رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمر مكرم يصل القاهرة لأول مرة قادمًا من الصعيد للوقوف ضد فرنسا

عمر مكرم
عمر مكرم

يحل اليوم الموافق 26 من الشهر الجاري، ذكرى قدوم عمر مكرم، أحد زعماء مصر الشعبيين، والذي ترك بصمته مع المصريين في الدفاع عن حقوقهم، وضرب أروع الأمثال أثناء مواجهة الاحتلال الفرنسي على مصر عام 1798، عندما جاء من الصعيد إلى القاهرة، لأول مرة، عام 1793، وترصد "الدستور" أبرز وأهم محطات حياته، في سياق السطور التالية.

تميزت حياة عمر مكرم بالجهاد المستمر، ضد الاحتلال الأجنبي، والنضال الدؤوب ضد استبداد الولاة وظلمهم، فتمكن بمساعدة عدد من رجال الدين المسلمين بخلع خورشيد باشا عام 1805، وتولية محمد علي، بدلًا منه، وحينما استقرت الأمور لمحمد علي في توليه لأمور البلاد، خشى من نفوذ مكرم فنفاه إلى دمياط في 9 أغسطس 1809، وأقام بها أربعة أعوام، ثم نقل إلى طنطا.

لم تتوقف مقاومته عند خلع خورشيد باشا، بل ظهر كقائد شعبي عندما قاد حركة شعبية ضد ظلم الحاكمين المملوكيين "إبراهيم بك" و"مراد بك"، 1795، ورفع لواء المطالبة بالشريعة والتحاكم إليها كمطلب أساسي كما طالب برفع الضرائب عن كاهل الفقراء، وإقامة العدل في الرعيّة.

عندما اقترب الفرنسيون من القاهرة سنة 1798 عبأ عمر مكرم، الجماهير للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش النظامي -جيش المماليك في ذلك الوقت-، وفي هذا الصدد يقول الجبرتي "وصعد السيد عمر مكرم أفندي نقيب الأشراف إلى القلعة فأنزل منها بيرقًا كبيرًا أسمته العامة البيرق النبوي فنشره بين يديه من القلعة إلى بولاق وأمامه ألوف من العامة "ويعلق الرافعي على ذلك بقوله: "وهذا هو بعينه استنفار الشعب إلى التطوع العام بعد هجمات الغازي المغير والسير في طليعة المتطوعين إلى القتال".

على الرغم من المساعدات التي قدمتها الحركة الشعبية بقيادة عمر مكرم، لمحمد علي بدءًا بالمناداة به واليًا، والمنهج الذي اتبعه محمد علي في بداية فترة حكمه مع الزعماء الشعبيين، بوعده بالحكم بالعدل ورضائه بأن تكون لهم سلطة رقابية عليه، إلا أن ذلك لم يدم؛ حيث وجد محمد علي أنه لن تطلق يده في الحكم، حتى يزيح الزعماء الشعبيين، ففي شهر يونيو عام 1809، فرض محمد علي ضرائب جديدة على الشعب، فهاج الناس ولجأوا إلى عمر مكرم الذي وقف إلي جوار الشعب وتوعد بتحريك الشعب إلي ثورة عارمة.

فأعلن محمد علي خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وتعيين الشيخ السادات، معللًا السبب أنه أدخل في دفتر الأشراف بعض الأقباط واليهود نظير بعض المال، وأنه كان متواطئًا مع المماليك حين هاجموا القاهرة يوم وفاء النيل عام 1805، ثم أمر بنفيه من القاهرة إلي دمياط.

استمر عمر مكرم في منفاه ما يقرب من 10 سنوات، وعندما حضر إلى القاهرة في الـ9 من يناير 1819، وابتهج الشعب به ولم ينس زعامته له، بعد عودته مرة أخرى، وقد توفي عام 1822.