رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حاتم السروي: كتابة عبد الباقي عن السجن أضافت لنا حصيلة من المعلومات

جريدة الدستور

قال الناقد حاتم السروي إن لغة سمير عبد الباقي تتسم بالتماسك والجمال والجاذبية، ولا تخلو من الشاعرية والصور المستعارة، فضلا عن أنها لغة مرنة بإمكان كل القراء على اختلاف مستوياتهم أن يفهموها.

وأضاف السروي خلال مناقشة فعاليات رواية «زمن الزنازين»، أننا نرى عبد الباقي وهو يتحدث عن السجن يتميز بحكمة قلّ أن يوجد لها نظير في عصرنا الحالي الذي اختفت فيه الحكمة أو كادت، ويتميز سمير عبد الباقي بالاستبطان ورؤية الكامن وراء المحسوس وقراءة ما بين السطور، وحكمته ليست غريبة على رجل مخضرم عاش عهودا وعاصر حكاما وقرأ الشعر والرواية ثم كتبهما، وفضلا عن هذا فقد جاوز السبعين منذ فترة.

وتابع السروي: «ما أثار إعجابي في لغته بساطتها ويبدو أن لكتابته شعر العامية أثر في ذلك فهو لم يتعاضل علينا، ولم يتعال على قارئه وكانت روايته مثيرة وفي ذات الوقت سهلة.. ولم يغب الحس الديني عن الرواية»، مشيرا إلى أن سمير عبد الباقي بكتابته عن السجن أضاف لنا حصيلة من المعلومات، وفتح آفاقنا على عالم مختلف وأضاف لمعارفنا الإنسانية بعدا جديدا من التجربة وعلمنا كيف ننتصر على النفس، ونتعلم الصبر ونواجه مآسي الحياة بكل قوة وجل.

ونوه إلى أن رواية زمن الزنازين لسمير عبد الباقي تنتمي إلى نوعين من الأدب يمتزجان معا داخل عمله وهما أدب السجون وهو من بين الأجناس الأدبية له أهميته الخاصة، وتفرده من حيث كونه يتناول موضوع مصادرة الحرية وقسوة المعاملة مع السجناء ورطوبة الزنزانة وبردها الزمهرير وعزلة الإنسان المنفي من الأرض.

وأكد أن عبد الباقي هنا يتجاوز السجن وظيفته التربوية إلى ان يصبح مكانا قذرا مترعا بالممارسات اللاأخلاقية التي قد تؤدي بالسجين إلى الانهيار والجنون والضياع وربما الانتحار.. والكاتب يعي تماما أنه يكتب في أدب السجون بل ويتسائل في بداية روايته عنا يمكن أن يضيفه لهذا النوع الأدبي المتميز.

وأخيرا قال السروي، ينتمي هذا العمل إلى عالم السيرة الذاتية ويتمتع بكل معالم البوح والاعتراف والشفافية التي تتسم بها أعمال السيرة الذاتية هذا على الرغم من قلة الكتابات العربية التي يمكن وصفها بالسير الذاتية لأن هذا النوع تحديدا يعتمد على مواجهة الذات والقارئ عند استحضار الأحداث وتحمل الأديب لمسئوليته الأخلاقية حيال ما يكتبه من أحداث لابد أن تكون حقيقية وفق منطق السيرة الذاتية فهي أحداث لا تقبل التزييف والتحايل او انتقاء بعضها وحذف البعض الآخر.