الاجتماعية والإنسانية، نظم فرع المنيا قوافل غذائية وكسائية لعدد من القرى الأكثر احتياجًا لدعم الفقراء واليتامى ومحدودى الدخل، بتوزيع المعونات الغذائية والكسائية على قرى مركز ملوى، ومركز دير مواس، بمشاركة قيادات فرع المنظمة بالمنيا وشباب خريجى الأزهر بالمحافظة.

وكرم فرع المنظمة بالفيوم الطالبات الفائزات في مسابقة القرآن الكريم للتأكيد على اهتمام المنظمة بحفظة كتاب الله.

وشهد فرع الدقهلية العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة، كان أبرزها الاحتفاء بالمتميزين المشاركين في الدورات التدريبية التي أقيمت علي مدار العام بالمركز الأزهري للدراسات القرآنية التابع للفرع.

فيما نظم فرع الأقصر سلسلة من الندوات والدروس واللقاءات الثقافية للشباب بهدف تحسين السلوكيات والأخلاقيات التي تسهم في تنمية المجتمع والحفاظ علي النسيج الوطني.

ونظم فرع مطروح ندوة "اعرف عدوك واحمِ وطنك" تضمنت شرح مفهوم الأمن القومى والمخاطر التى يتعرض لها الوطن والتحديات التى تواجه الدولة المصرية وكيفية مواجهة المخاطر داخليا وخارجيا وكيفية التغلب على المصاعب.

وواصلت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، من خلال صحيفة "الرواق" الناطقة باسمها، التى تصدر بخمس لغات، رسالتها في ترسيخ حقيقة الإسلام، وتفكيك الفكر المتطرف، وتفنيد المغالطات والأكاذيب التي يرددها أعداء الحياة، من خلال أبواب صحفية جذابة.

واستحدثت الجريدة العديد من الأبواب من بينها "سفراء الأزهر"، ونجحت المنظمة، في تخريج عشرات الطلاب بمركز "الرواق" للتدريب الصحفي، الذين خضعوا لتأهيل عملي، على يد نخبة من كبار الصحفيين، بمختلف المؤسسات الصحفية.

ونجحت مجلة "نور" للأطفال، الصادرة عن المنظمة، فى إطلاق العشرات من القوافل الصيفية بالتعاون مع قطاع المعاهد الأزهرية، وتضمنت زيارة محافظات المنوفية، والشرقية، وبورسعيد، ومطروح.

ونفذت العديد من الفعاليات والأنشطة التنويرية التي تهدف إلى اكتشاف مواهب الأطفال وترسيخ قيم الإخاء والخير في نفوسهم، وقد شهدت المجلة تطويرًا فى الشكل والمضمون، وصدرت باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فيما ارتفع عدد متابعى صفحة نور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى 968،258 متابع.

وشهد الموقع الإلكتروني للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، نقلة نوعية، استهدفت مكافحة الفكر المتطرف، من خلال نشر فتاوى لكبار العلماء، تُفند الآراء الشاذة، بأدلة قاطعة، بما يُسهم في تحصين الشباب من الوقوع في براثن الجماعات المنحرفة، إضافة إلي العديد من المقالات حول مفهوم الجهاد في الإسلام، وتشريح العقل التكفيري، وغيرها.

وحرص الموقع الإلكتروني للمنظمة، الذي يصدر بخمس لغات، على متابعة القضايا التي تهم الإسلام، والأزهريين، فى جميع أرجاء العالم، وبث فيديوهات عن أنشطة المنظمة من ملتقيات ومؤتمرات وندوات، ويمكن من خلاله تسجيل طلبات العضوية.

وقامت إذاعة المنظمة من خلال موقعها الإلكترونى ببث العديد من المؤتمرات والندوات التي أقامتها المنظمة والأزهر، بهدف نشر الوعى الديني الصحيح، ومجابهة الغلو والتطرف والفتاوى التكفيرية.

وأطلقت المنظمة، صفحات لها بعنوان: "waagazhar" على مواقع التواصل الاجتماعى: "فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، ولينكد إن، وانستجرام"، بما يضمن تحقيق رسالتها نحو نشر صحيح الدين، بشكل أوسع عبر الفضاء الإلكتروني.

ونجحت المنظمة فى محاصرة التنظيمات الإرهابية على المستوى الفكرى من خلال الرد على الأفكار التى تروجها التنظيمات الإرهابية.

أشادت العديد من الدوائر الدولية والعربية بنموذج المنظمة، فى مكافحة الفكر المتطرف، مطالبة بتعميم تجربتها الثرية فى كل الدول.

وأكدت دراسة إيطالية أن المنظمة بفروعها التى تمتد بالداخل والخارج - بما فى ذلك دول مثل الصومال وتشاد ومالي وكينيا وليبيا، تبذل جهودًا إيجابية ملحوظة فى مكافحة الفكر المتطرف، مثَّمنة مبادراتها التى أطلقتها بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة فى ظل ما شهدته مصر من تهديدات إرهابية، وعقد لقاءات وقوافل مع الشباب بالمحافظات الحدودية المصرية خلال العام الماضى، وإجراء دورات تدريبية للشباب لمواجهة تأثير الفكر المتطرف فى شمال سيناء ومرسى مطروح والبحر الأحمر وحلايب.

أشادت الدراسة الإيطالية التى أعدها لورينزو فيدينو مدير مركز التطرف والإرهاب الدولي بمعهد الدراسات السياسية الدولية "ISPI"، بما عقدته المنطمة من ندوات بين خبراء الأكاديميات العسكرية والشباب لتعليمهم استراتيجيات الأمن القومى، ونشر الوعى بعوامل التطرف، والتصدى لها وتفنيد أى شبهات، وتحصين الشباب من الوقوع فى براثن الجماعات الإرهابية.