رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أبوالعينين": مصر قدمت نموذجًا فريدًا للتنمية المستدامة ومحاربة الإرهاب

 محمد أبو العينين
محمد أبو العينين

أكد رجل الأعمال محمد أبوالعينين، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي ورئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، أن مصر انتصرت على الإرهاب ومحاولات التفكيك، واستطاع الشعب بمساعدة قواته المسلحة أن يحافظ على دولته ويستعيد هويته ويعزز مؤسساته الوطنية.

وأضاف "أبوالعينين" خلال كلمته أمام الجلسة الرئيسية للمؤتمر السنوي الـ 27 لصناع القرار العرب والأمريكيين، أن مصر قدمت نموذجا فريدا فى التنمية المستدامة وتحقيق قفزات اقتصادية فى أوقات قياسية رغم ما عانت منه من إرهاب ومؤامرات داخلية وخارجية خلال السنوات الاخيرة، ما يجعل تجربتها يحتذى بها لكثير من الدول.
وقال الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي: إن المؤشرات الاقتصادية لمصر تتحسن باستمرار ما يؤكد أننا على الطريق الصحيح لتحقيق التنمية الشاملة، مشيرا إلى أن التطور الهائل الذى يشهده قطاع البترول والغاز كما تتوطن صناعة البتروكيماويات فى مصر لخلق قيمة مضافة عالية من الغاز والبترول المحلى أو مما سنجلبه من الدول المجاورة ليتم تصنيعه فى مصر وإعادة تصديره للخارج بأضعاف ما تم شراؤه بها.
وعن سياسة مصر الخارجية، أكد أبوالعينين استقلاليتها وانفتاح مصر على كافة القوى الكبرى بما يخدم مصلحتها الوطنية خلال السنوات الاربعة الماضية مشيرا إلى أن مصر لها علاقات صداقة قوية مع الجميع سواء الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا، كما استعادت دورها الرائد فى الشرق الأوسط وأفريقيا وسوف تترأس الاتحاد الافريقى العام القادم 2019.

وشدد أبوالعينين على أن الشعوب والدول العربية تنشد السلام وتنبذ العنف والتطرف، مؤكدا أن الاسلام دين التسامح والاعتدال وهو برئ من التأويلات المنحرفة للارهابيين وبريء ممن يحاولون لصق تهمة الارهاب به مؤكدا أن هذا العام يشهد مرور 40 عامًا على بدء الشراكة المصرية الأمريكية، والتى بدأت برعاية الولايات المتحدة اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، مضيفا: أنه آن الآوان لإقلاع جديد لعلاقة أكثر قوة بين البلدين تكون أكثر تحقيقا لأولوياتهما وأكثر توافقا مع ما شهداه من متغيرات خلال السنوات الأخيرة.

وعبر أبوالعينين عن تطلعه لأن تسهم الولايات المتحدة أكثر في جهود الرئيس السيسي لبناء مصر الجديدة، موضحا أن مصر القوية والمستقرة والمزدهرة، هي مصلحة للأمن والسلم الإقليمي فمصر هى محور الارتكاز ومركز الثقل في المنطقة، بحكم التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا، والدور الثقافي والسياسي.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية لتحسن العلاقات بين البلدين نتيجة حرص الرئيسين وجهودهما المشتركة.. موضحا أن الرئيس السيسي والرئيس ترامب يتشاركان الرؤية حول كثير من القضايا، والاهتمام بمصالح بلديهما أولا، واتخذا العديد من الخطوات؛ لتعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات.

وأكد أبوالعينين أن مصر تستعيد دورها الإقليمي الفاعل، وأن سياسة مصر كما قال الرئيس السيسي هي صنع السلام والمشاركة في البناء ومساعدة الآخرين وليس المشاركة في تدمير الدول الأخرى.. مشددا على أن كثيرا من كوارث المنطقة خلال العقدين الماضيين هى نتاج تدخلات خارجية غير محسوبة العواقب لم تراع خصوصية هذه المنطقة وتاريخها وطبيعة مجتمعاتها، وتابع أن عواقب هذه التدخلات التي تمت تحت عناوين مثل الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة كانت وبالًا على الجميع، إنسانيا وسياسيا وأمنيا واقتصاديا! وبدلا من أن تحقق الأمن قادت إلى الفوضى والإرهاب والتدخلات الإقليمية.

وطالب أبو العينين الإدارة الحالية في الولايات المتحدة بألا تكرر أخطاء الماضي، وأن تعمل على تعزيز روابطها مع دول المنطقة، وأن تعتمد على دور ورؤية هذه الدول في ملء الفراغ الحالي وحل أزمات المنطقة مؤكدا أن رؤية مصر للخروج من أزمات المنطقة، نابعة من خبراتها وتجربتها الطويلة، وهى ترى كما أكد الرئيس السيسي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المخرج الوحيد من هذه الأزمات، هـــو استعادة الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم على مبادئ المواطنة والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان والحكم الرشيد، ومساندة مؤسساتها الوطنية لخدمة شعوبها وبسط سيطرتها على كافة أراضيها.

وأشار الرئيس الشرفي للبرلمان الاورومتوسطى إلى أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية في الشرق الأوسط، وهى قضية كل العرب وليس الفلسطينيين فقط، لافتا إلى خيبة أمل الشعوب العربية من السياسات الأمريكية والإسرائيلية التي تسعي لفرض الأمر الواقع وإفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها وإبعاد قضايا التفاوض الرئيسية عن مائدة المفاوضات الواحدة تلو الأخرى، مؤكدًا أن سياسة فرض الأمر الواقع لا يمكن أن تكون أساس للسلام أو حل للقضية الفلسطينية.

أكد أبوالعينين أن الوقت قد حان لوضع نهاية للنزاع العربي الإسرائيلي، والفلسطينيون مستعدون للتفاوض، ومصر تبذل كل جهودها لتهيئة الأجواء للمفاوضات وتهدئة الأوضاع في غزة وإتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية، والدول العربية تنشد السلام، والحل المجمع عليه دوليا معروف وهو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، مستنكرا عدم توافر الشجاعة والإرادة السياسية لدى الطرف الإسرائيلي ولدى المجتمع الدولي؟

واستطرد قائلا: "موقف مصر من الأزمات فى سوريا وليبيا واليمن هو الحفاظ على الدولة وسلامتها الإقليمية ودعم جهود الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي شامل يحقق الطموحات المشروعة للشعوب العربية. وأضاف أن مصر تضطلع بدور محوري لدعم إعادة بناء الدولة الليبية وتوحيد المؤسسة العسكرية للقيام بمهامها فى ضبط الامن ومنع تدفق المقاتلين والأسلحة عبر أراضيها إلى الدول والمناطق المحيطة. مشددا على أن هناك أطرافا تسعي لأن يظل الصراع والعنف سائدا بالمنطقة تحقيقا لمصالحها الخاصة على حساب دماء الأبرياء من النساء والأطفال العرب".

أكد أبوالعينين أن مصر تخوض حربًا ضروسًا على الإرهاب بكافة تنظيماته وأشكاله ليس دفاعا عن أمنها فقط، وإنما أيضا دفاعا عن أمن المنطقة والعالم.. مشيرا إلى أنها تحاربه باستراتيجية شاملة اقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية، ومواجهة كلَّ من يدعمه أو يموله، أو يوفر له ملاذات آمنة له.

وأشاد أبوالعينين بمبادرة الرئيس السيسي الشجاعة لتصحيح الخطاب الديني وتطهيره من الأفكار المغلوطة التي تجافي صحيح الدين وقيمه الحميدة، مؤكدا أن مصر تقوم بالدور الرئيسي في حرب الأفكار وإحباط التطرف والانغلاق التي يتأسس عليه تجنيد الإرهابيين.. مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يقوم بدور كبير في دحض ادّعاءات الإرهابيين، وإبراز حقيقة وقيمه السمحة.

وأكد أبو العينين أن مصر بفضل الدور البطولي لقواتها المسلحة وشرطتها ومن خلال العملية الشاملة سيناء 2018 نجحت في الانتصار على الإرهاب وطهرت شمال سيناء منه، وأعادت الحياة إلى طبيعتها ونجحت في تدمير البؤر الإرهابية وبنيتها التحتية وقطع كل طرق التمويل والإمداد وقتل قيادات الإرهاب.

وأضاف أن اقتلاع جذور الإرهاب في سيناء لا يستلزم فقط شن حملة عسكرية ناجحة، بل يستدعي أيضا خطة للتنمية الاقتصادية وتابع أن الرئيس السيسي يضع تنمية سيناء كأولوية، ووضع خطة شاملة لتنميتها باستثمارات تبلغ 275 مليار جنيه، مما يسهم في استغلال ثرواتها والارتقاء بجودة حياة أهلها. داعيا الولايات المتحدة لدعم استراتيجية مصر الشاملة لمكافحة الإرهاب بكافة أبعادها، ودعم خطة تنمية سيناء بما ينعكس إيجابيًا على حياة المواطنين وإتاحة فرص العمل اللائقة لهم.

أشار أبوالعينين إلى أن مصر تقوم بعملية تحديث شامل سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، وحققت قفزات نوعية في مجال تمكين المرأة والشباب، فباتت المرأة تشغل 25% من المناصب الوزارية و15% مـــن مقاعـــد البرلمـــــان، وهناك تواصل مستمر بين القيادة السياسية والشباب من خلال آلية المؤتمرات الوطنية للشباب.

أكد أبوالعينين أن الرئيس السيسي يسابق الزمن من أجل تحقيق تنمية مصر وتعزيز رفاهية شعبها، وأضاف أن مصـــر تشهد نهضة اقتصادية حقيقية وتم تنفيذ 11 ألف مشروع ضخم خلال 4 سنوات بتكلفة 2 تريليون جنيه، وبناء أضخم شبكة طرق تضـم أكثر من 7 آلاف كيلو متر، و5 مطارات دولية جديـــــدة، ويجرى بناء أكثر من 20 مدينة جديدة منها العاصمة الإدارية الجديدة التي تعادل ضعفي مساحة القاهرة.

وتم بناء أكثر من 1،8 مليون وحدة سكنية جديدة، ومضاعفة إنتاج مصر من الكهرباء، وجار زراعة 1.5 مليون فدان جديد كما يتم إنشاء مناطق تكنولوجية وصناعية جديدة، وتطوير منطقة قناة السويس كمنطقة اقتصادية خاصة تخدمها 6 موانئ محورية وتضم 4 مناطق صناعية. لافتا إلى أنه تم تحديث شامل للبيئة التشريعية وصدر قانون جديد للاستثمار والعديد من القوانين المكملة له، يستهدف تيسير وتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي ومحاربة البيروقراطية.

وأشار أبوالعينين إلى أن تقدم الأمم مرهون بالارتقاء بقدرات مواردها البشرية ومصر أمة شابة، 60% من سكانها من الشباب، لافتا إلى أن الدولة تضع على رأس أولويتها الاستثمار المكثف في رأسمالها البشري في تعليمهم وصحتهم وتدريبهم وتأهيلهم وتثقيفهم..

ونوه أبوالعينين بالنتائج الإيجابية التي حققها برنامج الإصلاح الشامل رغم ما حمله من أعباء على المواطنين، مشيرا إلى أننا حققنا أعلى معدل نمو اقتصادي خلال السنوات العشر الماضية ووصل لأكثر من 5،3%، وارتفع الاحتياطي الأجنبي لأكثر من 44 مليار دولار، وصافى الاستثمار الأجنبي المباشر لأكثر من 8 مليار دولار، وزادت الصادرات غير البترولية بأكثر من 13%، وعائدات السياحة بـ 30%، وعائدات قناة السويس بأكثر من 15%، وصاحب ذلك تراجع معدلات التضخم والبطالة وعجز الموازنة وعجـــــز الميــــزان التجاري.
أشار أبوالعينين إلى أن مصر أكبر مستقبل للاستثمارات المباشرة الأمريكية في إفريقيا، وثاني أكبر مستقبل لها في الشرق الأوسط وأن هناك أكثر من 1000 شركة أمريكية تعمل بنجاح في مصر باستثمارات تزيد علي 22،2 مليار دولار، تمثل أكثر من 38% من الاستثمارات الأمريكية في أفريقيا.. لافتا إلى أن التجارة ارتفعت بين البلدين بنسبة 16% عام 2017 لتصل إلى 5.6 مليار دولار.

وشدد أبوالعينين على أن حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين مصر والولايات المتحدة لا يرتقي إلى إمكانات العلاقات بين البلدين.. مؤكدا أن مصر بسوقها المحلى وانفتاحها على الأسواق المحيطة وبموقعها الجغرافي، تقدم فرصا ضخمة للشركات الأمريكية.

وأشار رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي إلى أن مصر بموقعها الجغرافي الفريد يجعلها بوابة تجارية واستثمارية للشركات الأمريكيــة لكي تنتج وتصدر منتجاتها بدون جمارك لأسواق 70 دولة أفريقية وعربية وأوروبية، وأضاف أن مصر لديها محفظة قوية من الفرص الاستثمارية فى الصناعات عالية التكنولوجيا وفى السيارات والأغذية والطاقة المتجددة وفي الصناعة وفي الإنشاءات وفى الغاز وفى الزراعة والتصنيع وفى الخدمات. مؤكدا أن مصر ترحب بالاستثمار الأجنبي وتم حل المشكلات الرئيسية التي تواجهه.

ونوه أبو العينين بما يتم من إنشاء طريق بري جديد يربط القاهرة بكيب تاون في جنوب أفريقيا وأن هذا الطريق يمكن أن يصبح طريق حرير أفريقي جديد، مما يسهل نفاذ المنتجات المصرية إلى الدول الأفريقية، خـــلال وقـــت قليل وبتكلفة منخفضة مطالبا البلدين بتحديث أطر وآليات التعاون والتي لم تتغير منذ عقود. داعيا إلى إنشاء منطقـــة تجــارة حــرة بيــن مصــر وأمريكا، مشيرا ما حققته منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوروبي من مضاعفة التجارة بين الجانبين، وأسهمت في جعل الاتحاد الأوروبي أكبر مستثمر أجنبي وأكبر شريك تجاري وأكبر مصدر للسياحة في مصر.

وتساءل أبو العينين لماذا لا تنشئ الولايات المتحدة منطقة صناعية لشركاتها في منطقة قناة السويس تكون مركزا للشركات الأمريكية للتصدير والتجارة ليس فقط مع السوق المصرية وإنما مع أسواق 3 قارات، مشيرا إلى أن الصين أنشأت منطقة ناجحة لشركاتها في السويس وتنشئ روسيا منطقة لها في بورسعيد.

وعرض أبوالعينين في ختام كلمته فيلما تسجيلا يرصد ما حققته مصر من إنجازات خلال السنوات الأربع الماضية على فى مختلف المجالات، وما يجرى تنفيذه من مشروعات كبرى فيها في كافة القطاعات وما تتيحه مصر من فرص استثمارية للشركات الأمريكية، بما يؤدى للارتقاء بالعلاقات بين البلدين لإمكاناتها الضخمة.