رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضابط شرطة يحاكم «كرارة» و«رمضان»

كرارة لقطة من المسلسل
كرارة لقطة من المسلسل

- لا يوجد سلاح «آر بى جى» يستطيع اصطياد طائرة
- مشهد إعلان قبول «زين القناوى» بكلية الشرطة غير مواكب للفترة الحالية


يجسد الفنانان محمد رمضان وأمير كرارة شخصيتى ضابطى شرطة فى مسلسلى «نسر الصعيد» و«كلبش»، على الترتيب.
وفى الحلقات الأولى من المسلسلين أثارت بعض المشاهد سخرية المشاهدين، واصفين إياها بـ«الساذجة»، كما تداول ضباط شرطة، على صفحاتهم، بعض المشاهد من العملين حملت تعليقاتهم. ونظرا لأن المسلسلين يتناولان طبيعة عمل ضباط الشرطة بما تحملة من كواليس وألغاز، كان لا بد أن يصدر التقييم عن متخصص لا عن ناقد فنى.. «الدستور» التقت النقيب رامى ياسين، الضابط بمديرية أمن الدقهلية، ليحلل ويقارن بين أداء البطلين.

رؤية عامة.. «كلبش» أقرب للحقيقة.. و«الداخلية» لم تراجع السيناريوهات
قال النقيب رامى، إن «كلبش» أقرب للحقيقة، مشيرا إلى أنه لم يتضح حتى الآن الحقبة الزمنية التى تدور فيها أحداث «نسر الصعيد».
وأضاف الضابط: «أنا بحترم السيناريست اللى بيهتم بالتفاصيل، والمنافسة الحقيقية ليست فقط بين أمير كرارة ومحمد مضان، ولكنها أيضا بين السيناريست باهر دويدار مؤلف كلبش، ومحمد عبدالمعطى مؤلف نسر الصعيد»، مستبعدًا أن تكون وزارة الداخلية تدخلت فى مراجعة السيناريو.
وحول تقييمه للنجمين، رأى أن أمير كرارة استطاع أن يساهم فى تحسين الصورة الذهنية للقب الدارج إطلاقه على رجال الشرطة وهو «باشا»، وتمكن من خلال إيفيه المسلسل من ضم اسم مصر للقب الباشا، لتحقق جملة «باشا مصر» قبولا كبيرا بين رجال الشرطة، لدرجة انتشارها بين المواطنين كنوع من التقدير لتضحيات الضباط، بينما لم يحقق محمد رمضان، من وجهة نظره، حتى الآن إضافة ملموسة.
أما عن نسبة المشاهدة بين ضباط الشرطة، ذكر أن نسبة مشاهدة الضباط للدراما الرمضانية بشكل عام ضعيفة جدا، بسبب الخدمات وضغوط العمل مع رفع حالة الطوارئ ومنع الراحات، ليحول ذلك دون المشاهدة المتأنية، ولكن مشاهد المطاردات التى تبث عبر «فيسبوك» تتم متابعتها من قطاع كبير من الضباط، إلى جانب المشاهد التى تحتوى على أخطاء فنية.
وأشار إلى أن عائلات ضباط الشرطة تبقى هى المحور الجوهرى لتقييم المسلسلين، موضحا أن الحلقات الأولى من «كلبش» كانت لها ردود فعل باتصالات هاتفية أجراها الأقارب والجيران بأسرته للاطمئنان عليه والثناء على عمله كضابط شرطة.
وكشف عن أن أغلب زملائه أكدوا أن الروابط والدعم الأسرى زاد والدعوات تعالت من الجميع وليس الأسرة فقط، بعد مشاهدة الحلقات الأولى من «كلبش».
وعن الجانب السلبى، قال النقيب رامى: «تجسيد دور ضابط الشرطة فى الأعمال الدرامية يزيد من قلق زوجات الضباط وأسرهم، رغم أن القلق موجود فى الأساس بسبب الأحداث التى شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية والعمليات الإرهابية التى استهدفت مئات الشهداء من رجال الشرطة».


كلبش.. استخدام السيارة كساتر «خطأ».. وتقييد المتهمين بـ«الحبل» غير وارد
شهد مسسلسل «كلبش» بعض المشاهد التى أثارت جدلًا وقال النقيب رامى عنها: «كلبش كويس بس فيه بعض التفاصيل غير المنطقية، فمثلا السيارة هى أسوأ ساتر ممكن أن يستخدمه الضابط، خصوصًا إذا كان التعامل مع إرهابيين يحملون أسلحة ثقيلة».
وأوضح أن اتخاذ سليم الأنصارى باب السيارة ساترا أثناء إطلاق النيران عليه من «مدفع نص بوصة» الذى يخترق الجدران، يستحيل أن يبقى على قيد الحياة.
وأشار إلى أن الضرب كان بطبنجة طلقاتها «عيار ٩ مللى» وهى قادرة على اختراق السيارة بسهولة بفتحات دخول وخروج، معتبرًا أن إخراج المشهد بهذا الشكل يؤكد أن الضابط سليم الأنصارى عمليا «شهيد» من الحلقة الأولى. وأشاد النقيب رامى باستخدام صناع العمل طائرة خلال مداهمة البؤرة الإرهابية بالفيوم، موضحا أن ذلك إبداع فى حد ذاته، لكنه انتقد استخدام سلاح «آر بى جى» فى اصطياد الطائرة ، لأنه لا يوجد سلاح «آر بى جى» يستطيع اصطياد طائرة.
وأكد النقيب أن الصواريخ المضادة للطائرات معلومة لدى الإرهابيين والمتهمين الجنائيين، مشيرا إلى أنه تم ضبط قطع كثيرة منها خلال حرب الدولة على الجريمة بشقيها الإرهابية والجنائية.
وعلق على مشهد القبض على الإرهابى «أبوالعز» واقتياده بحبل، قائلا: «قد تكون رسالة من المخرج الشاب بيتر ميمى كنوع من إذلال الإرهابيين، وإن صح تخمينى فهى رسالة يُحترم عليها، ولا بد أن نوجه رسالة شكر إلى ذلك المخرج المجتهد، ولكن فى الواقع لا نستخدم الحبل نهائيا فى تقييد المتهمين، حتى وإن كانوا إرهابيين، فالكلابشات هى الوسيلة الوحيدة التى تُستخدم أثناء عملية الضبط».
واستطرد: «فى تفاصيل مهمة جدًا فى كلبش تمثل إخفاقات فى المشاهد المتزامنة مع تسلم سليم الأنصارى عمله فى مصلحة السجون، وهى أن المسجون السياسى لا يختلط بالجنائى، فيتم فصلهما داخل الحبس».
وتابع: «جايبين واحد متهم فى قضية تخابر محبوس مع جنائى، وده مش صح حتى فى السجون المركزية اللى فى الأقسام والمراكز يتم فصل السياسى عن الجنائى، كما يحدث ذلك فى سيارات الترحيلات».
وانتقد النقيب رامى أيضا «لوكيشن السجن»، موضحا أنه ليس واقعيا، ومن الواضح أنه سجن قديم عتيق وليس سجن طرة أو المزرعة.
وأثنى النقيب، فى المجمل، على السيناريست باهر دويدار، قائلًا: «حتى الآن تسير الأحداث بشكل جيد».

«نسر الصعيد».. وجود طلبة الشرطة بالبدلة فى الأماكن العامة لا يجوز
وصف النقيب رامى مسلسل «نسر الصعيد» بـ«الأوفر»، قائلا: «توجد تعليمات مشددة داخل كلية الشرطة بحظر التواجد بالبدلة فى الأماكن العامة، يعنى ما ينفعش يروح بيها فرح أو عيد ميلاد أو يقعد على كافيه، ولكن زين القناوى قرر حضور عيد ميلاد بالبدلة، لذلك فهو معرض للخضوع للائحة الجزاءات».
وأوضح أن المستجدين لا يتوجهون للكلية بالبدلة الميرى فى أول يوم، بل إن الدخول يكون بـ«الملكى»، وقال: «زين القناوى لسه مستجد وشعره طويل جدًا، ده حتى طلبة رابعة مش مسموح شعرهم يبقى بالطول ده».
وأشار إلى أن هناك بعض الضوابط والقيود للفصل بين حياة الطالب المدنية ما قبل دخوله الكلية، والحياة العسكرية فور دخوله، مثل الجلوس والتحرك بتعليمات وليس على هوى الطالب كما فعل «زين» بجلوسه على السرير داخل عنبر المستجدين.
ورأى أن مشهد إعلان دخوله كلية الشرطة غير مواكب للفترة الزمنية الحالية والتطور الذى شهدته وزارة الداخلية وأكاديمية الشرطة حيث التقديم الإلكترونى وإعلان النتائج إلكترونيًا، وبذلك فمشهد رؤية «زين» لنتيجته المعلقة داخل حرم الكلية يوضح أن أحداث المسلسل فى فترة سابقة.
وذكر أن المشهد الحوارى بين «زين» ووالدته الفنانة وفاء عامر عن أمنياتها القلبية بزواجه، واستجابته لما تقول يعبر عن عدم دراية بقوانين كلية الشرطة التى تمنع زواج الطالب خلال فترة دراسته.
وتابع النقيب رامى: حتى لا نكون جلادين لمسلسل نسر الصعيد، فدعونا ننتظر الأحداث المقبلة.
فى ذات السياق، قال النقيب رامى إن المؤلف عصام يوسف عند كتابته مسلسل «ذهاب وعودة» بطولة النجم أحمد السقا كان يطلب أن أكتب له الحوارات الشرطية وصيغة المحاضر والتفاصيل الصغيرة.
وأضاف أن السيناريست عمرو سمير عاطف فى فيلمه الجديد للفنان يوسف الشريف الذى تدور أحداثه حول جهاز الشرطة طلب مراجعة التفاصيل الصغيرة لكى تكون أقرب للحقيقة مثل «اللبس والكلام وشكل المركبات».