رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جريمة لن يغفرها الشعب المصرى أبداً


أطالب، كما أعتقد أن الملايين يطالبون مثلى، بسرعة محاكمة السفاح الذى ألقى بشاب مصرى من فوق سطح أحد المنازل بالإسكندرية، أطالب بأقصى عقوبة عليه وعلى زمرة السفاحين الذين ألقوا بهذا الشهيد الذى كان ما يزال يتفتح على الحياة ويشارك فى ثورة ملايين المصريين للخلاص من حكم «الإخوان المجرمين».

لا يصح أن نتأخر الآن فى محاكمة المذنبين فى جرائم قتل المصريين رداً على ثورة ٣٠ يونيو العظيمة، إن الذين خرجوا لقتال المصريين وقتلهم ينبغى أن يعرفهم الشعب المصرى بسرعة، العدالة البطيئة لن تجدى فى إيقاف نزيف الدم المتوقع.

أطالب رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور -وهو رجل قانون- بأن يجد لنا آلية لسرعة معاقبة السفاحين الذين يوجهون البنادق والأسلحة البيضاء إلى صدور المصريين ظناً منهم أن هذا يخيف المصريين، وهذا لن يحدث لأن المصريين لديهم قوة وشجاعة وإبداع تظهر فى وقت الأزمات.

إن البطء فى تطبيق القصاص على قتلة المصريين سيؤدى إلى استمرار نزيف الدم ضد المصريين، إن الردع الآن هو المطلوب، وليس مطلوباً أبداً أن نتشدق بالمثالية فى مواجهة عصابة دولية تخطط لعمليات إجرامية ضد الأبرياء.

إننى أطالب بأن يكون عقاب سفاح الإسكندرية سريعاً وحاسماً ورادعاً ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يقترب من أبنائنا الأطهار.

قلبى مع أم الشهيد ومع أبيه ومع أصدقائه، وأقول لأمه إن ابنك هو ابنى وابن صديقتى وابن جارتى، وابن كل أم مصرية وطنية، أنا أشعر بألمها وأشعر بحسرتها، ولكن أتمنى من الله أن يهبها الصبر، وأن يصدر حكم عاجل حتى يبرد قلبها قليلاً على ابنها الشهيد، والذى كان فى الشارع يطالب بالخلاص من «الإخوان المجرمين»، إنه شاب وطنى مصرى شجاع شارك فى ثورة الـ ٣٣ مليوناً ولم يمهله القدر لكى يقطف ثمارها.

لقد شاهدت اعترافات سفاح الإسكندرية على شاشة التليفزيون وعلى شبكات التواصل الاجتماعى، وشعرت بأننى أمام نوعية حيوانية من البشر، تخلو من أى نزعة إنسانية، ولا أعتقد أنه يدين بالدين الإسلامى بأى حال من الأحوال.

إننا فى حاجة إلى إصدار قوانين رادعة فى مواجهة قتلة المصريين ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه أن يمس شعرة من مصرى أو مصرية.

وأعتقد الآن أنه قد آن الأوان أن نبدأ فى وضع خطة لمواجهة هوجة الفتاوى الإجرامية التى تتاجر بالدين، وسرعة إنهاء التحقيقات الخاصة بالمذنبين الذين تجرى معهم الآن التحقيقات فى مقتل شبابنا بعدة مناطق ومحافظات مصرية، نريد أن نعرف نتائج التحقيقات سريعاً ليعرف الشعب ما يحاك له.

أنا مع المصالحة الوطنية الرشيدة- نعم- و لكن ليس مع التصالح مع كل من حمل سلاحاً أو روع إنساناً بريئاً أو أقدم على جريمة أو حرص على العنف أو سفك الدماء.

لن تستريح نساء مصر قبل أن تتم معاقبة سفاح الإسكندرية وغيره من السفاحين الذين لا دين لهم ولا هوية ولا ضمير...

حاسبوهم سريعاً ولا تتهاونوا، إن الشعب المصرى لا ينسى سريعاً، هو شعب طيب ومسالم ولكنه لا ينسى أبداً قتل أبنائه، ولا تتساهلوا فى معاقبة المجرمين .

إن نيلسون مانديلا عندما أصبح أول رئيس ملون لبلده جنوب أفريقيا، أعلن عن سياسة المصالحة الدينية، نعم هو رجل وطنى ذو فكر ثاقب وحكيم، ولكنه لم يتصالح مع القتلة أو المجرمين.

ويا رجال القانون المصرى الشجعان الذين كانت لهم وقفة تاريخية فى وجه النظام الفاشى البائد، حاكموا قتلة المصريين سريعاً حتى تهدأ النار المشتعلة فى قلوب الأمهات المصريات.