رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" تحاور الشباب المشاركين بـ"ملتقى صناع السلام"

صورة من الحدث
صورة من الحدث

◄ ديفيد نادي: اختياري ضمن وفد الأزهر أشعرني أننا أمة واحدة دون تفريق أو تمييز
◄ المغربي حمزة مسعودي: علينا أن نسعى للانتقال من ثقافة "العيش معا" إلى ثقافة "العمل معا"

مبادرة فريدة يرعاها الأزهر الشريف، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وكنيسة كانتربري البريطانية، عبر اختيار 50 شابًا، من المتميزين وأصحاب المبادرات الاجتماعية الفعالة، من مصر وبريطانيا وعدد من الدول العربية، ليخوضوا معا مجموعة من ورش العمل والأنشطة الحوارية والتفاعلية.

وبدأت المبادرة من 8 يوليو وتستمر إلى 18 من الشهر نفسه، في العاصمة البريطانية لندن، بهدف تبادل الآراء والنقاش حول أبرز القضايا الإنسانية المشتركة، خاصة تلك التي تتعلق بالتعايش وقبول الآخر ورفض العنف وترسيخ ثقافة السلام.

المؤسسات الدينية تتبنى رؤى شباب العالم

تأتي هذه المبادرة، التي تحمل عنوان "ملتقى شباب صناع السلام"، في إطار جولات الحوار بين الشرق والغرب، وتم الاتفاق خلال الجولة الماضية من الحوار بين الأزهر وكنيسة كانتربري على أن يتولى الشباب قيادة الجولة الحالية، فيما تقوم المؤسسات الدينية بتبني ودعم رؤى ومبادرات ومقترحات الشباب، ومناقشة آليات توظيفها، ووضع خطط عملية لتنفيذها وتعميم فوائدها في الشرق والغرب.

الشباب المشاركون في المنتدى تم اختيارهم مناصفة بين الأزهر الشريف وكنيسة كانتربري، ونظم الأزهر الشريف ورشًا تحضيرية للشباب المصريين والعرب الذي تم اختيارهم من قبله، بهدف تعزيز التجانس والتعارف بينهم، وتعميق الوعي بالقضايا التي سيتم مناقشتها خلال جلسات المنتدى.

كما حرص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على لقاء الطلاب قبل السفر إلى لندن، حيث شدد على أن رسالة الأزهر ترتكز على نشر ثقافة التعايش والسلام، وأن الأزهر هو أول من انتبه لأهمية المشاركة في صنع السلام العالمي؛ لذا بادر بتوثيق علاقته بالمؤسسات الدينية العالمية ومن بينها الفاتيكان، واهتم بمشكلات الإنسان مهما كان لونه أو عرفه، لافتًا إلى أن الغرض الرئيسي من عقد المنتدى هو تكوين جسور ثقافية من الحوار الحضاري البناء، وأن الشباب هم أقدر الناس على صنع السلام وتعمير العالم.

"أمة واحدة"

"الدستور" التقت بعدد من الشباب المشاركين في المنتدى قبيل سفرهم إلى لندن، وكان لافتا وجود شباب من الأقباط ضمن الوفد الممثل للأزهر في المنتدى، وعن هذا الأمر يقول الشاب ديفيد نادي: "عندما علمت باختيار الأزهر، شعرت بأنهم يتعاملون مع الجميع باعتبارهم أمة واحدة، دون تمييز أو تفريق"، مضيفًا أن القراءة والبحث والحث المستمر على الحوار وصنع السلام يعزز من قدرتنا على التأثير في المجتمع، وأشار "ديفيد" إلى أنه يسعى للعودة من المنتدى بمكتسبات ومفاهيم جديدة وإيصالها للمجتمع المصري والشرقي بشكل عام، بما يساهم في زيادة مساحة التسامح وقبول الآخر وتقليل العنف.

وأما مارينا عدلي، لفتت إلى أن اختيارها للمشاركة في المنتدى جعلها تشعر بمزيج من الفرح والفخر الشديد؛ لاختيارها للمشاركة فى هذا الحدث الهام، إضافة إلى شعور عظيم بالمسؤولية نحو بلدها مصر بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام، مضيفةً أنها تحمل رسالة يجب أن تقوم بتوصيلها بكل أمانة، كما عليها أيضا الانصات والاهتمام بالرسائل الموجهة إليها من الطرف الآخر حتى تتحقق الأهداف المرجوة ونحصد ثمار التفاهم والحوار.

وأضافت "مارينا عدلي" أنها ستعمل فور عودتها من المنتدى على تطبيق ما تعلمته لمواجهة الأفكار المتطرفة بين الشباب، كما ستسعي لطرح مبادرة ليكون نواتها الشباب المشارك في المنتدى هذا العام، على أن تكبر وتتوسع وتجوب جميع دول العالم بشكل ابتكاري لتفعيل توصيات المنتدى.

ومن جهته قال حمزة مسعودي، من المغرب، إن العالم يعيش أزمات متنوعة، مصدرها قصر الفهم، ومحدودية الفكر، والإنغلاق على الذات، ما يساعد على نمو الأفكار المتطرفة، لذا فإن قيام المؤسسات الدينية بتبني مثل هذه المبادرات، ومحاولة احتضان الشباب وتوجيه تقلباته الفكرية في هذه الفترة العمرية نحو تعاليم الأديان السمحة ونحو النقاشات الحقيقية، وإشراكهم في استراتيجيات وبرامج التنمية، يشكل خطوة مهمة، من أجل خلق نواة صلبة بحيث نتجاوز ثقافة "العيش معًا" إلى ثقافة "العمل معًا"، لنصنع عالمًا من الإيجابية والانفتاح والتعايش.

شيخ الأزهر يؤيد مقترحات شباب العالم

وأشارت الزهراء السيد أحمد، إحدى المشاركات في المنتدى من مصر، إلى أن استقبال شيخ الأزهر للشباب كان حافلًا، حيث ناقش فضيلته الأفكار المطروحة من المشاركين، وأعرب عن تأييده لكثير من الاقتراحات.

أما ندى الطريفى، من الإمارات، فقد اعتبرت أنه من المهم جدًا إشراك الشباب في المساهمة في صناعة السلام لأنهم هم المسقبل، مشيرة إلى سعادتها بلقاء نخبة من الشباب من مختلف الجنسيات والديانات."

وقال مصطفى مجدى، من مصر، إن مشاركته في المنتدى تعني له الكثير جدًا لتنمية مهاراته وقدراته على التواصل مع الغير بالإضافة إلى محاولة تعزيز الصورة الإيجابية لمصر، والشرق بصفة عامة، لدى الشباب في الغرب، موضحا أنه يريد استغلال الفرصة التي أتيحت له، للمساهمة في إحلال وصنع السلام وغرس نواة قد تثمر خيرًا في توطيد العلاقات بين مختلف الشعوب والاعراق والأديان.

أما أروى أحمد قنديل، فقد لفتت إلى أنها حرصت على المشاركة للمساهمة فى نشر قيم التسامح وتصحيح الصورة المغلوطة عن المرأة المسلمة الأزهرية، وتتمنى أن تكون على قدر المسؤولية والفرصة الممنوحة لها وعلى قدر هذا الحدث المهم.

يذكر أن فعاليات المنتدى انطلقت في الثامن من يوليو الجاري، ويلتقى الشباب الخمسون دورة تدريبية لمدة أسبوع في جامعة كمبردج، بهدف تعزيز التواصل الإنساني بينهم، وتبادل الآراء والمعارف والتصورات حول القضايا التي يتناولها المنتدى، كما يتضمن برنامج الدورة عددًا من المحاضرات وورش العمل التي تستهدف رفع مهارات الشباب في التعامل مع قضايا السلام والتعايش السلمي ومواجهة العنف والحد من الصراعات، والانخراط الفعال في العمل الاجتماعي.

وعقب ذلك ينتقل الشباب إلى "قصر لامبيث" في لندن؛ لاستكمال المحاضرات وورش العمل، التي تتضمن لقاءً ونقاشًا مفتوحًا للمشاركين مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجاستن ويلبي، رئيس أساقفة كنيسة كانتربري البريطانية، بهدف استماع القادة الدينيين إلى رؤى وتجارب ومبادرات ومقترحات الشباب.