رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تعد إسرائيل جيشها لحرب إقليمية؟!!

هل تعد إسرائيل جيشها
هل تعد إسرائيل جيشها لحرب إقليمية؟!!

يعتقد الإسرائيليون أنه يتعين قتال سوريا وإيران وحزب الله في آن واحد في سيناريو غير مسبوق لعرقلة إمكانية إطلاق آلاف الأسلحة.

وعندما تقصف طائرات إسرائيلية سوريا كي تحرمها هي أو حلفاؤها من الحصول على أسلحة "تغير من قواعد اللعبة" فإنها تتصرف طبقًا لقاعدة جوهرية واحدة ألا وهي ضمان احتفاظ إسرائيل بالتفوق العسكري حتى تكون لها السيادة سريعًا في أي حرب.

وعلى قائمة اهتمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أربعة أنواع من الأسلحة المتطورة، وهي أسلحة روسية أو إيرانية والتي قد يؤدي نقلها من سوريا إلى مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية إلى إعاقة خيارات إسرائيل الاستراتيجية.

ورغم تفوقهم العسكري على سوريا وحزب الله وإيران فإن الإسرائيليين يعتقدون أنه قد يتعين قتال جميع هؤلاء الأعداء الثلاثة في آن واحد في سيناريو غير مسبوق تعرقله إمكانية إطلاق آلاف الأسلحة على إسرائيل.

وهذا يعني كما حذر قائد القوات الجوية الميجر جنرال عمير إيشيل في خطاب صريح وغير معتاد الأسبوع الماضي بأنه يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعدا "بكامل قوته" في اي مكان تقريبا وخلال بضع ساعات من صدور الاوامر.

لكن ايشيل قال ان هذه القدرة تعترضها الأسلحة التي بحوزة سوريا في وقت يخوض فيه الرئيس بشار الأسد قتالا ضد انتفاضة مستمرة منذ اكثر من عامين "بأفضل انظمة دفاع جوي روسية متاحة".

وقالت مصادر مخابرات إن احدى هذه الانظمة وهي صواريخ اس ايه 17 كانت على متن قافلة في طريقها إلى حزب الله عندما قصفتها طائرات حربية إسرائيلية في اواخر يناير .

وأدت غارتان جويتان اخريان قرب دمشق هذا الشهر إلى تدمير صواريخ فاتح 110 أرض-أرض تم نقلها جوا من إيران وكان ينتظر نقلها إلى حزب الله.

وتقول إسرائيل إن نوعي الاسلحة الاخرين اللذين يرصدان اي دلالة على تسليمهما إلى حزب الله هما الرؤوس الكيماوية السورية وصواريخ ياخونت الروسية المضادة للبوارج والتي قد تصد البحرية الإسرائيلية وتهدد منصات الغاز التابعة لها في البحر المتوسط.

ويعتمد الإسرائيليون منذ فترة طويلة على طائراتهم الحربية ذات التقنية العالية وطائرات الهليكوبتر والطائرات بلا طيار للابقاء على اي حرب على ارض العدو لكن في حين ان قوتها الجوية قد تتفوق على اي خصم في الشرق الاوسط الواحد تلو الاخر فانها قد تواجه صعوبات لمواصلة طلعات على مسافات بعيدة خاصة اذا كانت إيران طرفاً في الصراع.

وقال فيليب هانديلمان وهو خبير طيران أميركي "مواصلة العمليات الجوية المكثفة بعيدًا عن الوطن ليس هدفاً داخل نطاق المهمة الإسرائيلية".

وقال ايشيل إن النظام الدفاعي الجوي الروسي الاكثر قدرة وهي صواريخ اس-300 طويلة المدى "في طريقها" إلى سوريا. ولم يذكر كيف حصل على هذه المعلومات لكن تصريحاته قد تشير إلى ان مناشدة نتنياهو لروسيا لالغاء مثل هذه الصفقة قد باءت بالفشل.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 13 مايو ايار إن بلاده ليست لديها اي خطط جديدة لبيع نظام دفاعي جوي متطور لسوريا لكنه ترك الباب مفتوحا امام امكانية تسليم مثل هذه الانظمة بموجب تعاقد قائم بالفعل.

ونقل مسؤول إسرائيلي كبير عن نتنياهو قوله في تصريحات غير رسمية ان صواريخ اس-300 تستطيع "تحويل إسرائيل إلى منطقة حظر طيران" ومنع الطيران الاسرائيلي من القيام بطلعات فوق لبنان.

وقال عاموس جلعاد وهو مسؤول دفاعي إسرائيلي في حديث اذاعي ان صواريخ اس-300 إذا سلمت لسوريا قد تصل في نهاية المطاف إلى ايدي الإيرانيين ومن ثم "تهدد الخليج" وتعرق اي خطة لشن ضربة وقائية على المواقع النووية الإيرانية.

وقال ايشيل في تحذيرات مماثلة عن قدرات ترسانة الاسلحة التقليدية الإسرائيلية انها لن تحقق اي "انتصارات" لكن ستكون لها "السيادة في الحرب خلال بضعة ايام وهذا سيتطلب قوة نيران هائلة".

وأضاف ايشيل "ستقصف الجبهة الداخلية بغض النظر عن مدى قدرتنا على الدفاع عنها." وكان يشير إلى نحو 200 الف صاروخ وقذيفة تعتقد إسرائيل انها ستستهدف اراضيها من حزب الله وسوريا وإيران والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة.

وستزيد صواريخ فاتح-110 بشكل كبير من فعالية ترسانة حزب الله. وتستطيع هذه الصواريخ ضرب القيادة العسكرية والمراكز التجارية في تل ابيب حيث انها تتمتع بالدقة ويصل مداها إلى 300 كيلومتر وتستطيع حمل رؤوس حربية تزن نصف طن ومصممة كي يتم تجهيزها واطلاقها في وقت قصير.

وعانت إسرائيل من الاف الهجمات بصواريخ قصيرة المدى خلال حربها مع حزب الله عام 2006 وفي غزة عامي 2008 و2009. والحقت قواتها الجوية خسائر بلبنان وغزة تفوق ما تعرضت له من خسائر مما ادى الى تعرضها لانتقادات في وسائل الاعلام غير الصديقة ولضغوط دبلوماسية للتخفيف من حدة هجماتها.

ومع تزايد عزلتهم الاقليمية يتوقع الإسرائيليون بانهم سيواجهون "اياما" يتعين عليهم فيها شن حروب اخرى قبل ان يصبح من الصعب مقاومة الضغوط الخارجية.

وفي عام 2011 قال دان مريدور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي انذاك "في العصور الحديثة ولان الحرب اصبحت تنقل على شاشات التلفزيون طوال الوقت فإن الناس يرون ذلك ولا يستطيعون تحمله. هناك حدود. يوجد ثمن يجب دفعه" وهي تصريحات رددها في الاونة الاخيرة مسؤولون وضباط إسرائيليون.

ولم تلوح عائلة الأسد قط باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد إسرائيل خلال حكمها المستمر منذ 43 عاما لسوريا مما يشير إلى وجود تكافؤ مع الترسانة النووية لإسرائيل. لكن بعض الخبراء الإسرائيليين يقولون ان مثل هذا الردع قد لا يطبق بالنسبة لاطراف ليست دولة مثل حزب الله أو المتشددين الاسلاميين في صفوف المسلحين السوريين الذي يقاتلون للاطاحة بالأسد.

لكن عاموس يادلين قائد المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق والذي يشرف الان على مركز بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب تجاهل مخاوف الحكومة من الاسلحة الكيماوية.

وقال لرويترز انه في حالة حصول حزب الله على مثل هذه الاسلحة فان احتمال استخدامهم لها سيكون اقل من احتمال استخدام سوريا لها وذلك لعدم وجود هيكل عسكري شامل لهم.

وأضاف "لست قلقا على الاطلاق من الاسلحة الكيماوية. فهي ليست فعالة أو سهلة الاستخدام على مستوى العمليات العسكرية. انها اشد خطورة على الذين يطلقونها".

تصفح جريدة الدستور اليوم الاحد 26/5/213 بصيغة pdf