رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معبود الجماهير.. أيام الوعظ والسلطنة «13»

محمد الباز يكتب: كشك يقابل حسن أبوعتمان.. أديك تقول مخدتش

محمد الباز
محمد الباز

- كشك هاجم عدوية مرتين بسبب أغنية «السح الدح امبو»
- لو احترف الشيخ كشك الغناء لربحنا فصلًا مهمًا فى تاريخ الفن المصرى
- أغنية «سلامتها أم حسن» كانت عن مصر ما بعد نكسة ١٩٦٧
- عدوية: غنيت فى عيد ميلاد السادات وكنت مطربه المفضل


على كثرة سخرياته من الأغانى وأصحابها، لم يعترض الشيخ كشك طريق أحمد عدوية إلا مرتين فقط، طاعنًا فى «السح الدح امبو»، على اعتبار أن هذه الكلمات هى التى يستطيع أصحابها أن يبنوا العمارات ويشتروا السيارات المرسيدس.
كانت هناك مرة ثالثة طعن فيها الشيخ كشك فى أحمد عدوية، ليس بسبب الكلمات ولكن بسبب الثروة، ولم يأت على اسمه صراحة، بل ذكر أغنيته «السح الدح امبو» التى يبدو أنها أورثت كشك عقدة من عدوية وما ربحه وما يمثله فى المجتمع المصرى.
فى خطبته رقم ٢٦٤ التى ألقاها كشك فى ١٤ أبريل ١٩٧٨، قال الشيخ: للشباب الحق أن يحقد، عندما يقرأ خبرا كهذا، مواطن مصلح اجتماعى، أستاذ الجيل، اشترى سيارة فيات بـ١٣ ألف جنيه، أتدرون ما هى الكتب التى ألفها؟، أتدرون ما هى الأبحاث التى ألفها، ذلك الذى اشترى سيارة فيات بـ١٣ ألف جنيه فى الأسبوع الماضى فقط؟، أخبار بنار الفرن لا تزال ساخنة، أحد المواطنين، أحد العبقريات فى مصر اشترى سيارة فيات بـ١٣ ألف جنيه، أتدرون ماذا ألف من الأبحاث؟.
ويجيب كشك على سؤاله: «السح الدح امبو» اشترى سيارة بـ١٣ ألف جنيه، وينشر هذا الكلام فى الصحف، وبعد ذلك نقول إننا نقاسى الحقد، لا بد أن يكون هناك حقد.
بسطحية شديدة وتماهٍ مع من كانوا يتعاملون مع كلمات الأغانى التى يرددها أحمد عدوية، سخر كشك، وتعالى على ما كان يقدمه المطرب الشعبى، رغم أنه لو كان منصفا بعض الشىء، لعرف أن ما يفعله هو من فوق منبره، لا يختلف فى كثير أو قليل عما يقوم به عدوية، مع الاحتفاظ بقدسية المسجد، والتحفظ على ما يدور فى الكباريهات والأفراح التى أصبح عدوية نجمها الأول وربما الوحيد.
كان غريبا بالنسبة لى أن يتفق كشك مع النقاد والمثقفين والمفكرين الذين ينتقدهم ليل نهار فى الهجوم على عدوية واعتبار الكلمات التى يغنيها بلا قيمة.
والغريب أكثر بالنسبة لى أن هناك من هاجم أحمد عدوية ربما محاولة لدخول حالة الصخب الكبيرة التى أثارها.
الشاعر السورى الكبير نزار قبانى قال من بين ما قال وهو كثير: لا أريد أن أعيش فى بلد ثقافته أحمد عدوية، فى إشارة إلى أنه يرفض النمط الثقافى الذى يسود مصر، والذى أصبح عدوية وما يقدمه هو رمزه الأول.
العبارة القاسية ليست مسجلة، لكنها منقولة عنه، والراوى الذى يتحمل مسئولية نقلها هو الأديب والكاتب الكبير وديع فلسطين، الذى ربطته علاقة صداقة مع نزار منذ ديوانه الأول «طفولة نهد»، وهى العلاقة التى لا يزال وديع يعتز بها، رغم أنه عاب على نزار أنه بعد أن حصد الشهرة وأصبح يعرف المطربين والمطربات نساه تماما.
لا أصدق نزار قبانى إلا عندما يكتب الشعر، وأحيانا كثيرة لا أصدقه حتى وهو يكتب الشعر، ولذلك لا أميل إلى ما قاله عن عدوية، لأنه أقام فى مصر قبل سنوات طويلة من ظهوره، فبعد تخرجه فى كلية الحقوق بجامعة دمشق عام ١٩٤٥، التحق بوزارة الخارجية السورية فى العام نفسه وعين بسفارتها فى القاهرة، وكان عمره وقتها ٢٢ عاما، ولأن العمل الدبلوماسى يلزم صاحبه بالتنقل، فقد غادر القاهرة دون أن يمكث فيها طويلا، ولم يكن مطروحا بعد ذلك أن يقيم فى القاهرة فى أى وقت من الأوقات، ولذلك من الصعب تصديق ما قاله عن عدوية، وحتى لو قاله، فهو من باب التعالى على اللون الذى كان يؤديه عدوية.
لك أن تتخيل أيضا أن الأديب عبدالعال الحمامصى الذى كان أحد مؤسسى اتحاد الكتاب فى العام ١٩٧٦، وكان سكرتيرا عاما له فى العام ٢٠٠٣، والمشرف على الملفات الثقافية فى عدد من الصحف والمجلات المصرية أهمها مجلة أكتوبر، وله عدد من المجموعات القصصية، واحدة منها كان اسمها «أحمد عدوية وأشياء أخرى».
كان عبدالعال فيما يبدو مهووسا بعدوية، هذا الهوس المرضى الذى يمكن أن تندهش من سلوك صاحبه.
فى مقال له بمجلة أكتوبر عنوانه «يقتلنى عدوية وآخرون» كتب يقول: «لست حاسدا لعدوية ولكنى مريض منه، ثمة ميكروب ينهش مشاعرى ويسوط أعصابى كلما أطلقوا علىّ صوته، مزاجى هكذا، أليس من حقى أن يكون لى مزاج».
كانت للأديب الحمامصى أسباب فيما يبدو لغضبه من عدوية، وهى أسباب فى الغالب تخصه وحده، يقول: لست حاسدا لهذا الذى كلما زعق «حبة فوق وحبة تحت» انهالت عليه النقطة بالدولارات والإسترلينى والريالات والدنانير والجنيهات من فوق ومن تحت وكله عاوز من كله.
ما حققه عدوية من ثروة فيما يبدو كان يمثل أزمة لكثيرين، ومنهم الحمامصى الذى يقول: أنا من البداية كنت أعرف وقد أدركتنى حرفة الأدب، أننى اخترت، ولم يعد يضايقنى أن تطاردنى مصلحة الضرائب كلما هفنى المزاج وكتبت قصة، فتلاحقنى بالخطاب تلو الخطاب لإحضار المستندات، وأصرف ما يتبقى من قروش المكافأة بعد خصم ضريبة المنبع من اللف على كل المصالح والأجهزة التى يحتمل أن يتعامل الأديب معها لإحضار شهادات رسمية بقيمة ما أخذته.
لم يكن عدوية يعرف شيئا عن عبدالعال الحمامصى، أو بالأدق لم يكن يهتم بذلك، والطريف أنه عندما عرف أن الحمامصى وضع اسمه على مجموعة قصصية من تأليفه قال: الراجل حط اسمى على كتاب، والكتاب أخد جايزة، كتر خيره وكله بتاع ربنا.
حالة الهجوم على أحمد عدوية دفعت الدكتور عبدالقادر حاتم عندما كان يتولى رئاسة المجالس القومية المتخصصة- هو الذى أسسها وظل رئيسا لها لما يقرب من ٢٢ عاما- إلى أن يصدر تعليماته بتشكيل لجنة لدراسة ظاهرة أحمد عدوية، التى وصفها وقتها بأنها ظاهرة اجتماعية خطيرة تحتاج للدراسة والتحليل وإلى وضع حلول علمية لمكافحتها.
هذا الهجوم وغيره الكثير قد يهيئ لك أن عدوية كان يغنى أى كلام يأتيه، على أساس أنه لم ينل حظا من التعليم يمكنه من الاختيار الجيد للكلمات، وكل ما فى الأمر أنه كان يعتمد على ذائقته وحسه الشعبى فى الاستقرار على الكلمات التى يمكن أن تجذب جمهوره، أو بلغته هو «تجيب مع الناس»، ولأن الوضع العام كان منهارا، والكلمات كانت عبثية، فقد نجح كل هذا النجاح الباهر الذى لم ينافسه فيه أحد.
فى بداياته لم يتحدث عدوية عن طريقته فى اختيار الكلمات، ولم يكن مهتما بأى حديث عما يفعله، كان كل ما يشغله أن يغنى فقط، لكن فى سنوات توهجه وتألقه الأخيرة، بدأ يتحدث عما يمكننا اعتباره فلسفة المطرب الشعبى.
وهنا أتوقف عند محطات محددة فى كلامه الذى جاء عبر بعض الحوارات الصحفية المتناثرة.
فى جريدة السياسة الكويتية، ٢٥ ديسمبر ١٩٨٨، أى قبل شهور من حادثته الشهيرة التى أفقدته الكثير من فرص استمراره منفردا بساحة الغناء الشعبى، تحدث عدوية عن أغنياته ولونه ومزاجه.
يقول عدوية: أنا مطرب شعبى متطور وحفضل مطرب شعبى، ولن أتحول إلى مطرب تخدير وتنويم، يعنى لا يمكن تكون الأغنية عندى خمس دقايق وأغنيها فى نصف ساعة وأعيد وأزيد وأكرر فيها بطريقة لا يرضى بها إلا السكارى والحشاشون، أنا مطرب شعبى، والشعب فى حالة وعى دائم، ويجب أن يبقى فى أعلى حالات الوعى واليقظة.
يصل عدوية إلى أغنياته، يقول عنها: أغنياتى هى السهل الممتنع، هى السندوتش الذى يتناوله الناس البسطاء فى الشارع وهم يتحركون وسط الزحام، لا هم مخدرون أو تائهون أو ضائعون، الناس يرددون أغنياتى بالنهار وتحت لهيب الشمس لا تحت أضواء الشموع.
حالة من النضج يتحدث بها عدوية هنا، قد تستبعدها أو لا تصدق أنه من يتحدث أساسا، فقد كان محرر الحوار تدخل ليعيد صياغة كلماته، لكنه على أى حال يبدو أنه يعى جيدا أهمية ما يفعله.
تحدث عدوية مرة أخرى.
فى حواره مع مجلة نصف الدنيا ٣١ ديسمبر ٢٠٠٠، أى بعد الحوار الأول بـ١٢ عاما كاملة، يقول: الذين كانوا يصفون أغنياتى بالتدنى والهبوط هم أول من كانوا يسمعوننى، لأنهم كانوا يسيرون على طريقة خالف تعرف.
يوجه عدوية كلامه بعد ذلك إلى الزميل مصطفى الجمل الذى أجرى معه الحوار، يقول: سيبك أنت يا أستاذ من الألاطة الكدابة دى، أمال أنا شرايطى كلها كانت بتروح فين، يعنى الشعب المصرى كله كان ذوقه هابط، إذا كنت أنا صاحب ذوق هابط، فمن إذًا المطرب الشعبى الذى يرضى أذواقهم منذ أن ظهرت؟.
يعلن عدوية غضبه ممن يتهمونه بالتدنى معتمدا على من كانوا يسمعونه، يقول: ثم كيف يقولون إننى صاحب ذوق هابط وأنا الذى غنيت فى عيد ميلاد الرئيس السادات، وقد كنت مطربه المفضل، فهل كان الرئيس الراحل صاحب ذوق هابط؟.. هابط إيه وأنا أول واحد وزع خمسة ملايين نسخة من ألبوم «زحمة يا دنيا زحمة».. مليون أسطوانة بيك آب وأربعة ملايين شريط كاسيت.
عدوية الثانى ليس هو عدوية الأول.
الثانى هو الحقيقى، الذى يتحدث بعفوية، لا يبحث عن كلمات منمقة ليضع على أجنحتها المعانى، لا لأنه لا يريد ذلك، ولكن لأنه لا يعرفه من الأساس، ولذلك أصدقه وهو يتعجب من أن هناك من يعتبر أغنياته هابطة، لأنه لا يرى فيها ذلك، لسبب بسيط أن هذا ذوقه وهذه ثقافته، وهذا ما تربى عليه.
لا يمكن فى لحظة معينة الاستسلام مثلا لما يردده البعض الآن، من أن الجمهور اكتشف أحمد عدوية، ووجد أن أغنياته لم تكن هابطة، لأن ما جرى أن عدوية أصبح جزءا من الماضى، وأعتقد أن موجة الحنين التى اجتاحت الجميع لكل ما هو ماض وقديم استفاد منها عدوية ربما بأكثر من الآخرين، فهناك أجيال ترى أنه عبقرى عصره، رغم أنه فى الحقيقة لم يكن إلا دليلا على عصره.
ليس معنى كلامى بالطبع أن عدوية كان يقدم شيئا بلا قيمة، على العكس تماما، فما قدمه من أغنيات كانت قيمتها عالية جدا لدى أصحابها، فلم تكن أغنيات المطرب الشعبى موجهة إلى جموع المصريين، ولكن إلى فئات وجدت فيها نفسها ومعبرا عنها بشكل كامل، وأعتقد أنه من حق أحمد عدوية أن يدافع عن نفسه وعما قدمه، لأنه بذلك يدافع عن عمره وتاريخه كله.
شىء من هذا قام به حسن أبوعتمان، الشاعر الأكثر إنتاجا لعدوية، لقد نالته الاتهامات هو الآخر، فهو صاحب الكلمات التى وضعها المصريون فى خانة الابتذال، وتخيل أنه اضطر ليشرح مقاصده من أغنياته، وهى مقاصد بالمناسبة كانت بعيدة كل البعد عما فهمه الناس.
سأعود بكم مرة أخرى إلى الحوار الذى أجراه الزميل محمد حمدى القوصى مع أولاده الثلاثة محمد وكريم وأخلاق، حيث نقلوا له ما قاله والدهم عن أغنياته الشهيرة.
قبل أن يلتقى أبوعتمان بعدوية كان قد كتب أغنيته الشهيرة «سلامتها أم حسن»، جرى ذلك تحديدا فى العام ١٩٦٧، وتعامل أبوعتمان مع مصر بعد الهزيمة على أنها أم حسن، أى أمه هو، متمنيا لها السلامة من النكسة، وأن تخرج من أوضاعها السياسية والاقتصادية، أى أننا أمام أغنية سياسية من المقام الأول.
ما رأيك أن تقرأ كلمات الأغنية على ضوء تفسير أبوعتمان لها.
تقول الأغنية: سلامتها أم حسن م العين وم الحسد وسلامتك يا حسن م الرمش اللى حسد جالها الدور اللى ماشى والدور منيمهاشى والعين ماسيبهاشى محسودة أم حسن ملبوخة ليه ملبوخة م الفكر جالها دوخة حرقت شبة وفاسوخة ملاقتش أم حسن عملولها الزار لطشها وكأنه عيار دوشها ياريت كان حد حاشها معذورة أم حسن جرى إيه يا أم حسن لايميها واخجلى لا بخور ولا زار بينفع ما تفوقى وتعقلى.
إذا كنت رأيت شيئا مما قاله حسن أبوعتمان عن أغنيته، فهذا خير، وإن لم تجد، فواصل استمتاعك بالأغنية كما كنت تستمع من قبل.
بعد حرب ٧٣ كتب حسن أبوعتمان أغنية «كله على كله»، وهى أغنية يمكن اعتبارها من أغانى الكيد السياسى، فلم يكن يغيظ إسرائيل بها، بل كان يردح لها.
اقرأ كلمات كله على كله مرة أخرى على ضوء مقصد أبوعتمان.
تقول الأغنية: كله على كله لما تشوفه قول له هو فاكرنا إيه مش ماليين عينيه روح قول له حصل إيه كله على كله بره واللى بره مين ده احنا معلمين لو الباب يخبط نعرف بره مين قوله إن كنت تقيل ولا مالكش مثيل قلبى مهواش مسرح لهواية التمثيل.
يمكن أن يكون حسن أبوعتمان مبالغا فيما ذهب إليه بالطبع، لا أكذبه، لكن السياق الذى وضعت الأغنية فيه، وخاصة ضمن أحداث فيلم «المتسول» الذى لعب بطولته عادل إمام، يجعلنا لا نميل لما يقوله كاتبها، فقد قالها متسول يغازل بها المعلمين المسئولين عن إمبراطورية المتسولين، لكن على أية حال لو سمعت الأغنية الآن كما يقصدها أبوعتمان، ستجد أنها صالحة لأن تكون رسالة من الشعب المصرى للعدو الإسرائيلى: هو فاكرنا إيه مش ماليين عينيه.
الأمر نفسه ينطبق على أغنية «حبة فوق وحبة تحت»، التى من كلماتها: يا أهل الله يا اللى فوق ما تطلوا ع اللى تحت ولا خلاص اللى فوق مش دارى باللى تحت طاب حبة فوق وحبة تحت».
لا يمكن أن تتعامل مع هذه الأغنية على أنها سطحية أبدا، فبها معنى فلسفى عميق يلخص حقيقة الحياة التى يعيشها الناس، بل تعكس قانونا من قوانين الله فى الأرض «وتلك الأيام نداولها بين الناس»، فلا أحد يظل طول عمره «فوق» ولا أحد يظل طول عمره «تحت» بل نتبادل الأدوار، والمهم أننا عندما نعرف ذلك أن نعطى من هم «تحت» عندما نكون نحن «فوق»، حتى يمنحنا من هم «تحت» عندما يصبحون «فوق».
أما الأغنية التى يعتبرها البعض درة التاج فى مسيرة عدوية وحسن أبوعتمان، وهى أغنية «زحمة يا دنيا زحمة»، فيقول ابن أبوعتمان الأوسط محمد عنها: هذه الأغنية لحنها هانى شنودة، وكانت مناسبة كتابتها أن والدى مر مع أحد أصدقائه عام ٧٨ على نقطة تفتيش «كمين»، فتم اقتياده إلى الحجز مع صديقه، وعندما دخله وجد زحاما شديدا، وسمع صديقه يردد: إيه الزحمة دى، فكتب الأغنية كاملة وهو فى الحجز.
الأغنية تعبير عن موقف مر به أبوعتمان ولا أكثر من ذلك، لكنها تحولت إلى توصيف حى ومتكامل عن حالة الزحام وأخلاقها التى يعانى منها الشعب المصرى، تقول كلماتها: زحمة يا دنيا زحمة زحمة وتاهوا الحبايب زحمة ولا عدش رحمة مولد وصاحبه غايب آجى من هنا زحمة أروح هنا زحمة هنا أو هنا زحمة الساعة الا تلت وميعادى معاه تمانية لا من السكة دى رحت ولا لاقى سكة تانية كتير الناس كتير وأنا عايز أوصل وأطير.
لا أحاول صناعة تاريخ من الجدية لأحمد عدوية ومجموعته، وأعتقد أن الذين يتيهون ولهًا بما قدمه عدوية الآن، تعجبهم الحالة المزاجية التى يمثلها، أكثر من إعجابهم بأى شىء آخر، فقط أشير إلى أن هؤلاء الذين صنعوا مجدا لمطربهم، كانوا يعملون ببساطة وفطرة، لم يبحثوا هم عن المجد أو الشهرة، كانوا صادقين، ولهذا ربما عاش ما قدموه على رغم اختلاف الجميع معهم.
هل سقط من أيدينا الشيخ كشك؟
بالطبع لا، أعتقد أن الشيخ كشك لو كان قابل حسن أبوعتمان، لتغير كثيرا، وتخيل أن الشيخ الموهوب ابن النكتة والقفشة والأداء المميز كان احترف الغناء، كنا ربحنا فصلا مهما فى تاريخ الفن المصرى، لأننا فعليا لم نربحه لا داعية ولا فقيها، فقد بذل جهدًا هائلًا لمناصرة قضية باطلة، ولا تقل لى إن كشك كان يدافع عن الإسلام، فدفاعه كله كان عن جماعات ضالة ومضللة.