رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بائعة ورد الإسماعيلية: «فاقد الشىء أول من يُعطيه»

بائعة ورد الإسماعيلية
بائعة ورد الإسماعيلية

«بحب الورد وأحب أزرعه وأهتم به، ودا مش مرتبط بأي ذكريات عندي خالص، وعمر ما حد جابلي ورد، غير مرة واحدة من صديقة ليا في الجامعة هادتني به، ففاقد الشىء أكتر حد بيديه تقريبًا».. بابتسامة تليق بفتاة في عمرها ووجه مُشرق، بدأت بائعة الورد المتنقلة «ياسمين بكر» ليسانس آداب بجامعة قناة السويس قسم جغرافيا وخرائط، ومن سكان محافظة الإسماعيلية، حديثها عما تقوم به حاليًا.

وأضافت ياسمين في حديثها لـ«الدستور» أنها تحلُم منذ وقت طويل بأن تمتلك محل ورد كبيرا باسمها، وشرطها أن تبدأ ذلك بنفسها، لذا رفضت مساعدة والدها، وهو مدير عام مالي في مديرية الزراعة بالإسماعيلية، قائلة «عايزة أبدأ المشروع بنفسي وأكبر من عجلة متجولة لكشك وبعدين محل كبير، عشان أنجح قدام نفسي».

وعن تعليق والدها على رفضها لمساعدته، قالت: «تفهم والدي الأمر، لأنه يعلم أنني مسئولة منذ الصغر، فعلى سبيل المثال كنت قائد الكشافة في السابق، لكن كان جلّ اعتراضه فقط على وقوفي في الشارع، لأنه لم يمكن واعيًا بالطريقة التي سأبيع بها الورود، لذا تخيل أن ابنته ستقف في إحدى الإشارات تبيع الورد للمارة وفقًا لثقافتنا القديمة عن تلك المهنة، ولوجود صورة ذهنية أن المتسولين يلجأون لذلك كمصدر للرزق، لكن بعد مرور اليوم الأول للعمل تغيرت وجهة نظره كليًا».

والدة ياسمين مدرس أول لغة عربية بإحدى المدارس الابتدائية، وشقيقتها الكبرى تعمل محامية وصحفية رياضية ومذيعة في الراديو، وشقيقها الصغير تخرج في كلية الزراعة، ويعمل حاليًا على مشروعه الخاص، وجميعهم دعموها.

ولتحقق نجاحًا فيما تحب، سألت كثيرين عن هذا المجال، وتحدثت إلى صاحب محل ورد في شارع السكة الحديد بالإسماعيلية، وساعدها في مشروعها.

وعن تجولها في الشارع بعجلة ورد واحتمالية تعجب المارة من الأمر، قالت: «في محافظتي يقضي الأشخاص مشاويرهم بالعجلة، لذا لم يروا أن ما أفعله أمر غريب، لكن الجديد استخدام العجلة في بيع الورود، وخلال عملي بالشارع لاحظت انبهار الأشخاص، وبعضهم أوقفني ليلتقط الصور الفوتوغرافية معي وأنا أقود العجلة وخلال شرائهم الورود مني».

بدأت ابنة الإسماعيلية عملها بـ30 وردة، ولم تتلق تعليقات سخيفة من المارة على العكس البعض شجعها قائلًا «برافو عليكي إحنا فخورين بيكي»، وذلك لأن سكان الإسماعيلية مثقفون ومحترمون ولا يُضايقون غيرهم، وإن كانت هناك تعليقات سلبية يمكن أن توجه لي أعتقد أنها ستأتي ممن يقطنون خارج محافظتي.. بحسب وصفها.

اختارت «بائعة الورد» مكانا ثابتا لها، ليعتاد الراغبون بالشراء في الوصول إليها من خلاله، حتى تمتلك المحل الخاص بها وهو نمرة 6 بجوار الكرفانات عند التوأم وع الفحم بالتحديد في مدينة الإسماعيلية، وهو مكان يعرفه الجميع.

«معملتش أي دعاية ومجاش في بالي غير إني أكتب بوست على حسابي الشخصي في فيس بوك، أقول فيه إني هنزل بالورد، وأنا علاقاتي كتير في الإسماعيلية مع صحفيين ومذيعين، والغالبية هناك تعرفني، فالبوست لما نزل كله عمل شير».. هكذا تحدثت عن دعايتها للترويج لسلعتها.

وأنهت ياسمين حديثها: «لا أري أن هناك صعوبة في الوقوف بالشارع، وحتى الآن من خلال عملي به، أرى أن الأمر لا يمكن وصفه سوى بالمتعة».