رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزيزتى مونيكا


أكتب إليك الآن بعد أن أصابنى القلق من اختفائك، لا صور جديدة ولا فيديوهات ولا أى شىء.. يا قلبك.. يا مونيكا بيلوتشى. فى مصر، يختفى المواطن قسريًا لأشهر حتى يظهر نعيه فى فيديوهات داعش، بالتأكيد الأمر يختلف عندكم فى أوروبا، أظنكم انتهيتم من وضع الخطوط الفاصلة بين التحرش والاعتداء، وحددتم الفرق بين الاغتصاب و«السلوك غير المنضبط».
فى مصر ما زلنا فى مرحلة حرجة، انتقلنا فيها من مرحلة التحرش بالنساء «عينى عينك»، إلى اغتصاب المرأة «فى سياق الدراما»، أو فى «محيط الجريون».
ربما يجهز أحدهم الآن كتابا تحت عنوان: كيف تمارس الحب و«تبقى فى السليم»؟، أولى قواعده أن تصبح لك شلة قوية تدافع عنك بالحق والباطل.. لا أقصد هنا «هشام جنينة» الذى فتح صدره فى حوار مسجل، وعمل فيها عنتر، وعندما تأكد أن الدولة ما بتاكلش من الكلام ده جاب ورا، وردد أنه تحت تأثير الصدمة والأدوية، دون أن يحدد أى صدمة كان تحت تأثيرها عندما ضرب تصريحا عن حجم الفساد ثم تراجع عنه، أم أنه تعاطى نوعا من الأدوية أصابته فى قاع العين. صحيح أن المثل يقول «العين عليها حارس» لكننى بحثت طويلًا فاكتشفت أن قاع العين ما لوش ضهر وممكن يتكسر عادى.. نحن لا نفرق بين الأمراض، يا مونيكا، كلها ابتلاء من الله، نحلم جميعا بالطبيب الأقرع اللذيذ الذى يظهر فى أفلام الأبيض وأسود وينصح أهل المريض بإنهم ياخدوه العزبة كام يوم يريح أعصابه، لكننا نصدق أطباء اليومين دول ولا نراجع وراهم.. طالما قالوا إن جنينة يعانى من اضطراب ما بعد الصدمة وكسر فى محجر العين، نصدقهم.. مثلما صدقوا الأطباء العالميين الذين أخبروهم، صحيح أنهم لم يذكروا اسم طبيب عالمى واحد، لكن فكرة الطبيب العالمى ترتبط عند المصريين بمستر طومسون، الذى كان يعالج عبدالحليم حافظ وآخرين فى أفلام الأبيض وأسود، يسافر مريض ويرجع صحته زى الفل.. هل ننكر تاريخنا السينمائى من أجل تكذيب أسرة هشام جنينة؟.. مستحيل!.
صدقناهم يا مونيكا لأننا شعب طيب، لكن لا أعرف سبب عدم تصديق الشلة، هل كانت تنتظر شيئا ما قبل الهجوم عليه؟.. ربما، أقول ربما لأن الهجوم زاد عليه من نفس الشلة التى كانت تدافع عنه، وتعتبره رمزا ثوريا، وبطلا يمكنه أن يلعب دورا، فاكتشفت أنه لا «كهربائى ولا بيفهم فى الكهربا».
بالتأكيد أنت غير مهتمة بما يحدث، لكنى قرأت أنك ستأتين قريبا، ونصيحة لوجه الله اصنعى لك شلة لأنك هتحتاجيها.
تحياتى
العنوان: إيطاليا.. قبل محطة البنزين
شكرًا ساعى البريد