شريف سامي: مصر نجحت في استعادة علاقتها مع دول القارة الإفريقية

قال شريف سامي، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية السابق وخبير التمويل، إن تنظيم مصر لفعاليات مؤتمر إفريقيا 2018 للعام الثالث علي التوالي، يؤكد نجاح الدولة في توجهاتها نحو القارة السمراء بدعم من القيادة السياسية، موضحًا أن الحضور الكبير من جانب المشاركين يعد خطوة إيجابية.

وأضاف "سامي" في تصريحات خاصة على هامش فعاليات المنتدى المنعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي بمدينة شرم الشيخ وتنظمه وزارة الاستثمار والتعاون الدولي؛ أن المشاركين من ممثلي المستثمرين ورواد الأعمال على المستويين المحلي والإفريقي، لم يأتوا مجاملة للحكومة ولكن هناك يقين باهتمام حكومي ببيئة الأعمال، مشيرًا إلى أن رواد الأعمال بحاجة للتمويل وتمثيل المؤسسات التمويلية الدولية والإقليمية في ذلك الحدث هو خطوة جيدة ويتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي خلال العام القادم.
وذكر "سامي" أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن في وقت سابق بضرورة أن يتم دعم ريادة الأعمال في إفريقيا، معتبرا أن توقيت المنتدى يؤكد اهتمام الدولة المصرية بالمشروعات الناشئة وريادة الأعمال خصوصا في مجال التدفقات المالية والتقنيات الحديثة لتسريع وتيرة الأعمال والتبادل التجاري علي مستوي القارة السمراء.
وأشار "سامي" إلى "حجم ريادة الأعمال في منطقة إفريقيا منخفض للغاية ولا يتناسب مع الوضع الراهن وفقا لمؤشرات صادرة عن البنك الدولي"، موضحًا أن قارة أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعاني من تدني تلك الخدمات وخصوصًا في المنطقة العربية.
وأوضح أن ملف الشمول المالي وتفعيله في مصر بدأ تفعيله عبر هيئة الرقابة المالية من خلال إصدار قانون التمويل متناه الصغر ومن ثم تم اهتمام البنك المركزي المصري بمبادرة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بتكلفة صغيرة بالإضافة لإصدار صيغة التأمين متناه الصغر لشركات التأمين والتأجير التمويلي وربط الخدمات المالية التكنولوجية مما يعطي امتزاجًا قويًا لدخول الخدمات المالية تكنولوجيا وتوفير المعلومات بالإضافة لتفعيل تطبيقات الموبايل للاستفادة بتلك الخدمات كما فعلت دولة كينيا واستطاعت تحقيق طفرة في ذلك المجال.
وأشار "سامي" إلى أن مصر تتبني مبادرة الشمول المالي ومساندة الشركات الناشئة من خلال حضانات الأعمال ومسرعاتها كما فعلت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بعد إطلاق مبادرة فكرتك شركتك وتأسيس شركة مصر لريادة الأعمال بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية ودعم ريادة الأعمال والمبادرات الخاصة بمناطق الإسكندرية وأسيوط.
وأضاف "سامي" أن هناك إجراءات لدعم ملائكة الأعمال والتي تتضمن قيام شركات تمويلية بتوفير تمويل مالي للشركات الناشئة بدون انتظار ربح مالي مع وجود إمكانية للخسارة لبعض الشركات مقابل مكاسب تعوض تلك الخسائر بشركات أخري، موضحًا أن تلك الآلية مدعومة من 4 شركات تقدم التمويل الملائم لتلك المشروعات.
وقال "سامي" إن تلك الخطوات ستدعم بقوة ريادة الأعمال عبر القطاع الخاص، مشيرًا إلي أن مشاركة الدكتور محمد معيط، وزير المالية متواجد للاستماع لآراء رواد الأعمال لإمكانية تقديم الحكومة لمزايا وحوافز علي المستوي الضريبي والاقتصادي لتوسعهم عبر مزايا ينبغي تقديمها لهما.
وذكر "سامي" أن الحكومة مطالبة بوضع نظام تحفيزي لتلك المشروعات بدون أن تقدم خدمة التمويل بنفسها وتتركها للقطاع الخاص مع تقديم التيسيرات لهم.
وعلي نفس السياق قال "سامي" إن إجمالي محفظة التمويل متناه الصغر الذي وفرته الشركات لـ3 ملايين عميل بلغت 11 مليار جنيه بثلثي المحفظة استحوذت عليها السيدات، مشيرًا إلى ضرورة وجود المرأة في ريادة الأعمال يعد خطوة جيدة في ظل اعتماد البورصة المصرية للمرأة واختيارها في مجلس إدارة الشركات.
وطالب الحكومة بضرورة أن يكون هناك اتفاق للرؤى وتحديد الأولويات هو المفروض أن يكون موجود في المؤتمر الحالي من خلال جلسات استماع مع صناع القرار لصياغة قوانين وتشريعات وقرارات تحفيز المناخ الاقتصادي ومواكبة التطورات التكنولوجية باعتبارها تأثيرات غير مباشرة.