رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. «الآثار» تبدأ مشروع تطوير منطقة صان الحجر الأثرية

جريدة الدستور

أعلنت البعثة الأثرية المصرية، اليوم الجمعة، عثورها على لوحة من الجرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني، تصوره وهو يقدم القرابين لأحد الآلهة المصريّة، أثناء أعمال تطوير منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية.

البعثة المصرية، التي بدأت عملها منذ منتصف ديسمبر 2017، هي جزء من مشروع وزارة الآثار لتطوير منطقة صان الحجر وتحويلها إلى متحف آثار مفتوح ووضعها على خريطة السياحة العالمية، نظرًا لأهميتها التاريخية ولاحتوائها على العديد من الآثار الهامة المكتشفة وتميُزها بوجود مواقع هامة لم يتم اكتشافها بعد، وهو ما تطلب تشكيل بعثة أثرية مصرية للبدء في تجهيز المنطقة لعمل حفائر بهذه المواقع لاستخراج ما يحويه باطنها من كنوز تاريخية هامة.

وشبّه الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، منطقة صان الحجر في أهميتها الأثرية بمحافظة الأقصر الأبرز في هذا المجال، موضحًا أن المنطقة بحاجة إلى اهتمام كبير لاستغلالها بالشكل الأمثل، خصوصًا أنها تحتوي على آثار تعود لفترات مختلفة وهامة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة والحديثة، وهناك العديد من القطع بالغة الأهمية التى يتم ترميمها، حيث إنها كانت ملقاة على الرمال فى المنطقة منذ اكتشافها، الأمر الذى دفع الوزارة لعمل مشروع متكامل لتطوير المنطقة ككل بعد ترميم آثارها الفريدة ورفعها ووضعها على مصاطب لحمايتها حتى يتسنى لزوار الموقع رؤيتها بالشكل الأمثل.

وأضاف وزيري، في تصريح لـ«الدستور»، أنه سبق أن زار المنطقة نوفمبر الماضي، لدراستها على الطبيعة ومعرفة ما تواجهه من مشكلات، تمهيدًا للبدء فى المشروع لوضع المنطقة على خريطة السياحة المحلية والعالمية، بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية، وأولى خطوات هذا المشروع ترميم القطع الأثرية والمسلات والتماثيل والبلوكات الحجرية بالمنطقة، عن طريق فريق عمل متكامل من أثاريى ومرممى المنطقة.

وأكد «وزيري» أن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، وعد بتوفير كافة الموارد المالية ومواد الترميم مع تذليل كافة العقبات التى قد تعوق أعمال الترميم التي بدأت بالفعل نهاية عام 2017، مشيرا إلى أن صان الحجر واحدة من أهم المواقع الأثرية حيث كانت عاصمة مصر خلال عصر الأسرة الـ21 و22 وهو ما يفسر احتواءها على عدد كبير من المقابر والمعابد والمسلات الخاصة بالملك رمسيس الثانى وغيرها.

من جانبه، قال المهندس وعد أبوالعلا، رئيس قطاع المشروعات، إنّ أعمال تطوير منطقة صان الحجر تضمنت بناء مصاطب خرسانية، لوضع الكتل الحجرية الأثرية ذات النصوص الهيروغليفية عليها، بالإضافة إلى بعض التماثيل المكتشفة والتى كانت ملقاة على أرض المعبد.

وبدأ مركز تسجيل الآثار المصرية بوزارة الآثار، في سبتمبر الماضى، أعمال التسجيل والتوثيق الأثرى لمنطقة صان الحجر وشملت التوثيق الأثرى، والرفع المعمارى، والتصوير الرقمى، والرسم الخطى.

ومن بين أهم الآثار الموجودة بالمنطقة مقبرة «أوسركون الثاني» والتى تتكون من مدخل فى الجانب الأيسر به نقش غائر يؤدى إلى حجرة بها تابوت ضخم وعلى جدرانها مناظر دينية بالإضافة إلى حجرة أخرى منقوشة ولكنها متأثرة بالأملاح، وفى الجانب الشرقى توجد حجرة زين أحد جدرانها بمنظر بالنقش الغائر وبها تابوت كبير، ومقبرة الملك "شاشانق الثالث" وتتكون من حجرة واحدة بدون سقف وعلى جدرانها مناظر ونصوص دينية، كما عثر بداخلها على تابوتين للملك وغطاء تابوت، بالإضافة الى مقبرة الملك "بسوسنس الأول"، ومقبرة مجهولة تتكون من حجرة واحدة بها تابوت ضخم.

أما عن المعابد، فيوجد بقايا معبد كبير للإله آمون يشبه فى تخطيطه معابد الدولة الحديثة، حيث يوجد به بقايا صرح ومسلات وأعمدة وتماثيل مزدوجة ومفردة وقطع منقوشة بنصوص هيروغليفية ومناظر دينية، والمعبد مساحته كبيرة يقدر طوله بحوالى 300م وحوله سور ضخم من الطوب اللبن، ومن أقصى الشمال توجد بقايا بحيرة مقدسة جافة وبجوارها مجموعة أحجار قيل ربما بقايا معبد للإله خونسو.

الجدير بالذكر أن منطقة صان الحجر كانت تمثل عاصمة مصر القديمة خلال عصر الأسرتين 21 و23 كما كانت مقرا لدفن ملوك هاتين الأسرتين، حيث كانت تلعب دورا مهما في الحياة السياسية والدينية حتى الفتح العربي، وتحاكي صان الحجر في عماراتها مدينة طيبة، وكان يطلق عليها طيبة الشمال، ومنذ منتصف القرن 19 شهدت المنطقة أعمال حفائر على يد عدد من البعثات الأجنبية والتى تمكنت من الكشف عن العديد من المعابد الأثرية وأهمها معبد آمون ومعبد موت ومعبد حورس ومعبد الشرق.