رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الصوت والضوء" بالأهرامات.. حكاية مشروع يحكى تاريخ الفراعنة

جريدة الدستور

إذا كنت من عشاق الذهاب إلى الأهرامات أحد عجائب الدنيا السبع التي تمثل رمزا مصريا شاهدا على الحضارة الفرعونية التي ما زالت تُبهر العالم إلى وقتنا هذا، فأنت تحتاج إلى معرفة أهم المشروعات التي أدت إلى تطوير ساحة الأهرامات في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وهو مشروع الصوت والضوء لإنارة الأهرامات ليلا وإقامة الحفلات والعروض التي تحكي تاريخ مصر الفرعوني.

ثروت عكاشة وزير ناصر يقترح تصور المشروع

في عام ١٩٦١ قرر ثروت عكاشة وزير الثقافة في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إنشاء مشروع الصوت والضوء بالإهرامات عقب اقتراحه فكرة المشروع لعبدالناصر الذي وافق عليه وجاءت الفكرة عندما شاهد عروض الصوت والضوء فى باريس بقصر فرساي ومن هنا قرر وسعى ونفذ هذا المشروع ووقع الاختيار على الأهرامات إذ وجد أن تاريخ الأهرامات يحكى بروايات كثيرة ومثّل أكبر نجوم الفرق المسرحية آنذاك فى مصر والعالم المشروع بأكثر من لغة (العربية - الإنجليزية - الألمانية - الفرنسية)، وتم تحضير المشروع وانطلق فى 13 أبريل 1961.

ناصر يفتتح أول مشروع لعروض الصوت والضوء بالأهرامات

حضر الرئيس جمال عبدالناصر وبصحبته ولى العهد اليونانى أول عرض للصوت والضوء ومنذ ذلك الوقت وحتى يحرص معظم رؤساء وملوك العالم على حضور عروض الصوت والضوء في أثناء زيارتهم لمصر.

وتدور أحداث العرض حول قصه كل أثر من خلال مؤثرات بصرية وصوتية تجمع الماضى، ومدة العرض ساعة واحدة تقريبا، ويتم سرد القصة بأكثر من لغة (العربية- الإنجليزية- اليابانية- الفرنسية الإيطالية- الألمانية- التشيكية-الروسية- الصينية - البولندية- الإسبانية) كما يتاح سماعات الترجمة الفورية.

الانتقال إلى الكرنك

تم تنفيذ هذ المشروع فى معبد الكرنك عام 1972 والذي يروي العرض التاريخ الدرامي لطيبة فى جو حالم يعود بالمُشاهد إلى أحداث التاريخ القديم ثم يـأتى تنفيذ هذاالعرض بمعبد أبو سمبل الذي يروي قصة رمسيس الثاني ثم فيلة حيث المعبد الواقع بقلب جزيرة فى النيل والوصول إليه يكون عبر مراكب شراعية وأخيرا معبد إدفو بمدينة إدفو الذى يحكي قصة الإله حورس.

الحياة تعود للأهرمات مرة أخرى

ومرت السنون ولا يوجد سوى جهاز بروجكتور ليزر واحد فقط ينير الأهرامات في حفلا ت الصوت والضوء إذ لم يتم تطوير شركة مصر للصوت والضوء منذ تأسيسها عام ١٩٦١ حتى جاء عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ووضعت الحكومة مخططا لتطوير عروض الصوت والضوء في منطقة الأهرامات وأبوالهول الذي يحكي تاريخ مصر الفرعوني عبر مناقصة عالمية حصلت عليها شركة برايزم إنترناشيونال الفرنسية مقابل ضخ استثمارات ٥٠ مليون دولار لإنشاء منطقة مطاعم وكافيهات ومدرجات جديدة لمسرح العرض وتقديم حفلات العروض عبر ١٨٠ جهاز بروجكتور ليزر على أحدث تكنولوجيا عالمية إذ يحصل مصصم العروض والتطوير على ١٥ مليون دولار وتتولى الشركة العالمية إنارة برج إيفل في فرنسا وبرج خليفة في دبي.

مشاركة ساويرس
ومؤخرا شارك رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس برايزم إنترناشونال الفرنسية في صفقة تطوير عروض الصوت والضوء مقابل ضخ ١٠ ملايين دولار في المشروع الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية ٥٠ مليون دولار وأصبحت الشركة تحت مسمى أوراسكوم برايزم إنترناشونال الذي من المقرر أن تصل عوائده السنوية إلى أكثر من ١٠٠ مليون جنيه عقب الانتهاء من التطوير العام المقبل وتحصل الشركة العالمية على حق انتفاع لإدارة المشروع لمدة ٢٠ عام مقابل حصول مصر للصوت والضوء ووزارة الآثار على ٣٠ % من إيرادات المشروع السنوية تزيد النسبة كل ٥ سنوات.

ومن المقرر أن يساهم المشروع في زيادة حجم السياحة الوافدة سنويا إلى مصر عقب الانتهاء من التطوير إذ تتولى الشركة العالمية ترويج وتسويق المشروع والحفلات عالميّا.